بغداد- العراق اليوم: في لقاء معه على قناة (الجديد) قبل أيام قال الوزير اللبناني السابق ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب بأن: (حزب الله ليس خروف العيد)، وذلك ردا على مقدم البرنامج الذي حاول أن يسحب (وهاب) إلى تحميل حزب الله مسؤولية الأزمة اللبنانية التي أعقبت استقالة الحريري، تمهيدا للوصول الى فكرة التضحية بحزب الله للخلاص من الأزمة!!. لقد كان رد وئام وهاب الاعتراضي لافتا وبليغا، وذلك لأن حزب الله الذي ضحى وقدم الشهداء لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي ولتحرير جرود عرسال وجرود بعلبك والقاع من احتلال داعش والنصرة، والذي قام بتأمين الحدود اللبنانية السورية، لا يمكن أبدا أن يكون (خروف العيد) ليقوم لبنان بذبحه من أجل إرضاء مملكة الشر السعودية. أسوق هذا الكلام لأشير إلى التخوف غير المبرر من الحشد الشعبي في العراق، ذلك التخوف الذي أعلنه رئيس الوزراء حيدر العبادي لمرتين متتاليتين، المرة الأولى في مؤتمره الصحفي قبل أكثر من أسبوع، والمرة الثانية في مؤتمره الذي عقد مؤخرا بمحافظة كربلاء، إذ رأينا خلال المؤتمرين بأن العبادي أكد على عدم مشاركة الحشد الشعبي بالانتخابات بالاسم، بل انه في المؤتمر الثاني ذهب أبعد من ذلك وحذر من استخدام الحشد الشعبي في العملية الانتخابية!. نحن نعلم جيدا بأن هناك قيادات سياسية للفصائل المنضوية ضمن الحشد، وهذه القيادات من حقها المشاركة في الانتخابات ومن حقها أن تكون ممثلة لشهداء وتضحيات وبسالة الحشد الاسطورية بتحرير الأرض وحماية البلد بمشاركة باقي صنوف قواتنا المسلحة بالطبع، كما اننا نعلم جيدا بأن الجهات السياسية المرتبطة بالحشد لن تدخل الى الانتخابات تحت مسمى (الحشد الشعبي) وإنما ستدخل ضمن مسميات أخرى كما يفعل التيار الصدري وحزب الدعوة والحزب الشيوعي والمجلس الإسلامي الأعلى والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وهي كلها جهات سياسية ترتبط بها فصائل مسلحة بعضها غير قانوني وغير مرتبط بالقائد العام للقوات المسلحة أصلا كسرايا السلام!. لماذا إذن يتم التركيز على الحشد الشعبي من قبل رئيس الوزراء؟!، ولماذا هذا الإصرار من قبل رئيس الوزراء على عدم مساواة رواتب مقاتلي الحشد برواتب منتسبي باقي القوات الأمنية؟. ألا يدفعنا هذا الأمر للشك بوجود خطة لتصفية الحشد في ظل الحملة الأمريكية السعودية المسعورة ضد الحشد؟، أليس من حقنا القلق من تصريحات العبادي وتوقيتها الذي جاء في أعقاب زيارة العبادي للسعودية التي تعتبر العدو الأكبر لحشدنا المضحي؟!. الحشد الشعبي لم يقدم كل هذه التضحيات الكبيرة والدماء الشهيدة والسخية لكي نقوم بإقصائه من العملية السياسية ونقول له: أنت دورك ينتهي بتقديم ضريبة الدم فقط!. الحشد من حقه أن تكون له مكانة سياسية عالية توازي الدماء الغالية التي دفعها وتليق بحجم تضحياته الكبيرة. الحشد لم يقدم كل هذه التضحيات من أجل أن يكون أضحية نذبحها إكراما لأجندات تيلرسون ومحمد بن سلمان!. وهنا أستثمر عبارة (وئام وهاب) التي أشرت إليها في بداية المنشور لأقول: الحشد الشعبي، يا رئيس الوزراء، ليس (خروف العيد) لكي تذبحه في موسم الانتخابات من أجل إرضاء أمريكا أو من أجل إرضاء مملكة الإرهاب الوهابية السعودية.
*
اضافة التعليق