بغداد- العراق اليوم:
لا نكف كصحفيين متخصصين بالشأن العراقي عن تلقي ومتابعة الاخبار العراقية الامنية، السياسية منها، أو غيرها من الاخبار الاخرى، ولكن ما يدعو للاعجاب والتفاؤل هو تلك الاخبار التي تتلاحق، كاشفةً عن تنامي الجهد الامني لاجهزة الداخلية العراقية، وهي تطارد فلول الارهاب وتكافح شبكات الجريمة البسيطة، والمنظمة والمعقدة، فتلك الاخبار التي ننقلها بتفاصيلها، هي رسائل مشجعة للشارع، تؤكد وجود عيون ساهرة حقيقية تحرس الوطن، وتلاحق العابثين.
كما ان هذه الانباء المتواردة، تكشف عن تطور كمي ونوعي في عمل الداخلية العراقية، فالكثير من الجرائم والعمليات التي تنفذ في بغداد او المحافظات الاخرى، سرعان ما يتم كشفها واعتقال المتورطين بها، وهذه برأينا تنبع من تطور ملحوظ في سرعةاستجابة الداخلية، وفي تطور نوعي ملحوظ في اداء جهازها الاستخباري النشط والفعال جدًا، لا سيما خلال العاميين الماضيين، حيث سجل جهاز استخبارات الداخلية فتحًا غير مسبوق في تنفيذ عمليات وقائية، وكذلك اعاد تدفق الحيوية لكل اجهزة الداخلية التي ستبقى بدونه معطلة وسليبة القدرة على التحرك الوقائي.
لقد سجل هذا الجهاز. ولا يزال، انجازات وعطاءات كبيرة، حيث لا يمر خبر عن عملية امنية، دون ان نضع امامه عبارة صارت مألوفة لنا :(بناءً على معلومات استخبارية)، وهذه اللازمة ليست من عنديات محرري الاخبار، وليست مجرد كليشة جاهزة، بل هي حقيقة واضحة تدل على نجاح كبير لهذا الجهاز، الذي نفتخر بأنه يحصر مهمته وعمله بحماية المواطن وماله وحقوقه لا غير، وليس كما تفعل الاجهزة الاستخبارية في بعض الدول التي تتجسس على المواطن لصالح السلطة.
ولكن كيف وصلنا الى هذا التقدم، وكيف استمر هذا التطور، بحيث بتنا نلمسه ونشعر به دون اعلان وإعلام؟ في الحقيقة الاجابة على هذا السؤال واضحة، والعبارة العسكرية الشهيرة ( الوحدة بأمرها) تلخص الجواب، فأدارة الداخلية الحالية، بعد تسنم قاسم الاعرجي مهام عمله، انما هي تكشف بجلاء ما جرى ويجري، حيث لا يكف هذا الرجل عن الالتفات لكل شاردةً وواردة في مفاصل وأقسام وزارته، لاسيما استخباراتها، حيث بدأت نتائج هذا الإهتمام تظهر على السطح، كانجاز وعمل يبرز كل يوم على ارض الواقع، ونستطيع القول بثقة ان وزارة الداخلية واجهزتها فككت عصابات واعتقلت خلايا ما كانت تظن ان يدالعدالة ستطالها يوماً، لكن شعار لا احد فوق القانون الذي رفعه الاعرجي، اتى اكله، وانتهت ضربات الداخلية الى تدمير العصابات والشبكات ولا تزال. ومن اراد متابعة هذا العمل، فعليه بمراجعة وتحليل نشاطات الوزارة واجهزتها خلال العاميين الاخيرين، ومعرفة الخط البياني المتصاعد لاداء هذه المفاصل، بخاصة الاستخباري منها، حيث يسجل لها قصب السبق في تحقيق كل هذه الانجازات.
ان دعم الاعرجي لهذه الاجهزة، وتوفيره البيئة والكفاءات والمال للجهاز الاستخباري، حقق المأمول وارتقى بها، ونأمل ان يكون ما اتخذه الاعرجي من خطوات هو منهاج عمل للحكومة بكل اجهزتها لبناء قدراتها وتعزيز حضور اجهزتها في الواقع.
*
اضافة التعليق