بغداد- العراق اليوم: ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في طريقه للفوز بولاية ثانية لارتفاع حظوظه، مشيرة إلى أن مشروع ورؤية العراق لمستقبل المنطقة الذي طرحه بمثابة ترويج لمشروعه السياسي بفترة تمتد لأربع سنوات تعقب إجراء الانتخابات المقبلة في أيار 2018. وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم إن "ثلاث عواصم عربية زارها حيدر العبادي على مدى اليومين الماضيين، فبعد إطلاقه من بغداد (مشروع ورؤية العراق لمستقبل المنطقة)، بدأ بترويج مشروعه السياسي، الذي سيكون منهج عمله في الولاية الثانية، مع ارتفاع حظوظه في نيلها".
وأضافت "خطوة العبادي تؤكّد أنه يحاول التمسّك بخيار (الاعتدال) و(الوسطية)، منفتحاً على جواره العربي، ومتفاعلاً في الوقت عينه مع إيران التي تدرك أن الترحيب السعودي بحاكم بغداد ليس إلا محاولةً لتقويض دورها في بلاد الرافدين، وبمباركة ودعم أميركيين".
وأوضحت "على مدى اليومين الماضيين، حطّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في ثلاث عواصم عربية، في زيارات وصفت بـ(الخاطفة)، مسوّقاً رؤيته لـ(عراق ما بعد داعش)، أولى محطّات الزيارة الإقليمية كانت السعودية، تبعتها مصر، فالأردن، على أن تكون وجهته التالية ــ في الأيام القليلة ــ كُلّاً من تركيا فإيران، والتي وصفها مستشار مرشد الثورة الإيرانية للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، بـ"المصيرية".
وتابعت الصحيفة أن "العبادي، وقبيل سفره، أعلن في كلمةٍ متلفزةٍ عن (مشروع ورؤية عراقية لمستقبل المنطقة)، والتي تقوم على (أساس التنمية وبسط الأمن بدل الخلافات والحروب)، وترتكز رؤية العبادي على خمسة بنود، وهي:
أولاً: إطفاء النزاعات المدمّرة وحقن الدماء، ووقف سياسات التدخل لإذكاء الصراعات، بالتوازي مع العمل بشكل مشترك لبناء مصالحنا واقتصاداتنا بشكل تكاملي، دون معزل بعضنا عن بعض.
ثانياً: تأسيس علاقات دائمة، وعميقة، وراسخة بين شعوبنا، وأن لا نقصرها على العلاقة بين الحكومات، نظراً إلى أن العلاقة بين الشعوب تضمن استقرار العلاقات أمام التحولات السياسية.
ثالثاً: إعطاء الشباب أملاً كبيراً، من خلال برامج توفّر فرص عمل…
رابعاً: الاتفاق على برنامج تنمية شاملة، إضافةً إلى مشاريع التنمية على المستويات الوطنية.
خامساً: استثمار دول المنطقة لمواردها بالشكل الأمثل، كي يكون لدول المنطقة صوت مسموع ومؤثّر في صناعة القرار على كل المستويات.
وتنقل الأخبار عن قوى سياسية عراقية تفسيرها لـ (رؤية العبادي) بأنها مسودة مشروعه السياسي للمرحلة المقبلة، أي بعد القضاء عسكرياً على داعش، والشروع في الإعداد للعملية الانتخابية المرتقبة في أيّار المقبل، والتي يُتوقّع منها إعادة تكليف العبادي رئيساً للوزراء لولاية ثانية.
ووفق بعض المقرّبين من العبادي، فأن مشروعه ليس إلا "بدايةً لعراق جديد يصدّر رؤاه التنموية، والاقتصادية، والسياسية لمنطقة مستقرة جاذبة للاستثمار، والتنمية البشرية"، معتمداً على "البدائل الحقيقية للصراعات وتصدير الأزمات، والتي ما إن تستقر حتى تعود إلى البلد المصدّر لها". وتشير مصادر العبادي إلى أن الرجل "سيعتمد في رؤيته على تثبيت المصالح المشتركة والرؤية المشتركة بين أصدقاء".
وتأمل المصادر الحكومية بحسب الصحيفة أن "يتمكّن العبادي من طرح مشروعه المرتكز على (العدالة وتساوي الفرص في البلد الواحد، قبل أن تكون في المنطقة)"، معتبرةً أن "هذا المشروع قد ينقل العراق والمنطقة إلى مرحلة جديدة من التعايش المشترك، أساسها مصالح مشتركة، مستفيدين من قرابة عقد من الزمان من هجوم الإرهاب عليها".
*
اضافة التعليق