غضب في لبنان بعد تصريحات باسيل حول إسرائيل

بغداد- العراق اليوم:

واجه وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، عاصفة من الانتقادات اللاذعة من اللبنانيين إثر تصريحات قال فيها إن لبنان لا مشكلة فكرية لها مع إسرائيل وليست ضد التعايش معها بأمان.

وظهر باسيل في مقابلة تلفزيونية مع قناة "الميادين" وهو يقول في مقطع مصور جرى تداوله على نطاق واسع في لبنان عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "نحن بالنسبة لنا ليس لدينا قضية أيديولوجية.. ونحن لا نرفض وجود إسرائيل.. لكن يحق لها أن تنعم بالأمان".

وأثارت تصريحات الوزير اللبناني جدلا، فقد غرد آلاف اللبنانيين وأكثر منهم في جميع أنحاء العالم العربي مستائين من هذا التصريح، خاصة بعد الخطاب الناري الذي ألقاه في اجتماع وزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية.

وأطلق ناشطون هاشتاغ #"إصلاح_وتغيير_التيار"، في إشارة إلى المطالبة بإقالة باسيل، الذي يعد الرجل الثاني بعد الرئيس، ميشال عون، في حزب "التيار الوطني الحر"، وتربطه به علاقة مصاهرة.

وشتمل الوسم على أكثر من 50 ألف تغريدة، بالإضافة إلى آخرين غردوا بوسم #جبران_باسيل.

وقال وزير البيئة اللبناني السابق، محمد المشنوق، على تويتر، "إذا كان جبران باسيل لا يجد اختلافا آيديولوجياً مع إسرائيل ويطالب بالأمان لها، فإن على مجلس الوزراء أن يقيله لأنه يخالف الدستور والقوانين والبيان الوزاري واتفاقات التحالف السياسي. هل يكون ما قاله إخباراً للقضاء؟ هل هذا هو موقف لبنان في المحافل الدولية؟ هذا معيب!".

وفي محاولة لوقف هذه الموجة، أعلن مكتب باسيل لاحقا أن "الميادين" شوهت تصريحاته من خلال التدخل في المقابلة دون توضيح كيف قامت بذلك.

وقال مكتب باسيل في بيان خاص: "يتم التداول في الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، بمقطع مجتزأ للوزير باسيل في مقابلة أجراها مع محطة الميادين، فمن الواضح أن الهدف من هذا الاجتزاء هو تحريف موقف الوزير باسيل وتشويهه، وهو الموقف المعروف من إسرائيل ككيان معتد يمارس إرهاب الدولة. كما هو معروف من يتلطى وراء هذه الحملة ومن يلتحق بها لتكون مبرمجة ومنظمة لضرب الموقف الذي عبر عنه الوزير باسيل في جامعة الدول العربية والمس بقضية القدس".

وأضاف البيان: "الموقف اللبناني من قضية الصراع العربي – الإسرائيلي ومن قضية فلسطين ثابت، وهو مندرج تحت مرجعية الشرعية الدولية وضمن مرجعية الحقوق العربية والفلسطينية المشروعة واستعادتها كاملة وضمن المبادرة العربية للسلام المجمع عليها في بيروت في (مارس) آذار 2002، والذي لا يزال لبنان موافقا عليها".

وأردف البيان: "ما قاله الوزير باسيل على مر السنين، وفي هذه المقابلة بالذات على قناة الميادين في شكل خاص، من رفض وجود كيان اسرائيلي أحادي ومغتصب لحقوق فلسطين ولبنان والحقوق العربية وبأن إسرائيل عدو للبنان، لن يغيره أي اجتزاء. كما أن موقف لبنان وسياسته الخارجية وموقف الوزير باسيل من سعي لبنان إلى السلام العادل والشامل وفق منطوق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالصراع بدءا من القرار 181 وصولا إلى القرار 1701 لن تغيره هذه الحملة المشبوهة".

علق هنا