بغداد- العراق اليوم:
يبدو ان قناة الفرات استطعمت الفضائح، بل ويبدو انها باتت تعتبر هذه الفضائح انجازات (للشباب)، فعندما كشف مركز "ستراتفور " - وهو مركز أمريكي شهير لا تعنيه قناة الفرات، ولا يهمه امرها من قريب أو من بعيد، بل أجزم انه لم يسمع بهذه القناة من قبل - أقول عندما كشف هذا المركز العالمي الرصين، أمر الدعم السعودي، والشيك المقدم من "بن سلمان" لقناة الفرات، والبالغ عشرة ملايين دولار، والذي تم بموجبه تغيير بنية القناة، واستبدال اغلب اجهزتها، مع استقدام عدد كبير من العاملين المحترفين، لم تعتذر قناة الفرات عن عار الإستجداء ومد يد الذل الى ولي عهد مملكة الشر الوهابية، إنما راحت تتبجح، وتتحذلق وتدعي : " ان التغييرات والتطورات التي حصلت في القناة انما هي بسبب ابداع الشباب وليس غير ذلك" ! ثمة فضائح أخرى لا تعد ولا تحصى تحدثها على نفسها ادارة هذه القناة لسنا في محل المرور عليها جميعاً. والا مامعنى ان تسرق قناة " السيد" حقوق تصوير المراسل الشجاع مرتضى الموسوي، وتنسبه لها ؟! وما هذا العمل الصبياني الذي قامت به قناة " تيار الحكمة" أمس بتقديمها مشهد تمثيلي مفبرك وتافه لفتاة ادعت ان اباها باعها لشخص ما، وان هذا الشخص جعلها فتاة لتجارة المتسولين ..؟ وما هو المكسب من هذا العمل غير الاخلاقي الذي تضحك فيه قناة الفرات على جراح الفقراء؟ أهو أول فقرات الفاتورة السعودية التي دفع حسابها " بن سلمان" عشرة ملايين دولار، والمطلوب تسديدها من قبل هذه القناة (الشيعية) على شكل اساءات ، وتلفيقات، وتشويهات، وافتراءات وتسقيطات، وكل ما يمكن ان تنال فيه من مراكز القوة في السلطة العراقية، وبعض اطياف المجتمع العراقي، خاصة وان القنوات (السنية) لا تحظى بثقة المشاهد السني قبل الشيعي، ولم تعد تجذب المشاهدين عموماً؟
لكن الموقف المثالي والسريع لوزير الداخلية برأيي قد قلب الطاولة على رؤوس المفترين والمزيفين للحقائق، عندما امر بتشكيل لجنة لمتابعة الموضوع اعترفت امامها الفتاة بأن علي عذاب دفع لها مبلغاً من المال مقابل تمثيل هذا المشهد .. وهذا ما اورده بيان وزارة الداخلية الذي جاء فيه:
(في الوقت الذي تحرص فيه وزارة الداخلية وبشهادة الجميع على أن توفر بيئة اعلامية مهنية تمارس فيها وسائل الاعلام المختلفة سواءً المحلية منها او العربية او العالمية، عملها بحرية تامة وبتسهيل اجراءات عمل كبيرة من قبل دوائر الوزارة الاختصاصية ، فإن عيون الوزارة ايضاً ترنو الى أن يكون عمل وسائل الاعلام نزيها مهنياً في نقل صورة صادقة لا يستخدم فيها التشويه وتلفق بها الاكاذيب التي تجعل صورة الوضع العام قاتمة في وقت أحوج ما نكون فيه الى التعاون للنهوض بواقع بلدنا بعد تجربة مريرة عشناها بمحاربة الارهاب قدم فيها ابناء شعبنا بأطيافه المختلفة وقواته الامنية أروع صور الإيثار والتضحية.
وبناء على ما تقدم تود وزارة الداخلية أن تبين بأن الاعلامي علي عذاب قام بعرض قضية على احدى وسائل الاعلام ذكرت فيه المواطنة التي استضافها في برنامج أن والدها قام ببيعها بمبلغ 15 مليون دينار الى صاحب شقة تدار لأغراض منافية للآداب ويطلب منها صاحب الشقة جلب مبلغ يومي قدره 300 ألف دينار، على حد زعمها، وإلا سيقوم بطردها خارج الشقة، وبناءً على ما تم عرضه فقد أخذ معالي وزير الداخلية الاستاذ قاسم الاعرجي وكعادته وثقته بوسائل الاعلام القضية على محمل الجد وقام بتشكيل لجنة عليا بإشراف سيادته المباشر وبمتابعة شخصية من قبل قائد شرطة بغداد من اجل الوصول الى الحقيقة، وبعد اجراء التحري والتحقيق والمتابعة القانونية والاجراءات الاصولية تم الوصول الى المواطنة صاحبة القضية التي اعترفت صراحة بأن مقدم البرنامج قام بالاتفاق معها لقاء مبلغ مالي زهيد من اجل تأليف وتلفيق هذه القصة المفبركة ليحصل على السبق الاعلامي على حساب مبادئ المهنة الاعلامية التي كانت وما تزال خير عونً لرجال الداخلية في عملها وتضحياتها الكبيرة، متجاوزاً بذلك تقاليد وأعراف مجتمعنا العراقي الكريم الذي يرفض هذه الاساءة لشرف العراقيات بهذا الاسلوب الرخيص ويصور للرأي العام تصويراً خاطئا عن شعبنا الذي أبهر العالم بصموده وانتصاراته وقدرته، حيث سجلت نساؤنا ورجالنا صفحات مشرفة من صون العرض والوقوف بوجه أعتى هجمة ارهابية.
ومن خلال ما تم ذكره من حقائق فإن وزارة الداخلية وبحكم وظيفتها الدستورية ستحتفظ بحقها القانوني الكامل لاتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة بحق كل من لفق وكذب وشوه صورة المجتمع العراقي. .............
وفي المقابل فقد اصدرت قناة الفرات بياناً أكدت فيه اصرارها على عرض الجزء الثاني من البرنامج، اليكم فقرات من هذا البيان: (ابدت مؤسسة الفرات للاعلام والانتاج الفني استغرابها الشديد من تعاطي المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية مع ما عرضته في برنامج {من الواقع} بخصوص مافيات التسول في العاصمة بغداد . وذكر بيان لقسم المتابعة والرصد في مؤسسة الفرات للاعلام " في الوقت الذي تعبر فيه مؤسسة الفرات عن أسفها البالغ من أن يكون النجاح مدعاة للإستفزاز من جهات نتوقع منها أن تكون مناصرة ومشجعة ومحتفيةً بالإنجاز الوطني الذي تقدمه المؤسسة فإنها تعرب عن رفضها لما صدر واسفها لهذا المستوى من التدافع والحسد والتضليل". واشار " ونود ان نحيط الرأي العام علما بأن مؤسسة الفرات والزميل علي عذاب يتعرضان منذ أيام لضغوط شديدة بغية منع بث الجزء الثاني من البرنامج فضلا عن حملة استهداف واساءة ممنهجة وهجوم من جيوش الكترونية حصيلتها تهكير الصفحة الرسمية للقناة على {الفيس بوك} وتفاصيل اخرى سنعلنها لاحقا ". وختم البيان" ورغم الجور الذي يطال الفرات وملاكاتها الا انها ماضية في مسيرتها ولن ترضخ للتهديدات بل تجدد التزامها امام مشاهديها بان تبقى صوتا صادحا بالحق مثلما كانت ، وستقوم ببث الجزء الثاني للبرنامج في موعده المحدد ، ان شاء الله).
*
اضافة التعليق