بغداد- العراق اليوم: مع أول أيام العام الميلادي الجديد 2018، رأى مراقبون ومحللون سياسيون إن هذا العام سيكون حاسمًا في ملفات عديدة، قد لا يعود العراق لها إن تمكن من حسمها خلال هذه الفترة، وبعضها قد يغير مسار المنطقة برمتها، ولربما سيتغير الوضع العراقي بشكل جذري. فيما أشارت المصادر الى إن " ما يحمله عام 2018 سيكون أكثر سخونةً مما سبقه على الصعيد السياسي خصوصًا، لاسيما وإن الصراعات الانتخابية بدأت تستعر منذ اشهر، فيما يرجح إن ينتهي هذا الانقسام السياسي في نهاية العام الجاري، ملقيًا بظلال قاتمة على مجمل العلاقات بين القوى السياسية". ورأى الباحث صلاح حسن في حديث لـ ( العراق اليوم) أن " معارك مهمة بانتظار العراق، ابرزها المعركة الانتخابية التي من المرجح إن تشهد تغيرًا على مستوى البنية السياسية برمتها، وتفكيك ائتلافات وتحالفات وظهور أخرى بديلة". وأشار على المستوى الانتخابي نحن بانتظار تغيير شبه جذري في شكل التحالفات مع السماح ببروز قوى جديدة للساحة، لاسيما تلك التي اثبتت جدارة كبيرة في الحرب على داعش. فيما رأى الباحث قيس الخفاجي من معهد وطن للدراسات، إن " استحقاقات العام 2018 ستكون الاكبر، نظرًا لحجم التغيير الذي طرأ في العام السابق، وحسم ملفات كانت تؤخر فيما سواها، حيث أن النصر المتحقق على داعش، واخراج العراق من البند السابع، وحسم ملف المناطق المتنازع عليها، وايضًا فتح جبهة مكافحة الفساد، كلها ملفات تضع الاستحقاقات على الطاولة، فيما يمكن ان نشير الى ان العبادي قد يكون الأبرز في تولي وضع خارطة طريق لانجاز هذه الاستحقاقات". وتابع " فيما يتعلق بالانتخابات القادمة، فأن الحديث عن قوة العبادي وحضوره السياسي سيشكل مفاجأة قوية – برأيي- كما شكل المالكي مفاجأة في انتخابات عامي 2009 و2010 حين اكتسح الانتخابات برمتها، وحاز على دعم شعبي لم تتمتع به أي قوى سياسية منذ التغيير". ولفت الى إن " ما يمكن أن يقال هنا بوضوح: هل ستسمح المتغيرات الدولية والإقليمية والمحلية بعودة العبادي الى السلطة ثانيًا أم أننا بانتظار لاعب مؤثر يضاف الى سلسلة اللاعبين الذين يملكون خيارات، لكنهم غير قادرين على توظيفها لأنفسهم ".
انتخابات 2018: الحكيم والصدر الى الوراء ويرى باحث في الشأن الانتخابي، أن نمو شعبية العبادي في الشارع العراقي، سيأكل من جرف حلفائه وخصومه ايضًا، مرجحًا تراجع قوى تقليدية لصالح قوى جديدة في المشهد السياسي. ورأى رزاق علي في حديث لـ ( العراق اليوم)، أن " جبهتي الحكيم والصدر في تراجع شبه مؤكد"، ويرجع هذا التراجع الى اسباب منها: عدم قدرة التيارين على تقديم اداء حكومي مقنع للمواطن،وكذلك التشققات والتكتلات التي ظهرت في كلا الاتجاهين، فضلًا عن بروز قوى تشكل ندًا لهذه القوى. ويتابع" حيث أن الصدر مثلًا سيواجه زعامات متعددة انشقت عن تياره في السابق، وتمكنت من بناء قاعدة شعبية مقنعة نتيجةً لانخراطها في الحرب على الأرهاب ". فيما ان الأمر مع الحكيم مختلف نوعًا ما، حيث أن الأخير هو الذي انشق على حزبه، وبالتالي يراهن على ما استطاع انتزاعه من المجلس الاعلى لا العكس، وهو خيار صعب، بل وفي ظل الدعم الايراني للمجلس والتفاف القادة التاريخيين حول راية المجلس، اصبح الحكيم معزولًا عن المشهد تقريبًا.
5 تحديات مصيرية فيما قالت مصادر صحافية، ان هناك 5 تحديات جدّية تواجه العراق في 2018، مبينة ان من ابرز هذه التحديات هو العلاقة بين بغداد واربيل والقضاء على الفساد.
وقالت المصادر، ان “العراقيين سواء على مستوى المتواجدين في أعلى هرم السلطة أو على مستوى المواطنين العاديين، يعلمون أن الانتصار الذي تحقق هذا العام في الحرب على الإرهاب لا يقلل من أهمية التحديات الأخرى التي يتوجب على البلاد وحكومتها معالجتها في عام 2018 والأعوام اللاحقة، ذلك أن بعض تلك التحديات ربما يعود إلى الأعوام الأولى من الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، وبعضها مرتبط بالأعوام التي أعقبته، وأخرى أفرزتها ظروف الحرب على داعش”.
واضافت ان “اغلب العراقيين يتفقون على أن التحدي الأهم الذي ينتظر العراق عموماً، والحكومة بوجه خاص في العام الجديد، هو قضية الفساد الذي ارتبط بالدولة ومؤسساتها منذ الأيام الأولى من عام 2003″، مشيرا الى ان “هناك من يرى أن هذا الملف سبق ذلك التاريخ وابتدأ مع سنوات الحصار الدولي التي أعقبت غزو العراق لدولة الكويت في تسعينات القرن الماضي”.
وتابعت الصحيفة ان “القضية الاخرى الابرز هي العلاقة المتوترة بين بغداد وأربيل على خلفية استفتاء الاستقلال الكردي في أيلول الماضي، كواحدة من أهم التحديات التي تتطلب معالجات جذرية لحلها”، لافتا الى ان “هناك تحدي إعادة إعمار المحافظات التي دمرتها الحرب، وبخاصة في ظل الأزمة المالية التي تعانيها البلاد، والحديث عن عجز في الموازنة العامة لعام 2018 يقدّر بنحو 13 تريليون دينار عراقي”.
واكدت ان “الحكومة العراقية التي لم يبق سوى 5 أشهر على انتهاء ولايتها، تواجه تحدي إجراء الانتخابات المحلية والعامة في منتصف أيارالمقبل، وسط معارضة أطراف وكتل سياسية سنيّة بذريعة عدم عودة أعداد كبيرة من النازحين إلى ديارهم، وتدمير البنى التحتية في المحافظات التي احتلها داعش”. وتابعت ان “البعض يرى ان عملية نزع السلاح من أكبر التحديات التي تواجه البلاد، بسبب انتشاره المخيف، في عموم الأوساط العراقية”.