بغداد- العراق اليوم: يثبت الواقع الرياضي يوماً بعد أخر، أن لا داعي لوجود وزارة الشباب في ظل وجود مؤسسات رياضية تخصصية، مثل اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، واتحاد الكرة، وبقية الإتحادات الرياضية الاخرى، في حين ان الوزارة ذاتها ليست سوى مؤسسة سياسية تخضع لأمزجة الوزراء المتعاقبين، وتخضع لأجندتهم السياسية والإدارية، بدليل ان وزارة عبطان اغلقت العديد من الأندية الرياضية في المحافظات، وحذفت الكثير من ملاعب الكرة، لمصلحة الإستثمار التجاري، ذهبت أثماره الى جيب عبطان، والى هيئة تيار عبطان الإقتصادية، ولدينا الكثير من الوثائق التي سننشرها تباعاً في "العراق اليوم" التي تؤكد مصادرة عبطان لأراضي ومباني الأندية الملغاة، لذا فأن وجود وزارة الشباب بات أمراً وليس نافعاً، والمطلوب اليوم تأسيس هيئة عليا مستقلة تقود الحركة الرياضية والشبابية في العراق، اسوة بالكثير من الدول العربية وغير العربية. وهو في الواقع مطلب عام لأغلب الرياضيين، نظراً لدس الوزارة انفها في أمور لا تعنيها، بل وللأمانة فهي تعرقل المسيرة الرياضية وتكبلها بمواقف حزبية وفئوية ومناطقية، تتقاطع ورسالة الرياضة الحرة والسامية. فلو امعنا النظر في الواقع الرياضي اليوم، نجد أن الوزارة الحالية برئاسة وزيرها ( السياسي ) عبد الحسين عبطان ليست سوى لاعب احتياط لا يجيد غير الضغط على الجهود الرياضية المخلصة في سبيل تحقيق ارادات وتوجهات لا تتفق طبعاً مع الهم الرياضي الوطني. مصادر عليمة من داخل الإتحاد العراقي لكرة القدم كشفت لـ (العراق اليوم) في هذا الإطار، أن الوزارة الحالية برئاسة عبطان تضغط اليوم على اتحاد كرة القدم العراقي بقوة، وعبر مختلف الوسائل بما فيها التهديد بالنزاهة، لاستحصال مبلغ 50 مليون دينار عراقي، عن مباراة المنتخب الوطني العراقي مع المنتخب السعودي التي جرت قبل ايام في ملعب جذع النخلة في البصرة، وسط تساؤل مثير للدهشة من قبل المعنين عن سر هذا الضغط ومعنى ان يدفع الاتحاد مبلغاً كهذا لوزارة الشباب، وهل هو ايجار عن الملعب أم ضريبة عن فوز المنتخب أم هي أتاوة يدفعها الإتحاد لعبطان، وهو - أي اتحاد الكرة - من رعى، ونظم ودفع وتحمل كافة نفقات هذه المباراة دون ان تسهم وزارة عبطان بدرهم واحد في تمويلها، تلك المباراة المهمة التي فتحت باباً واسعة من ابواب الغلق الكروي بوجه العراق؟ ولا نعرف كيف يمكن ان تحاسب هذه الوزارة، الاتحاد الكروي، وهي التي لم تتشارك معه في دفع جزء من النفقات الباهظة لهذا الحدث، الرياضي؟ والمشكلة ان عبطان يتشدق بكل مكان بأن جهوده الشخصية، وعبقريته السياسية رفعت الحظر عن ملاعب العراق !!
مصادر في الاتحاد، كشفت عن أن الاتحاد كان قد تحمل كافة مصاريف الوفد الرياضي السعودي والمنتخب العراقي، وكافة الكلف المالية التي جرى دفعها في سبيل تحقيق هدف أسمى، وهو اعادة نبض الحياة الى الملاعب العراقية، وتحسين صورة الوضع العراقي الذي استفاد في الواقع كثيراً من هذا الحدث وغيره من الاحداث الرياضية التي جرت وتجري في العراق بقوة. فيما تشير مصادر أخرى الى أن " الوزارة برئاسة عبطان تهدد الاتحاد باللجوء الى القضاء والنزاهة، اذا تخلف عن دفع هذا المبلغ، فهل يعقل أن يدفع صاحب العلاقة والشأن لجهات لا سلطة لها على الرياضة سوى كونها جهات ساندة حسب القانون". وفي مسألة رفع الحظر عن الملاعب العراقية الذي جرى قبل ساعات، تحاول ماكينة اعلامية تسويق المنجز على أنه منجز فردي عبطاني، وهذا اختزال واستضعاف بصراحة للواقع العراقي الذي غادر منذ 2003 والى اليوم، فكرة الرجل الواحد، ونظرية الرجل الخارق، لصالح العمل المؤسساتي المبني على تظافر الجهود، وتلاقيها عند ضفاف المصلحة الوطنية، فكيف نقبل بعد ذلك ان ينسب هذا الجهد الكبير الى جهة ورجل واحد وننسى أصحاب الانجاز الحقيقي. للأمانة، ولاعطاء كل ذي حق حقه نقول أن ما تحقق ينسب بالدرجة الاساس لجمهور عراقي متحمس ابهر العالم بقوة دعمه وانتظامه واخلاقه الرياضية العالية، وحبه وطاعته للرياضة والرواد، ذلك الجمهور الكريم الذي هتف للمنتخب السعودي، متعالياً على كل الجراح التي سببتها السعودية له ولبلاده يوماً! كذلك ينسب هذا الانجاز الكبير الى الجهود المعطاءة لقواتنا المسلحة الباسلة التي لولا انتصاراتها الباهرة على عصابات داعش وتوفير الأمن، لما تحقق الذي تحقق، ولما انجز الذي انجز. وكذلك للقيادات الحكومية التي سعت لتصفية الخلافات مع المحيط العربي، وللقيادات الرياضية والاولمبية العراقية، والاعلام الوطني العراقي، ولجهود اتحاد كرة القدم، ويجب ان نذكر مواقف بعض الاشقاء في القيادة الرياضية الكويتية والعربية والاسيوية الداعمة لرفع الحظر, وكلها مسجلة وموثقة، ومحفوظة. وبين هذه الجهود العملاقة، يمكن ان نسجل نقطة بين الف نقطة كجهد للوزارة التي في الواقع ليست متفضلة، بل هو من صميم عملها كونها جزء من الحكومة العراقية، وعليها مسؤوليات وطنية واخلاقية كبرى في هذا المجال. ختاماً نتمنى على رئيس الوزراء الدكتور العبادي ان يوقف هذه المهزلة، وينهي ضغوطات الشباب على اتحاد الكرة، وان يلجم اندفاع عبطان الإنتخابي المحموم، فقد بات الرجل غولاً (حكمتيًا) لا يشبع!
*
اضافة التعليق