بغداد- العراق اليوم:
ثمة حقيقة يجب ان يشتغل عليها كل اعلامي، زبدتها وحجر زاويتها الجرأة والشجاعة في قول كلمة الحق، وفي تأشير الخلل والزلل، وعرض الحقيقة بشاشة ملونة، واضحة وكبيرة، دون التفكير بزعل المسؤول الفلاني، أو رضا المسؤول العلاني، وإلا فما على هذا الإعلامي إلا ان يحمل اوراقه ويرحل عن هذه المهنة الخطبرة، فيريح ويستريح. وفي نفس الوقت فإن على الإعلامي الشجاع ان لا يكون شجاعاً في تأشير السلبيات والأخطاء والمفاسد فقط، إنما عليه ان يكون شجاعاً ايضاً في تأشير الإيجابي والمثمر، وفي تسليط الضوء على المنجز مهما كانت علاقته مع صاحبه، أي سواء كنت متفقاً مع رؤاه وعقيدته ومنهجه، أو مختلفاً معه، وأظن أن الأكثر شجاعة من الجميع هو ذلك الإعلامي الذي يعطي رأياً، أو يكتب مقالة، أو ينشر خبراً، ثم يدرك بعدها ان ما كتبه بحق هذا الشخص لم يكن صحيحاً، وإن ثمة ظلماً قد حصل بحق من كتب ضده، فتستدعي هنا الشجاعة والمروءة والمهنية ان يقف هذا الإعلامي، ويعلن بصوت عال عن خطأ ما كتب، وأن يصحح ما نشره بشجاعة، ويقول الحقيقة كما هي، بل عليه ان يذهب الى حيث تكون الحقيقة ليخرجها من مستودعها المعتم، ويضعها تحت نور الحق، ليراها الجميع، فيعيد بذلك الحق لصاحبه، ويريح ضميره من عذاب التأنيب. إذاً فالأمانة الصحفية تقتضي ان تقول للفاسد : لقد أفسدت ياهذا .. وللمخطئ: لقد اخطأت يارجل .. وفي نفس الوقت ان تقول للمجتهد: انت مجتهد فبارك الله فيك، ويقول للمحسن المبدع: لقد ابدعت.. لقد احسنت. هكذا هو الحق، وهذه هي الشجاعة، والأمانة. واليوم سنقف بعلو قاماتنا ونقول بكل شجاعة لمن ظلمناه يوماً، وقلنا بحقه كلاماً لم يكن دقيقاً: سنقول له اليوم ونخاطبه بإسمه التام الصريح: لقد اخطأنا بحقك يارجل، حين اكتشفنا اليوم خطأ ما كتبناه بحقك قبل أيام.. فمعذرة كاظم مسير مدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية. وعزاؤنا ان"الاعتراف بالخطأ فضيلة" ولا نخفي عليك ياحضرة المدير العام ما اكتشفناه اليوم، فقد نقل الينا بعض المواطنين، والموظفين العاملين في المؤسسة، من الذين التقيتهم اليوم الاربعاء في مقر شركتكم ضمن برنامجكم الاسبوعي المخصص لمقابلة الموظفين، والمواطنين، وقد حكوا لنا كيف استقبلتهم بإحترام كبير، وكيف تعاملت معهم، وكيف تصرفت مع طلباتهم رغم خروج بعضها عن النص القانوني والاداري السائد، وكيف تجاذبت معهم الحديث بروح ودية خالصة، وهو الأمر الذي جعل البعض منهم يسأل: أحقاً أننا أمام مدير عام في الدولة العراقية، وهل ياترى سنجد مثل كاظم مسير إنساناً طيباً عطوفاً، متواضعاً، رغم مكانة منصبه وموقعه، وهل سنعثر على مدير عام بسيط مثله، مدير عام لا يتوقف عن ترديد كلمة: (على راسي على راسي) لمرات عدة وهو يجيب على كل سؤال أو طلب يتقدم به احدنا، أو من المواطنين الذين أحرجهم العوز، وأقعدتهم الأيام، واذلتهم الظروف الخبيثة المدمرة، فجاءوا اليه شاكين باكين ليجدوا العون والكرامة واليد الممدودة، فحاشا ان يذل عراقي، وفي العراق غيارى مثل الإنسان كاظم مسير .
*
اضافة التعليق