بغداد- العراق اليوم:
زرقاء اليمامة
صرح السيد مسعود البرزاني قبل أيام أنه (سوف يتمكن من إستعادة كركوك بدون قتال)! وهذا الأمر مؤشر واضح من السيد مسعود بزلة اللسان على أن ثمة مشروعا يلوح في الأفق بموجبه – وفق عقليته السياسية – سيتمكن من العودة الى آبار البترول في كركوك، وثمة إشارات مهمة في البيان وهي : 1-إن التسريبات تشي بأن مسعود البرزاني والسيد علاوي قاما بمساع حثيثة تتجه الى بناء الكتلة الأكبر ومعهما عدد كبير من الأحزاب العابرة, ويمكن من خلال هذه الكتلة التي تنوي خطف مصير العملية السياسية في العراق أن يتم حسم موضوع كركوك لصالح السيد مسعود البرزاني الذي إشترط تنفيذ نتائج (الإستفتاء) كشرط للتحالف معه. وبالعودة الى الوراء القريب فان علاوي والنجيفي لايرون اي مانع في منح كركوك الى البرزاني وفق حسابات اقليمية، ودولة وبناء على روابط خاصة ومصالح حزبية وشخصية جامعة للقوم . 2-لايمكن أن نفسر هذا الإتفاق - أي إرجاع كركوك لسيطرة مسعود - هو من إجتهادات السيدين علاوي ومسعود، بل هو احد مو مؤشرات البرنامج السياسي الدولي والإقليمي الذي ينفذه هذا التحالف الساعي بجد نحو رئاسة الوزراء، أو ان يكون الكتلة المهمة القادرة على فرض رأيها، وأحدها موضوع كركوك . هذا البرنامج سوف يتم من خلاله الإنتقال بالعراق الى أفق جديد في العديد من الامور سواء في العلاقات مع المحيط الاقليمي والخليجي والدولي، أو في طبيعة التعامل مع القواعد الأمريكية في العراق، فضلا عن التعامل مع ملف الإنفصال الكردي والفيدرالية في المدن الغربية بما فيه ملف اجتثاث البعث , فالمهم أن ثمة خيطاً دولياً في رسم الخريطة السياسية بما يمضي بالعراق نحو تنفيذ المخطط الأمريكي من الداخل. 3-يتضح للمراقب إن التحالف الجديد سوف يهيمن بنحو ما على المشهد السياسي تماما ويدخل العراق في وضع متأزم ويكون هذا التحالف نافذة نحو العراق فما عجز عنه الغرب والعرب عبر التجارب السابقة يمكن أن ينفده هذا التحالف، كونه يرى الامكان وشيكا في ظل التفكك الذي عليه المكون الاكبر، و تنافره الى تحالفات لايسهل جمعها الا بمعجزة سياسية غير متوفرة . وعموما الكرة في ملعب القوى الوطنية من جميع المكونات لمنع التحدي من خلال التوحد والانسجام وتقوية التحالفات والامر لايبدو هكذا. 4-اذا كانت التحديات سابقا تفشلها عوامل القوة الداخلية فأن أغلب تلك العوامل يكاد الإعتقاد يسود إنها تهتز من الجذور بسبب ضعف قناعة المواطن بالطبقة السياسية وتفكك الموقف الشيعي وظهور المحاور الشيعية المتنافسة والمتكافئة بالقوة والمتغايرة بالإتجاه، وضعف الموقف الإنتخابي الشيعي في الأماكن المختلطة؛ مما يجعل التنافر فرصة ذهبية للبرزاني ومن يتحالف معه؛ ليعيد وجوده وعلمه ثانية فوق مباني كركوك وبهذا تعيد عجلة النهب النفطي دورتها، والاستثمارات المشبوهة دورها والضغط السياسي لتعطيل الحياة السياسية برمتها. المهم إن الكرة في ملعب التحالف الشيعي والوطني(كرد سنة وشيعة) والا فإن من لايستعد للقادم فإنه نادم، والأيام بيننا .
*
اضافة التعليق