بغداد- العراق اليوم: عدنان فرج الساعدي في مرحلة ما بعد إندثار الجبهة القومية التقدمية والتي ضمت حزب البعث والحزب الشيوعي وأسماء لاحزاب كردية وقتل وتشريد الشيوعيين الشركاء، استلم صدام الحكم في عام 1979 بعد إزاحة الرئيس احمد حسن البكر عنوة وفي اجتماع في بيت خير الله طلفاح خال صدام حيث إجبر الأخير على الظهور بالتلفزيون ليقول إنني مريض ولا أستطيع أداء مهامي الدستورية كانت البلاد في حينها وبالضبط للفترة من 1977 الى 1979 تصنف بالمراكز الاولى في الشرق الاوسط الاول في مجالات الطب والتعليم والزراعة ، الا إن رعونة الرجل الذي أخرج من حفرة عام ٢٠٠٣ كان العراق يحتل ذيل القائمة ! وقد تكون الصومال وجيبوتي وموريشوس والمالديف اكثر تطورا من العراق ! وبعد أن كان هناك هامشاً بسيطاً جداً من الحرية والتعبير للفرد العراقي قبل عام 1979 جعل صدام العراق كله عبارة عن مؤسسة بوليسية تمارس فيها شتى صنوف التعذيب والقتل والتغييب والاعدام والتضييق حتى جعل الزقاق الواحد فيه ألآكثر من عين للنظام ! كانت الحكومات العراقية الملكية والقاسمية والقومية والبعثية قد بنت الجيش العراقي بشكل جيد مع تسليح مستمر وكان في عام 1979 يعتبر جيشا نظامياً تهابه الدول . الا إن جنون العظمة عند هذا الطاغية جعلت من هذا الجيش مهزوزاً ومتردياً ومؤسسة فاسدة بامتياز بحيث اصبح الجندي العراقي “يگدي كروته” من كراج النهضة او من ساحة سعد في البصرة ! كان على الجندي المشاركة في جميع الحروب في الشمال وفي على الحدود الايرانية وفي الكويت ومع الامريكان ولا يقبل بتخلفه مطلقاً ومن يفكر بالهروب من المعركة فإن فرق الاعدام كانت تقتله في الحال وترسله لاهله مكتوبا على تابوته الخشبي خائن ، ثم يبلغ أهله بدفع فلوس الطلقات وعدم اقامة مجلس فاتحة وبعد أن كان مختار المنطقة هو النافذة الوحيدة في المنطقة جعل من المدارس منظمات حزبية ، كان فيها الرفيق قائدا حزبياً يتصرف كيفما شاء فيما انتشر الوكلاء الامنيون في الشوارع والفروع داخل مناطقنا الشعبية ، وكان الرفيق يمشي بعد منتصف الليل في القطاع دون ان يتعرض لشيء ومن ثم خرج علينا القائد الرمز بتشكيل منظمة فدائيو صدام وهي منظمة إجرامية كانت بقيادة عدي صدام حسين وكان ينوي تشكيل حزب النواة الا ان القدر أخذه قبل ان يتحقق هذا الأمر وعندما تخلى البكر عن السلطة كان البنك المركزي العراقي يمتلك فائضا ماليا يكفي البلد لعشرات الاعوام فيما إن النتيجة النهائية بعد السقوط كانت تشير الى ان الموظف العراقي يتقاضى راتباً شهرياً مقداره دولاران، فيما اكتشف بعد عام 2003 إن مديونية العراق وصلت لاكثر من 180 مليار دولار ترتبت على العراق نتيجة لهذه المغامرات وفي جوانب الزراعة والري كانت النخيل العراقية تتصدر دول المنطقة والشرق الاوسط في اعدادها وهزم صدام في التاسع من نيسان وقد حول غابات النخيل الى اراض جرداء ! ومرور سريع على المناطق الزراعية في واسط والبصرة وميسان وغيرها تثبت ذلك وفيما يخص التعليم والتربية والصحة كانت المستويات العالمية للعراق تمثل ارقاماً جيدة ومتوازنة وهي في تطور مستمر ، وكان هناك طلبة عرب وأسيويون وأفارقة يدرسون في الجامعات بعد ان أصبحت الجامعات العراقية تحتل أدنى الدرجات في التصنيف العالمي ! اما في المجال الصحي فقد كان هناك تطور كبير في مجال القضاء على الامراض المتوطنة وفتح المراكز الصحية والمستشفيات واستيراد الادوية وأطيح بالقائد الضرورة والمستشفيات في أسوء حال . بحيث ان المريض يوصي اهله بجلب مروحة معهم لان كل شيء صار حطاماً عندما بدأ صدام تسلطه على العراقيين كانت البلاد فيها مدارس جيدة ومنشأت حيوية ومؤانى ومحطات كهربائية وحدائق جميلة ليس في كل العراق لكن على الاقل في مناطق متعددة من بغداد ومراكز المحافظات وبعد دخوله في الحروب المتتالية هدّمت البنى التحتية والفوقية وأحال البلد الى رماد ! وحين وصوله للسلطة كان العراقي يتصور ان له هامشا من الحرية في التعبير او ممارسة طقوسه وحرية تعبده الا إن الأمر إختلف جذرياً واصبح تقطيع الرؤوس او الدفن في المقابر الجماعية أو ثرم المواطن في مثرامات الشعبة الخامسة في الكاظمية شيئاً طبيعيا تتحدث به ربات الحجال ، ولم يعد غريباً في حينها أن توصم العوائل المتدينة بالعوائل الخمينية مما كان يثير الرعب عند هذه العوائل لتضطر الى المغادرة والانتقال لمكان أخرى لتتخفى من هذه السمعة ؟؟؟ وفي الوقت الذي كان يصنع فيه صواريخ العباس والحسين وينفق عليها مئات الالاف من الدولارات كان الشعب يطحن الصمون اليابس ويأكل النخالة والتمر وهو ينتظر الفرج وفي حينها وصلت الأمور لحد كان من الصعب الصرف على أشياء مهمة كثيرة ، فالشاب يطلب قميص صديقه لأجل الخروج ان كانت لديه مراجعة او ماشكل فيما يتم تفصيل قماصل من البطانيات وكان ذلك طبيعيا أما موضوع المجمدات مثلا فأغلب الناس ليس لديها وقلة قليلة تمتلك ذلك فيما ان الثلاجة تبقى سنين طويلة حتى تدخل فيها الصراصير ولا يستطيع صاحبها تبديلها مما إضطر الناس ان تضع لها قفلاً لأن القطط كانت تزورها باستمرار ، وللمبردة قصة إخرى فقد كان الناس وبعد أن يأكلها * الزنجار* يعمدون إلى قصها وتركيب السقف النظيف بدل القاعدة الاصلية ، في ايام الـ 1977 و1978 و1979 كان باستطاعة العراقي خصوصاً الموظف السفر الى أوروبا وبالاخص دول اوربا الشرقية ، وأخرجوه من الحكم عام 2003 بعد ان باتت كل دول العالم ترفض استقبال العراقي ! إلا بصفة لاجئ !! وقد لاقى الذل في الاردن واليمن ودول اخرى لجأ اليها العراقي من اجل العمل وعلواه على صدام !
*
اضافة التعليق