بغداد- العراق اليوم:
لم يدم الائتلاف بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم شهرًا لا أكثر ، حتى انهار دون سابق انذار، فيما قال مسؤول مقرب من العبادي ان " الزيجة كانت فاشلة من الاساس" في اشارة الى التحالف الذي تم دون وجود ما يعزز بقائه، لا سيما وان العبادي غير مقتنع باداء الحكمة البرلماني والوزاري وفي المحافظات التي يديرها هذا التيار. واشارت مصادر عليمة ان اللحظات التي سبقت دخول ائتلاف الحكيم لقائمة النصر شهدت تقديم تنازلات كبير ة من قبل الحكمة لضمان الانخراط، ومنها التخلي المسبق عن اي شروط، وانتظار نتائج الانتخابات، والتعهد بتجديد ولاية رئيس الوزراء، وايضًا عدم فرض اي مرشح وزاري على العبادي، او طلب حصص في الحكومة والمناصب. ولفتت المصادر ل ( العراق اليوم)، ان وفد الحكمة المفاوض وقع على هذه الشروط دون تردد، واعلم رئيس الوزراء العبادي بأنه يتبنى منهجه السياسي ويدعمه، لكن الايام التالية كشف عن شيء اخر تبناه هذا التيار، الذي بدأ برفع سقف مطالبه تدريجيًا، حد مطالبته بالحفاظ على مناصبه الوزارية في الحكومة القادمة لا سيما وزارة النفط (أم الخبزة)، فضلًا عن توسيع صلاحياته السياسية في المحافظات، وهو ما لاقى رفضًا لاي نقاش من قبل وفد ائتلاف النصر المفاوض، الذي اعاد التأكيد على شرط رئيس الوزراء حيدر العبادي الخاص برفض المحاصصة السياسية ايًا كان مصدرها ونوعها. وبينت المصادر، ان هذا الخلاف استمر بالتوسع مع استمرار النقد لبدء الحكيم وتياره حملتهم الانتخابية في المحافظات، ومحاولة تجيير ائتلاف النصر لهم، والتركيز على انهم اللاعب الاثقل فيه . وتابعت، لكن هذا الامر لم يرق لكل اطراف التحالف الواعد، والتي ابلغت وفد الحكمة بضرورة احترام سياقات العمل، والدخول الى الساحة السياسية وفق هذا المنهج لا ان يشترك في ائتلاف النصر، ويمارس عمله لوحده. وانتهت الى القول: ان هذه الملابسات وغيرها، ادت الى اخبار وفد النصر، اىتلاف الحكمة ان التحالف لم يعد قائمًا، وان تيار الحكمة غير مرغوب بوجوده في هذا الائتلاف، لينسحب الاخير. الى ذلك كشفت مصادر مطلعة ان تيار الحكمة يواجه مأزقًا انتخابيًا في الوقت الحاضر، لا سيما انه لن يجد من يدعم اندماجه في ائتلاف الفتح الذي يضم فصائل المقاومة الاسلامية، وكذلك ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي. لذا لم يتبق امام الحكمة سوى اللجوء الى ائتلاف "سائرون" الذي يضم التيار الصدري والحزب الشيوعي، واحزاب مدنية اخرى، الا ان هذا الخيار يبدو بعيدًا جدًا في الوقت الحاضر، نظرًا لرفض مكونات ذلك الائتلاف اعادة التحالف مع اي قوى سياسية اثبتت الايام فشلها وفساد مسؤوليها التنفيذيين.
*
اضافة التعليق