بغداد- العراق اليوم: يرى مراقبون أن العلاقات السعودية الإماراتية تمر في الفترة الأخيرة بحالة من "الفتور"، وهناك توقعات بانسحاب الإمارات من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن لمحاربة الحوثيين، وذلك في حالة استمرار تدهور العلاقات بين البلدين.
ونقلت صحيفة "رأي اليوم" عن مصادر خليجية قولها، ان العلاقات بين أبو ظبي والرياض قد تتطور إلى "توتر" يؤدي ربما إلى انسحاب الامارات من التحالف العربي في اليمن، مشيرة إلى ان الخلافات بين البلدين تشمل عدة ملفات من بينها حرب اليمن، والعلاقات مع حركة "الاخوان المسلمين" والتقارب السعودي مع تركيا، مع تراجع الزيارات المتبادلة بين ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان.
وأضافت المصادر ان "الإمارات تشعر بحالة من القلق من التقارب التركي السعودي المتسارع، والذي تجسد في الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إلى الرياض، حيث حظي خلالها بحفاوة بالغة حيث اجتمع بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مرتين، احداها اجتماع مغلق تناول الأوضاع الإقليمية".
وأوضحت الصحيفة ان "اللافت بان هذا التقارب التركي السعودي يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات التركية الإماراتية ذروة التوتر، إثر الهجوم الشرس الذي شنه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على الشيخ عبد الله بن زايد اثر اعادته تغريدة وصفت القائد العثماني خير الدين باشا، حاكم المدينة المنورة، بسرقة آثار إسلامية ونقلها الى تركيا وارتكابه مجازر في حق السكان، فرد عليه اردوغان : اين كان جدك حين كان فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان".
وكان أردوغان، عقد خلال زيارة شملت عدة دول أفريقية اتفاقات عسكرية وامنية واقتصادية، أبرزها توقيع معاهدة مع السودان لإقامة قاعدة عسكرية في جزيرة "سواكن" المقابلة للشواطىء اليمنية والسعودية على البحر الأحمر، الامر الذي أثار غضب السلطات المصرية وانعكس هذا الغضب في حملات إعلامية شرسة على الحكومة السودانية، بينما لم يظهر أي رد فعل سعودي ضد هذه الخطوة.
ووجه الرئيس التركي، رسالة إلى الامارات ومصر معا، من خلال توثيق نفوذ بلاده العسكري في السودان، وبناء قاعدة تركية في جزيرة "سواكن"، إضافة إلى إرسال دفعة من القوات التركية الى قطر.
من جانبه نشر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، تغريدة على موقع "تويتر"، عكس فيها "القلق الاماراتي" من التقارب السعودي التركي، حيث قال فيها ان "الدول العربية في حاجة الى تعزيز المحور العربي وعمودية الرياض والقاهرة، والمنظور الطائفي والحزبي ليس بالبديل المقبول والعالم العربي لن تقوده طهران أو انقرة بل عواصمه مجتمعة".
وأشارت الصحيفة إلى ان "المؤشرات على عودة التحالف التركي السعودي بدأت تتصاعد في الأيام الماضية، ويمكن ان يتعمق هذا التحالف اكثر في الاسابيع المقبلة، وتنعكس بصورة او بأخرى على الأوضاع في سورية تحديدا، حيث يؤيد الجانبان المعارضة المسلحة ضد الحكومة السورية برئاسة الأسد، ويطالبان برحيله".
وقد أكد مصدر خليجي للصحيفة أن "التقارب السعودي التركي قد يؤدي الى مصالحة سعودية قطرية، الامر الذي سيؤدي الى عزل الامارات، ولوحظ ان الهجوم الإعلامي القطري على السعودية خفت حدته، بينما تصاعد ضد الامارات".
وختمت الصحيفة بالقول، إن "الشرخ في العلاقات السعودية الإماراتية يتسع يوما بعد آخر، والتقارب السعودي مع تركيا وحركة الاخوان المسلمين اليمنية (حزب الاصلاح)، والصمت لاقامة قاعدة تركية في جزر سواكن السودانية، كلها عوامل توحي بأن الفتور غير المعلن في العلاقات بين البلدين قد يتطور الى توتر، وربما الطلاق اذا لم يتم تطويقه بسرعة، وهذا ما تشك فيه مصادر خليجية عديدة".
*
اضافة التعليق