عبّارة (عماد البصري) تختصر طريق زوار الأربعين في واسط

بغداد- العراق اليوم:

تثبت العبارة مجدداً أهميتها، إذ لا بديل عنها، حالياً على الأقل، بالنسبة لزوار الأربعينية المتوجهين من واسط إلى كربلاء المقدسة، كونها تختصر 20 كم من الطريق، في المنطقة الممتدة بين الكوت ومفرق النعمانية.

 

عباّرة "عماد البصري" تعمل منذ ثماني سنوات، على نهر دجلة، وتجمع على متنها النساء والأطفال، الشباب والكهول، فضلاً عن الإيرانيين، الذين جاءوا للزيارة الأربعينية وربطوا قدرهم مع العراقيين بركوب العبارة التي ولدت فكرتها عام 2009 بعد انقلاب أحد الزوارق التي كانت تتولى مهمة نقل الزوار، ما أدى لغرق تسعة منهم.

 

عماد البصري يعمل طوعاً منذ سبع سنوات

 ويقول قائد العبارة، عماد البصري إن "الصدفة قادتني لنقل الزوار عبر نهر دجلة قبل أكثر من سبع سنوات، حينما جاء وفد من واسط إلى البصرة لشراء عباّرة كبيرة لاستخدامها في زيارة الأربعين"،

 

ويشير إلى أن "الاستعدادات للزيارة تبدأ قبل بدئها بنحو ثلاثة أسابيع إذ أجيء من البصرة إلى واسط لإدامة العبارة وتهيئتها ومع بدء الزيارة يكون عملي طوعاً طوال ساعات النهار لتعبير الزوار واختصار طريقهم بنحو 20 كم لتجنبيهم المضي في طريق مفرق النعمانية."

 

ويذكر البصري، أن "العبارة تسع لنحو 400 راكب في المرة الواحدة، وغالباً ما يخاف البعض منهم من العبور لذلك الجأ إلى المزاح معهم لتبديد هواجسهم لاسيما أن عرض النهر يبلغ نحو 350 متراً وعمق بعض مناطقه أكثر من خمسة أمتار."

 

العبّارة تختصر المسافة ولا بد من جسر بديل

إلى ذلك يقول الزائر أحمد ناجي إن "ركوب العبّارة ينطوي على متعة فضلاً عن اختصاره الطريق"، ويضيف أن "عبور نهر دجلة كانت عملية محفوفة بالخطر لاسيما أنها صغيرة وخشبية ومهددة بالانقلاب عند اشتداد الرياح وسرعة جريان الماء".

 

بدوره يقول الزائر صباح التميمي، إن "فكرة العباّرة قديمة لكنها لا تخلو من المخاطر"، ويدعو الحكومة المحلية لأن "تفكر بإقامة جسر جديد على دجلة ضماناً لانسيابية السير وتسهيل مهمة الزوار."

 

ويوضح التميمي أن "العبّارة لا تستوعب العدد الكبير من الزوّار الذين يتزاحمون في منطقة العبور ما يؤدي لتأخيرهم فضلاً عن المخاطر المحتملة للعبارة".

 

العبّارة حلت بدلاً من الزوارق الصغيرة

بالمقابل يقول رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة واسط، صاحب الجليباوي إن "فكرة العبارة جاءت عام 2009 بعد انقلاب أحد الزوارق الأهلية التي تتولى مهمة نقل الزوار وغرق تسعة منهم، حيث لجأت الحكومة المحلية حينها إلى عبّارة كبيرة وأمينة".

 

ويبين أن "العدد الكبير من الزوار دفع الحكومة المحلية لتأمين عبارة ثانية هذا العام تعمل بسعة 200 راكب حيث تعمل مع نظيرتها الأولى طوال ساعات النهار لنقل الزوار عبر دجلة."

 

ويؤكد الجليباوي، أن "الحكومة المحلية تقوم بتأمين جميع متطلبات العبارة من وقود وصيانة بالتنسيق مع مديرية الشرطة النهرية في واسط وبعض المختصين".

 

الشرطة النهرية ترافق العباّرة

على صعيد متصل يقول ضابط العلاقات والإعلام في قيادة شرطة واسط، النقيب حسن عواد غفلة إن "العبّارة تقطع النهر ببضع دقائق كونها تعمل بمحركين اثنين مع ثالث احتياط حيث يبدأ عملها في نقل الزائرين منذ ساعات الفجر الأولى حتى الغروب بدون توقف نظرا للزخم الهائل في عددهم".

 

ويضيف غفلة، أن "الحكومة المحلية واللجنة الامنية بالمحافظة وفرت قوة كافية في منطقة عبور الزوار لغرض التفتيش الدقيق أولاً وكذلك للحالات الطارئة حيث يرافق العبارة فريقاً من زوارق الشرطة النهرية معززاً بالغواصين لتلافي الحوادث.

علق هنا