بغداد- العراق اليوم:
بعد ان انجزت مهامها القتالية البطولية مع عصابات داعش الارهابية، وبعد ان سحقتها بقسوة، عادت قطعتاتنا الباسلة الى مقارها، او تلك التي سحبت معداتها والياتها الثقيلة واسلحتها الى مقارها الثابتة، ونزع القادة بزات الحرب، والقوا بالخرائط جانبًا بعد ان حققوا النصر العظيم، الا ان ثمة رجالاً مجهولين، ظلوا ببدلاتهم القتالية حتى هذه اللحظة، وبقيت اسلحتهم مشرعة، فمعركتهم بدأت قبل الجميع، ولن تنتهي مع هذا الجميع بالتأكيد، بل انهم عصارة النصر الكبير وروحه، وعقله الذي يفكر ويبدع ويتحدى المستحيل من اجل تحقيق الذي لم يتحقق بعد.. هم رجالُ في الظل، وخارج المشهد المرئي في حفلات التتويج والتكريم المضيء، الا انهم في القلب والضمير الوطني لكل عراقي غيور، كيف لا وهم حماة الشمس وصناع الحياة، وصائنوا عرض الحقيقة من التدنيس، انهم رجال الله، الذين لا تمر ساعات الزمن على هذه الارض، الا ولهم جولة وصولة ضد جنود الشيطان، ولا تمر لحظة الا وقد تصاعدت من تحت اقدامهم الطاهرة غبار المعارك العادلة التي يصنعون من خلالها غداً افضل لابناء وطنهم. انهم رجال الاستخبارات العسكرية بقيادة اللواء الركن البطل سعد العلاق، الذين لولا جهودهم لما وصلنا ضفة النصر، ولو لا ثباتهم ما ابصرنا طريقًا للفخر ومحطة للغد، ولو لا همتهم ما رفعنا راية العراق لتخفق في كل شبر من اراضيه. فبعد ان استيأس الرسل كما يقال، انزلت السماء جنودًا لم ترها اعين لتمدنا بهذا النصر، فلو لا تلك الهمم لما تسلقنا طريق القمم، ولما نكسنا راية الدواعش الذين اذقناهم الهزيمة، التي لم تخطر على بال قادتهم الفارين نحو كهوف الهزيمة واوكار العار ولا على بال مموليهم الذين ارادوا بالعراق سوءًا. ولن نسترسل في هذا الحديث، لكن سجل عمليات استخباراتنا الباسلة اليومي مليء بما يثلج الصدر ويرفع الهمم، ويمنح العيون وسنًا هنيئًا، فتلك الحدقات التي تنام منعمة، في واقع الحال هي بفضل حدقات شريفة لرجال الاستخبارات العسكرية التي لن تمسها -ان شاء الله- النار، كما ورد في الحديث الشريف: عينان لن تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيله. نعم، نقولها بفخر واعتزاز واعتداد بالنفس، لدى هذه المديرية الباسلة قيادةً وكوادر سجل من الانتصارات لن تكفي صحائف كثر لاحتوائه، فكل قصة نصر تحققت، كان رجال البطل العلاق وعيونه هم اساسها، وكل قطعة عسكرية حققت فتحًا، كان لرجال الاستخبارات القدح المعلى في تنفيذها. ولن يذخر قادة اجهزتنا البطلة شهادتهم لو طلبت يوماً لهذا الجهاز شهادة، وقطعاً فإن ليس هناك شهادة اعظم من شهادة الميدان، فهي اعظم من شهادة الرواة كما يقال. ان ما يسجله ابطال الاستخبارات العسكرية منذ سنوات في سجل العمل الامني لهو سفر خالد من اسفار حكايا النصر العراقي الذي لن تمحوه ايادي الاثم او الحقد. ولم تنته حكاية هذا الجهاز باعلان النصر على الدواعش وتدمير دويلتهم، بل بقي هولاء الرجال يبحثون بين اكوام القش، وفي جغرافيا الوطن الشاسعة عن الدواعش، ولا يكلوا ولا يملوا وهم يؤدون دورًا قلنا مرارًا وتكرارًا انه بحجم الانتصار ان لم يكن يفوقه، وهو تثبيت النصر. في اخر العمليات البطولية، وصل رجال الجهاز الباسل الى منطقة لم تصلها اي قطعة في الحويجة التي كانت معقلًا لداعش الاجرام، وفي مساحة ضيقة كما تشرح الصور المرفقة، ليصادروا اكداس من الاعتدة التي خبأت من قبل المجرمين لاستخدامها تارةً اخرى، لكن هيهات وقد سبق السيف العذل. ان ما يحققه الرجال الاشاوس من منتسبي الاستخبارات العسكرية بقيادة اللواء الركن سعد العلاق، لهو في عيون كل الشرفاء ومحط عنايتهم وتقديرهم، بل ومفخرة لكل عراقي وطني، يحلم بوطن آمن يحرسه ابطال مثل هولاء الشرفاء. وهنا يجب ان نذكر للتاريخ، ان هذا الجهاز الأمني العسكري الكفوء ما كان له ان يحقق كل ما حققه من انتصارات مدهشة لو لم يكن خلفه وزير وطني شجاع مؤمن بحتمية النصر العراقي، ومقتنع حد الوثوق التام بجدارة واقتدار منتسبي مديرية الاستخبارات جميعاً وبلا استثناء ، لذلك وقف معهم بقوة، واسندهم بكل ما متاح بين يديه .. انه الوزير المناضل عرفان محمود الحيالي.
*
اضافة التعليق