بغداد- العراق اليوم:
كشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى عن قيام مدير مكتب رئيس الوزراء السابق والقيادي في حزب الدعوة الاسلامية الدكتور طارق نجم عبد الله بجولات مكوكية بين النجف الاشرف والعاصمة الايرانية طهران، ولقائه بشخصيات وازنة لبحث ملف المرشح الجديد لتولي منصب رئاسة الحكومة الجديدة بعد انتخابات ايار المقبل. وذكرت المصادر ل ( العراق اليوم) ان نجم يقود حراكًا سياسيًا متواصلًا من اجل الوصول الى تسوية بين مراكز القرار الديني والسياسي الشيعي، تمهد لتوليه المنصب الاول في الحكومة القادمة، مستفيدًا من الخلاف المعلن وغير المعلن بين هذه الاطراف ورئيسي الوزراء السابق والحالي. واضافت ان نجم زار النجف الاشرف سرًا والتقى نجل المرجع الاعلى السيد محمد رضا السيستاني وبحث معه رأي المرجعية الدينية في الدفع به كمرشح تسوية لرئاسة الحكومة القادمة، لاسيما وان ڤيتو المرجعية على السيد المالكي لا يزال قائًماً، ويأس شديد لدى المرجعية من وعود العبادي بشن هجمات كاسحة ضد الفساد والمفسدين. وتابع كما ان نجم زار العاصمة الايرانية طهران والتقى قيادات مؤثرة وذات صلة بالمشهد العراقي وبحث معها ملف ترشيحه لشغل هذا المنصب، مستفيدًا من حالة الخلاف او عدم الارتياح غير المعلن بين الجمهورية الاسلامية والسيد العبادي رئيس الحكومة الحالية. ولم تكشف المصادر اسماء الجهات التي التقاها نجم، الا انها اكتفت بالقول ان " المباحثات كانت عميقة وذات تأثيرات على الواقع السياسي القادم، لا سيما وان احتمالية التجديد للعبادي لا تزال محط جدل بين كل الاطراف". فإيران التي تتحفظ على تقرب العبادي مع السعودية وبلدان الخليج العربي، تتمنى رئساً للوزراء غير العبادي، ولأن عودة المالكي مرشح ايران لكرسي الرئاسة باتت أبعد من الأمنيات في ظل الرفض الشديد من قبل الكرد والسنة واطراف شيعية غير قليلة، فضلاً عن رفض عودته من قبل السعودية وأمريكا، وغيرهما، لذلك أصبح البحث عن رئيس وزراء (ثالث) غير العبادي والمالكي، يحظى بقبول ايران ومرجعية النجف وامريكا أمراً شبه مؤكد، ويعتقد نجم بأنه مقبول من قبل الأطراف الثلاثة، وكي يؤكد ذلك فقد استبق الأحداث ومضى ساعياً وناشطاً وطالباً رضى هذه الاطراف، فزار النجف وطهران، وقبلهما لندن التي يحمل جنسيتها، وكذلك واشنطن. لكن ثمة أمراً لم يحتسب له نجم، وهو عدم مقبوليته في الشارع العراقي، سواء السياسي، او الشعبي، ناهيك عن اتهامات الفساد وأموال الكومشن التي كان يتقاضاها من الصفقات التسليحية وغير التسليحية السرية والعلنية التي كانت تعقد في عهد المالكي عندما كان نجم الآمر الناهي في الحكومات التي سبقت حكومة العبادي. فهل سيصبح طارق نجم رئيساً للوزراء الجديد، فيتحقق المثل الشعبي: ( صار البيت لمطيره ، وطارت بيه فرد طيره )؟!
*
اضافة التعليق