العبادي والمالكي لن يكونا في قائمة انتخابية واحدة مهما كانت التنازلات

بغداد- العراق اليوم:

نقلت صحيفة الشرق الاوسط ، الاثنين، عن مصادر وصفتها بالمقربة من حزب الدعوة الاسلامية قولها بأن "الحزب سيخوض الانتخابات النيابية المقبلة بقائمتين منفصلتين، يقود الأولى رئيس الوزراء القيادي في الحزب حيدر العبادي، بينما يترأس الثانية الأمين العام للحزب نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي.

وذكرت الصحيفة في عددها الصادر اليوم، أن ما كان قبل أشهر حديثاً لا يتجاوز حدود التكهنات بشأن انقسام الحزب إلى جناحين متنافسين في الانتخابات العامة المقبلة، "بات حقيقة مؤكدة، في ضوء عدم رغبة المالكي والعبادي في الدخول في تحالف انتخابي موحد".

واوضحت الصحيفة حسب مصادرها أن قيادات رفيعة من "الدعوة" و"ائتلاف دولة القانون"، سعت تحت ضغط الرغبة في ترتيب أوضاع الحزب للمشاركة في الانتخابات العامة المقررة منتصف مايو (أيار) المقبل، إلى "ردم الفجوة" بين العبادي والمالكي، غير أن الطرفين "تمسكا برغبتيهما في خوض الانتخابات بقائمتين مختلفتين".

هذا ولم يستبعد أحد المصادر أن يلجأ الطرفان إلى تحالف برلماني بعد الانتخابات، لكن ذلك أيضاً مرهون بحصول ائتلاف كل طرف على مقاعد برلمانية في الدورة المقبلة، كما أنه سيعتمد على "طبيعة تحالفات كل طرف"، إذ أن الجهات التي سيتحالف معها العبادي ربما تتقاطع مع الجماعات التي يتحالف معها المالكي، الأمر الذي قد يعقِّد الأمور بينهما.

وتابعت الصحيفة أنه "يتردد منذ أسابيع أن العبادي عازم على تشكيل قائمة انتخابية تحت مسمى (التحرير والبناء)، وتشير أوساط مقربة من الحزب إلى أن مستقبله مرهون بنتيجة صراع النفوذ بين المالكي والعبادي.

وترى الصحيفة أن زعامة المالكي الحالية "مهددة بالتراجع في ظل تنامي سمعة العبادي الشعبية، بعد الانتصارات العسكرية التي حققها على داعش والموقف الحاسم الذي اتخذه حيال استفتاء إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها، واستعادة سيطرة الحكومة الاتحادية على محافظة كركوك، وذلك في مجمله يصب في مصلحة نفوذ العبادي داخل الحزب".

لكن تلك الأوساط لا تقلل من فرص المالكي في الهيمنة على الحزب نتيجة شبكة المصالح التي نسجها مع كثيرين من أعضائه إبان رئاسته للوزراء بين 2006 و2014، وما زال كثيرون من كوادر الحزب يدينون له بالولاء.

ومع ذلك، واستناداً إلى تاريخ الانشقاقات المتواصل في صفوف حزب الدعوة، يرى متابعون أن "الحزب حيال هزة سياسية كبيرة"، ناجمة عن اختيار قطبيه (العبادي والمالكي) الدخول في قائمتين انتخابيتين، وهو الأمر الذي يعني ضمناً "قسم الحزب إلى جناحين متنافسين، وربما خصمين لاحقين".

يُشار إلى أن حزب الدعوة هيمن على رئاسة الوزراء منذ 2005 حين تولى القيادي السابق فيه إبراهيم الجعفري رئاسة الحكومة لمدة سنة واحدة، ثم تولى المالكي المنصب لدورتين متتاليتين، قبل أن يخلفه العبادي في 2014.

 

علق هنا