بغداد- العراق اليوم: يرى البعض ان الحزب الشيوعي العراقي غير واضح الرؤية ولا واضح التوجه في طبيعة التحالفات التي يقوم بها حاليًا او تلك التي اتخذها في مراحل مختلفة من العملية السياسية منذ انطلاقها، فيما يرد البعض هذا الى غياب الستراتيجية لدى الحزب، فيما يحاول البعض الاخر استثمار هذه الرؤى على أنها تعكس مدى تذبذب الحزب، أو تحالفه مع قوى يفترض أنها في تقاطع ايدلوجي معه! في المقابل يرد منتقدو هذه الاراء بأن الحزب الشيوعي الوحيد بل والنادر في العملية السياسية الذي يملك تصورًا كاملًا عن الوضع العراقي، وتعقيدات المرحلة، وهو الوحيد الذي استطاع ان ينجو من آفة الفساد التي نخرت الأحزاب العراقية من اشدها تديناً ومحافظةً الى تلك الليبرالية المنفتحة، فيما بقي هذا الحزب محافظًا على قيمه السامية في النزاهة، ونظافة اليد، والضمير الوطني. فيما يظل السؤال عن طبيعة التحالفات المطروحة، وكيف يمكن قراءة تحالف قوى يسارية طليعية مع قوى يمينية معروفة في المشهد، والقفز على الاختلاف العقدي والايدلوجي والفكري، وتلك رؤيا لم يعد من يطرحها من عامة الناس، بل صارت تطرح على لسان نخب وكتاب وكفاءات للأسف بعضها يجهل، وبعضها يعرف ويصرح بعكس ما يعرف. فيما يرد على هولاء البعض، بالقول أن تحالفات الحزب تنبع من ادراك جوهري لعمق التجربة السياسية، وطبيعة المحنة التي يعيشها البلد، ولذا فأن الحزب يعول على تحالفات تفكك طبيعة البنى الموجودة حاليًا، وتكسر حواجز التقوقع الطائفي والمذهبي الذي يريد ان يستمر كحجر الزاوية في بناء التجربة واستمرارها. وهنا يستغل الحزب وطنيته، وكونه قوة سياسية عابرة للمكونات السياسية والاثنية والطائفية والقومية لمحاولة فك تلك الكتل الصماء المغلقة التي تتصارع على حلبة الوطن. نجح الحزب في اختراق هذه المنظومات ولا يزال يراهن على عامل الزمن في اعادة الحراك السياسي الى طبيعته ومستواه وجوهره، فالصراع الذي يجب ان يكون هو صراع سياسي قائم على مصالح مادية، لا صراع ديني ولا طائفي يجري توريط الشعب فيه لغرض التكسب عبر استثارة العواطف والمشاعر العدائية ضد الأخر. ان فهم طبيعة تحالفات الحزب الشيوعي ومشروعه سيكون يسيرًا لمن يريد ان يعرف أن الحزب وطني القرار ، وعراقي التوجه، وأن طرحه في هذا الاتجاه أنما ينطلق من ادراك للواقع، وليس محاولة ترضية، لأنه مبدئياً واخلاقياً وتاريخياً غير معروف بكونه حزباً يعول على شعبية الذين يتحالف معهم للوصول الى مواقع تنازل عنها طواعيةً.
*
اضافة التعليق