علي المؤيد
تشهد الساحة ساعات عسيرة و مطولة من المفاوضات الشاقة لتشكيل تحالفات انتخابية قادرة على قيادة دفة الحكم في العراق بعد اشهر ..
التحالفات حبلى بالمفاجئات و التناقضات غير المنطقية بالظاهر و بالتفاهمات و الاتفاقيات العابرة للطائفية و القومية و حتى الحدود بالباطن ..
الارادات الدولية اثبتت خلال الساعات الماضية و ستثبت ان العراق ليس جزيرة نائية و مساحة جغرافية مهمولة بل انه لايزال يمثل عمق استراتيجي و مصلحة استراتيجية لكثير من الدول المساهمة في صناعة القرار العراقي ..
ايران و امريكا كلاعبين رئيسيين في الساحة العراقية متفقان تماما على تقسيم ساحات النفوذ و تبادل الادوار فيما بينهم مع كل عملية انتخابية و ماتفرزه من عمليات تشكيل الحكومات المتعاقبة ..
ايران ستتولى الدور اللوجيستي و التنظيمي في صناعة القوائم و التحالفات الفائزة و امريكا ستقوم بالحصد الاستراتيجي لافرازات تلك القوائم كقوة داعمة للديمقراطية الفتية في العراق ..
وبذلك تضمن ايران دورها في العمق الاستراتيجي لها عراقيا و محليا و امريكا تضمن مصلحتها الاستراتيجية عراقيا و دوليا ..
منطقيا يجب ان نشهد تضاربا في الساحات و المساحات و لكن الواقع و التجربة تثبت تماما انها مفرزة و بحدود واضحة و محكمة بين الدولتين ..
عراقيا ستضمن الكتل السياسية غطاءا اقليميا و دوليا ضامنا لنجاح العملية الديمقراطية انتخابيا و حصاد النتائج على صعيد الحكومة و مكاسبها و ايضا استمرار الدعم الدولي للعراق و شرعية الدولة ..
المواطن العراقي اثبت انه متابع دقيق للأحداث و قارئ نهم لقواعد اللعبة و يميل الى جمع الاضداد بهدف استمالة الاستقرار و متأملا بتعافي المستقبل ..
انها لعبة لايستسيغها المزاج و الهوى و لكن يتكيف معها الواقع و الضرورات التي تبيح المحظورات !
الساعات القادمة ستفرز التوجهات القادمة .. ننتظر لنرى ماسيحصل قريبا ..
*
اضافة التعليق