بغداد- العراق اليوم:
قال مصادر وثيقة ان القوات العراقية بدأت عملياتها العسكرية في كركوك، حيث سيطرت على قواعد ومعسكرات وحقول نفطية، بالاضافة الى دخولها الى الاحياء في المدينة بدون مقاومة من قوات البشمرغة.
واضافت المصادر ان هذه العمليات بدأت في ساعة الصفر (بالتوقيت المحلي العراقي) التي حددتها القوات العراقية الاتحادية لتباشر تقدمها لدخول كركوك.
وعلم ان القوات العراقية قامت باعتقال العشرات من المسلحين، وفيما بدأت افواج من قوات البيشمركة من الهروب باتجاه السليمانية، كما قام فوج آخر بالاستسلام في مدينة دبس لجهاز مكافحة الارهاب.
ومن جهته اعلن مجلس امن اقليم كردستان العراق ليل ان القوات العراقية بدأت تحركا “للأستعادة على قاعدة عسكرية وحقول نفطية” من محافظة كركوك المتنازع عليها.
وقال المجلس على تويتر “القوات العراقية والحشد الشعبي تتقدم من تازة خورماتو جنوب كركوك نحو حقول النفط وقاعدة K1 للإستيلاء عليها”. وقد شهود عيان ان قوات عراقية تنطلق من تازة خورماتو باتجاه الشمال.
وقاعدة “كيه 1″ تابعة للفرقة 12 في الجيش العراقي. وقد استولى عليها عناصر البشمركة في حزيران/يونيو 2014 بُعيد سقوط الموصل بايدي تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت مصادر محلية في كركوك “بدات الان قطعات مكافحة الاٍرهاب حركتها باتجاه مشروع ري كركوك”.
واضافت “الأوامر صدرت والحركة بدأت عبر ست محاور عسكرية تشترك بها (وحدات) مكافحة الارهاب والتدخل السريع والشرطه الاتحاديه والجيش العراقي”.
واعلن المجلس الوزاري للامن برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيان ان وجود “مقاتلين” هو “تصعيد خطير” و”اعلان حرب” وحذر من “عناصر مسلحة خارج المنظومة الامنية النظامية في كركوك (…) واقحام قوات غير نظامية بعضها ينتمي الى حزب العمال الكردستاني التركي”.
واعتبر ذلك “تصعيدا خطيرا لا يمكن السكوت عنه وانه يمثل اعلان حرب على باقي العراقيين والقوات الاتحادية النظامية”.
واتهم المجلس القوات “التابعة لاقليم كردستان” بانها “تريد جر البلاد الى احتراب داخلي من اجل تحقيق هدفها في تفكيك العراق والمنطقة بغية انشاء دولة على اساس عرقي”.
واكد ان “الحكومة الاتحادية والقوات النظامية ستقوم بواجبها في الدفاع (…) عن سيادة العراق ووحدته بالتعاون مع المجتمع الدولي”.
من جهة اخرى قال الامين العام لوزارة البشمركة جبار ياور لوكالة فرانس برس “لا توجد قوات لحزب العمال الكردستاني لكن هناك بعض المتطوعين الذين يتعاطفون معه”.
وياتي ذلك بعد ان اعلن قادة الحزبين الرئيسيين في اقليم كردستان العراق رفض الشرط الذي تضعه حكومة بغداد للتفاوض مع اربيل لمعالجة الازمة والمتمثل بالغاء الاستفتاء حول استقلال الاقليم.
واجتمع قادة الحزبين الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني في منتجع دوكان الواقع في محافظة السليمانية.
واستمر الاجتماع اربع ساعات، وجمع قادة بينهم الرئيس العراقي فؤاد معصوم عن الاتحاد الوطني الكردستاني، ورئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني، وفقا لمراسل فرانس برس.
واكد البيان الختامي ان “القوى الكردية لديها استعداد كامل للحوار بدون شرط على اساس المصالح بين بغداد واربيل ووفقا لمبادىء الدستور”.
وكرر العبادي شرط حكومته الغاء الاستفتاء الذي اجري بهدف استقلال الاقليم في 25 ايلول/سبتمبر، لفتح باب الحوار لمعالجة الازمة.
لكن “الاجتماع اصر على معالجة جميع المشاكل بالحوار وبدون شرط”، وفقا للبيان.
وطالب “المجتمعون ان تكون المفاوضات بين الاقليم وبغداد بمشاركة جهات دولية لمراقبة عمليات المفاوضات” معتبرين ذلك “بانه من مصلحة الجميع والقوى السياسية في العراق وكردستان”، وفقا للبيان.
كما اشار البيان الى ان “التدخلات العسكرية أو تحريك القوات او التهديد والوعيد ستؤدي الى مزيد من الخوف على العلاقات بين الاقليم وبغداد وهذه التدخلات ستشكل تهديدا لاي جهد جدي لحل المشاكل بطرق سلمية”.
وتواصل قوات الحكومة المركزية الانتشار في مناطق واسعة في محافظة كركوك، المتنازع عليها، بمواجهة قوات البشمركة الكردية.
وساءت العلاقات بين الاقليم وبغداد، بعد اجراء الاستفتاء الذي رفضته بغداد، ويؤكد العبادي انه لا يريد حربا ضد الاكراد.
وكان الاكراد والحكومة العراقية اعلنوا الأحد منح انفسهم مهلة 24 ساعة لمعالجة الازمة عبر الحوار تجنبا لمواجهات عسكرية بين الطرفين.
وذكر عبد الله عليوي احد مستشاري معصوم الذي رافقه لفرانس برس ان الرئيس العراقي سيقدم “مشروعا”، دون مزيد من التفاصيل، مكتفيا بالقول ان الرئيس يعتمد “على الحوار من اجل تجنب الصراع والعنف”.
وفيما يحاول المسؤولون السياسيون استئناف لغة الحوار، يواصل آلاف المقاتلين الاكراد وآخرون من قوات الحكومة الانتشار بمواجهة بعضهم البعض في مناطق كركوك.
وشاهد أحد مصوري فرانس برس في ساعة مبكرة من صباح الأحد قوات عراقية تواصل حشد مقاتليها في مواقع مواجهة لقوات من البشمركة لم تبرح مواقعها.
وتطالب الحكومة المركزية الاقليم بتسليمها المواقع التي سيطر عليها الاكراد خلال احداث عام 2014.
وحينها، اغتنمت البشمركة الكردية انهيار القوات الاتحادية خلال الهجوم الواسع الذي شنه تنظيم الدولة الاسلامية وسيطر خلاله على مساحات واسعة من العراق، لتفرض سيطرتها بالكامل على مدينة كركوك وحقول النفط في المحافظة.
وما لبثت سلطات اقليم كردستان ان حوّلت مسار الانابيب النفطية في كركوك الى داخل الاقليم لتصدير الذهب الاسود بدون موافقة بغداد. كما سيطرت على مناطق أخرى في محافظات مجاورة.
على صعيد اخر، نفت طهران ما اعلنه مسؤول كردي من أنها اغلقت الأحد ثلاثة معابر حدودية مع كردستان العراق.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي لوكالة فرانس برس “ليس هناك اي قرار جديد” يقضي باغلاق المعابر مع الاقليم الكردي.
واضاف ان “الحدود البرية مفتوحة مع اقليم كردستان العراق وفقط حدودنا الجوية مغلقة (منذ 24 ايلول/سبتمبر) بطلب من الحكومة المركزية العراقية”.
*
اضافة التعليق