بغداد- العراق اليوم:
عادل عبد المهدي
شكر الله على وجود مرجع حكيم واسع الاطلاع والمعرفة كالامام السيستاني دامت بركاته.. فكم من فتنة وقانا الله شرها بفضل الجهود المضنية التي بذلها السيد السيستاني، بالخفاء والعلن، وبالليل والنهار، بدون ضجيج واعلام ودعاية.. وكم من مبادرة وتصويب مسارات رعاها السيد السيستاني، ولولاها لانتهكت حُرمات وانحرفت مسارات ليس في العراق فقط، بل في المنطقة والعالم ايضاً. قبل ايام نشر الدكتور علي مطهري، نائب رئيس مجلس الشورى في ايران، ونجل الشهيد مرتضى مطهري، تلخيصاً لزيارته للامام السيستاني دامت افاضاته، نشرها على حسابه على "الانستغرام"، وهذا ملخصاً لفقرات مترجمة منها، مع بعض التعليقات:
1- يقول الدكتور علي مطهري، قال سماحته: "يطلب مني البعض التدخل في مسالة خلافية، في حين ان تدخلنا فيها من الممكن ان يؤثر على تأثير وحضور المرجعية في مسائل اساسية ومهمة". ونرى ان ما ينقله الدكتور علي عن الامام السيستاني كان وما زال موضع جدل كبير. فلطالما شكى البعض عدم تدخل المرجع الاعلى في خلافات يومية او مواقف جدلية. وان موقف السيد السيستاني يمثل منتهى الحكمة والمسؤولية. فهذه شؤون من مسؤولية الناس والمسؤولين انفسهم. وان تدخل المرجعية في التفاصيل سيغرقها في مواقف هي من اختصاص اصحاب العلاقة.. وان التجربة قد بينت بان الدخول في التفاصيل سيعني الدخول في محوريات.. وبتكرار مثل هذه التدخلات ستحمل المرجعية الاخطاء التي يرتكبها الاخرون، وهذا تعسف بحق المرجعية، وفي تحمل الناس والمسؤولين لمسؤولياتهم.
2- يقول الدكتور علي ان سماحته تحدث عن فتوى الجهاد الكفائي، وعبر عن رضاه حول الاستجابة الشعبية لها.. ونرى ان هذه النقطة برهان للنقطة الاولى.. ففي الوقت الذي كان البعض يتهم المرجعية بعدم التدخل، نراها في اللحظة المناسبة قد تدخلت وانقذت الموقف، والذي لولاه لسقطت بغداد ومدن العراق الاخرى يقيناً.. وان استجابة الملايين السريعة هي لثقة الجميع بالمرجعية ومواقفها البعيدة عن اية مصلحة او انحياز الا للحق.
3- يقول الدكتور علي ان سماحته تحدث حول نظرية الشيخ مطهري وتأثر المرجعية الشيعية بالشارع الشيعي وقال: "ان هذه المشكلة لا تزال موجودة الى اليوم". واعرب عن عدم رضاه حول بعض الكرامات والامور التي تنقل عن بعض العلماء وقال: "الكثير منها غير واقعي" وقال "يأتي البعض ليقص لي حلماً او رؤيا او يحدثني عن لقائه بالامام الحجة عليه السلام، واقول لهم اذهبوا وتحدثوا بهذه الامور لغيري".
4- يقول الدكتور علي: سألته حول اسباب سيطرة "داعش" على الموصل وباقي المحافظات العراقية فاجاب: "السبب الرئيسي هو ان داعش طرحت مسألة الخلافة وضرورة الالتزام بها كما يطرح الشيعة بالنسبة للامامة وضرورة الاعتقاد بها، وهم يعرفون ان من الصعب على السنة معارضة هذه الفكرة، لكن سلوكهم وتصرفاتهم كشفت النقاب عن نواياهم وبينت اموراً كثيرة للسنة".
5- في حديثي مع نجله لفت نظري –والقول للدكتور علي- الى نقطة مهمة وهي تشديد سماحة المرجع على عدم تقبل اية مساعدة من الحكومة، وان الحوزات العلمية يجب ان تبقى مستقلة كي تحفظ مكانتها وتأثيرها في المجتمع، وهذه نفس نظرية الشهيد مطهري.
6- يقول الدكتور علي وجدت سماحته ملماً بكل قضايا العراق وايران والعالم الاسلامي وحتى السياسة العالمية، وانه يتخذ قراراته بحكمة خالصاً لوجه الله. كان اخر حديثه هو توصية للاهتمام بالطبقة المحرومة والفقيرة وخاصة سكنة المناطق الحدودية والنائية، وبالاخص في مناطق سيستان وبلوجستان وقال: "اني اجزت وكلائي صرف اموال الحقوق الشرعية في تلك المناطق"، علماً ان اغلب سكان هذه المناطق هم من السنة.