إبراهيم الجعفري: لا تنازل عن كركوك والاستفتاء بمصلحة "داعش"

بغداد- العراق اليوم:

أكد وزير الخارجيَّة العراقـيَّة إبراهيم الجعفريّ، عدم التنازل عن محافظة كركوك ورفض ضمها لاستفتاء استقلال اقليم كردستان المقرر في 25 من أيلول الجاري.

وجاءت تصريحات الجعفري في اختتامه مُشارَكته في الاجتماع الوزاريِّ لجامعة الدول العربيَّة الدورة العاديَّة الـ148 في العاصمة المصريَّة القاهرة.

وقال الجعفري في تصريحات صحفيَّة أدلى بها لوسائل الإعلام في ختام زيارته للقاهرة ان "استفتاء إقليم كردستان خرقٌ للدستور الذي اتفقنا عليه، والذي أدَّينا القسم على الالتزام به، والذي كان الطرف الكرديّ فاعلاً، وأساسيّاً فيه، ولا أتهم بذلك كلَّ الأكراد، وإنـَّما أشعر أنَّ هناك مَن يُروِّج للخُرُوج عنـَّا، لكنَّ الشعب الكرديَّ مُلتزم، وساهم في العمليَّة السياسيَّة، وأثراها".

وشدد على ان "الاجتماع الوزاريّ لجامعة الدول العربيَّة خرج بالإجماع بقرار يدعم وحدة العراق، ويرفض إجراء استفتاء إقليم كردستان، وهذا إجماع ثانٍ يحصل عليه العراق في جامعة الدول العربيَّة بعد الإجماع الأوَّل بتاريخ العراق الذي تحقـَّق في مسألة انتهاك القوات التركيَّة للأراضي العراقـيَّة".

وأشار "بالأمس جاء قرار الجامعة العربيَّة، وكان مُوفـَّقاً، وأشار إلى أنـَّه خرق للدستور العراقيِّ، وللقانون، ومن جانب آخر دعا إلى اعتماد آليَّة الحوار، وكلـَّف أمين عامّ الجامعة العربيَّة ببذل الجُهُود على هذا الصعيد".

وأكـَّد الجعفريّ أن "رفضُنا للاستفتاء لا يعني أنـَّنا نعادي الشعب الكرديَّ، ولكن إيماناً منا بأنَّ الشعب الكرديَّ جزء أساسيّ من الشعب العراقيِّ، وحفاظاً على الأخوَّة العربيَّة - الكرديَّة، ويهمُّنا كثيراً حفظ الوحدة الوطنيَّة العراقـيَّة التي هي خط أحمر".

وأضاف ان "العراق لا ينوي سوءاً بأحد، ولا ينوي أن يلوذ بأساليب العنف، ولا يُبادر بذلك، ولا يسمح لنفسه أن ينخرط في هذا الاتجاه، وسيكون موقفنا رافضاً؛ لأنـَّنا مُؤتمَنين على الدستور؛ وهذا لا يعني أن نـُبادِر بإيجاد حالة حرب".

وبخصوص مصير كركوك قال الجعفريّ: كركوك مدينة عراقـيَّة تـُمثـِّل المُجتمَعيَّات العراقـيَّة المُختلِفة، ففيها عرب، وأكراد، وتركمان، ومسيحيُّون، وفيها أنواع مُتعدِّدة، ولسنا مُستعِدِّين للتنازل عنها، ولا نتنازل عن أيِّ شبر من أيِّ مدينة عراقـيَّة من مُدُن العراق.. العراق كلـُّه للعراقـيِّين كلـِّهم".

وفيما يخصُّ الجهات التي لديها مصلحة في إجراء الاستفتاء، وتقف وراءه، وهل هناك مُؤامَرة على العراق لتقسيمه كشف الجعفريّ: هناك أعداء كـُثـُر للعراق يُريدون إحداث الوقيعة، وإشاعة حالة الدمار، وتقسيم العراق، وهناك دوافع قد تأتي على لسان عراقـيِّين، ومُجرَّد طموحات لحلِّ مشاكل آنيَّة، لكنَّ الذين يُخطـِّطون ستراتيجيّاً لإضعاف العراق هؤلاء نواياهم تختلف عن نوايا العراقـيِّين عرباً، أو كرداً، أو تركماناً".

وبخصوص ما صرَّح به رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، وسياسيُّون أكراد بأنـَّهم يُحمِّلون الحكومة العراقـيَّة المسؤوليَّة عن كلِّ ما يحدث الآن، وأنـَّها ارتكبت أخطاءً طيلة السنوات الماضية بيـَّن الجعفريّ: والإقليم ارتكب أخطاءً -أيضاً- كحكومة ارتكبوا أخطاءً بحقِّ العراق، وبحقِّ الإقليم، لكنَّ هذه الأخطاء تـُبرِّر الحوار للتوصُّل إلى حلٍّ، ولا تـُبرِّر تصعيد وتيرة الاتهامات".

وردّاً على بارزاني الذي قال: فشلنا في العيش كشركاء يُمكِن أن نكون جيراناً جيِّدين أجاب الجعفريّ: لا أعرف إذا فشلنا في التعامل سويَّة كيف سنضمن أن نعيش كجيران مع بعضنا؟!، الفشل هو الفشل، وأتصوَّر أنَّ هذه الادِّعاءات هي للخُرُوج عن حقائق التاريخ، والجغرافية، والمُجتمَعيَّة العراقـيَّة التي وصلت إلى حدِّ التصاهر بين الأكراد، والعرب، والتركمان، المُجازَفة، والدخول في هذا الباب لا أعرف مِن مصلحة مَن؟".

ودعا وزير الخارجية إلى "التراجُع عن هذا الإجراء مادام لا يصبُّ في وحدة العراق، ويصبُّ في مصلحة داعش، ويُنغـِّص على العراقـيِّين فرحتهم بانتصاراتهم، وما أحرزوه من نتائج مُمتازة عندما واجهوا بصفٍّ واحد عصابات داعش".

وبين ان "أحد أسرار النصر التي تحدَّثتُ عنها عِدَّة مرَّات هي وحدة الصفِّ العراقيِّ، واجتماع كلمتهم؛ ممَّا ساهم بطريقة كبيرة في تحقيق النصر، وحرَّك المُجتمَع الدوليَّ إقليميّاً، ودوليّاً للتجاوب معنا، والوقوف إلى جانبنا".

وختم الجعفريّ تصريحاته بالقول: العراق، وقوَّة العراق هي من قوَّة الدول العربيَّة.. والعراق يستخدم دائماً ما لديه من ثروات، وما لديه من قوَّة في الصالح العربيِّ، ولصالح دول المنطقة، وليس في نيته إزعاج أحد أبداً؛ لذا نرجو من بقـيَّة الدول أن تبادل العراق نفس الشُعُور، كلـَّما قويَ العراق قويَت بقوَّته الدول المجاورة، والصديقة".

 

علق هنا