بغداد- العراق اليوم:
بدا لافتاً للجميع تصاعد وتيرة الاعلان عن اعتقال عصابات الاتجار بالمخدرات، أو المواد والعقاقير الطبية التي تؤدي الى فقدان العقل، من قبل ابطال وزارة الداخلية، بعد التوجيهات الصارمة والقوية التي صدرت من قبل الوزير قاسم الأعرجي لمكافحة هذه الآفة، واستئصالها من المجتمع، والقاء القبض على المتاجرين بهذه الحبوب وفقاً لقانون مكافحة المخدرات الذي اقره مجلس النواب العراقي بعد تشريعه من قبل الوزارة وبجهود استثنائية. ووفقًا لمعطيات الواقع الميداني، فأن جهود المسؤولين في الوزارة، قد اسفرت خلال العامين الأخيرين عن تفكيك أخطر العصابات والجماعات المتاجرة بالحبوب المهلوسة، أو المخدرات التي تنقل للعراق من دول مجاورة ويجري استهلاكها من قبل الشباب العراقي، لشديد الأسف. ان هذه الجهود الكبيرة، وعمليات القاء القبض على هذه الشبكات، جاءت في اطار حملة وطنية شجاعة تبناها الأعرجي نفسه، بعد ان شخصت ادارة الملف الأمني تناميًا ملحوظاً لهذه الظاهرة في المجتمع، نتيجةً لغياب المتابعة الجادة، وايضاً التحسن الاقتصادي الذي شجع البعض من القاصرين سناً ووعياً وادراكاً وثقافة على الادمان، فضلاً عن السياسة الخاطئة من قبل بعض الادارت السابقة، لاسيما المحلية في التعامل مع قضايا الشباب، وايجاد حلول علمية وعملية لمشاكلهم مما أوقعهم فريسةً سهلةً بيد مافيات المخدرات المجرمة. وللحق، فقد أولى الوزير الاعرجي أهميةً قصوى لهذا الملف، وافرد مديريات خاصة بمنتسبين مدربين بشكل محترف في كل المحافظات العراقية لمتابعة هذا الملف، والعمل على استئصاله بشكل جذري من خلال ضرب العصابات الموردة لهذه السموم القاتلة للشعب العراقي، وبالفعل كانت مديرية مكافحة البصرة واحدة من أنشط المديريات العاملة التي تمكنت خلال العامين الماضيين من ضرب معاقل هذه الجماعات والمافيات التي اتخذت من البصرة ملاذًا امناً لها نتيجةً لضعف سيطرة القانون هناك، وكذلك الحماية الشكلية التي توفرها بعض العشائر لهذه الجماعات. أما في المحافظات الأخرى فقد كانت الاجراءات شديدة وفعالة، الى الحد الذي يمكن تأكيد الانتهاء من تفكيك عشرات الشبكات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، بل والوصول الى المستهلكين، الذين تم اعداد برنامج تأهيلي لهم من قبل الوزارة لاعادة ادماجهم في المجتمع بعد تخلصيهم من شرور هذه الآفة. وعلى صعيد العمل النوعي، فقد نجحت ادارة الوزير الاعرجي لهذا الملف الخطير من تحقيق اختراقات نوعية في هذا الموضوع، من خلال عمليات دقيقة نفذت في موانئ البصرة واسفرت عن ضبط كميات من المخدرات القادمة للبلاد، تقدر بملايين الدولارات، وكذلك عملية أخرى تم من خلالها ضبط كميات أخرى من ذات السموم في مطار بغداد الدولي بالتعاون مع ابطال جهاز المخابرات الوطني، وتمت مصادرة الشحنات واعتقال اصحابها. وفي عملية نوعية أخرى تم ضبط عجلات تابعة لشخصيات اعتبارية مسؤولة، بعد قرارات شجاعة من الوزير الذي اطلق يد جهازه الأمني في تعقب واعتقال أي شخص يتورط بمثل هذه التجارة المحرمة، مهما كان شأنه أو منصبه السياسي او الاجتماعي. ولعل الساعات الأخيرة في بغداد على سبيل المثال شهدت عمليات نوعية مؤثرة في هذا الجانب، حيث حصل (العراق اليوم) على معلومات رسمية من داخل مكتب الوزير نفسه تشير الى اعتقال خمسة وعشرين شخصًا من هذه العصابات، من قبل قيادة شرطة محافظة بغداد البطلة، وبدعم ومتابعة من الوزير شخصياً، رغم تواجده في عمان بمهمة رسمية ولكم ان تقدروا حجم اهمتمام الرجل بموضوعة مكافحة المخدرات حيث لا يزال العمل جارياً في الحملة حتى هذه الساعة لتدمير الجماعات والافراد المتاجرين بهذه السموم الفتاكة، وتخليص المجتمع من هذه المشكلة، التي دمرت بلداناً وامماً، واغرقت اوطاناً في مستنقعات الرذيلة والسوء. فألف شكر لجهود الاعرجي، ولجهود رجاله كالغريري وغيرهم من الاشاوس، وهم يؤدون دورهم الرسالي والانساني بهذا التفاني وهذا الاخلاص.
*
اضافة التعليق