“مملكة آل سلمان” تدور حول نفسها بمزاعم التخلي عن النفط !

بغداد- العراق اليوم:

 

غضب مكتوم.. موجة من الانتقادات لازالت تلاحق “آل سلمان”, ترى فيهم سبباً رئيساً فيما آل إليه حال البلاد والعباد, من تراجع اقتصادي وتعطل عن العمل وارتفاع سن الزواج بين السعوديين, وإن كانت المرحلة توصف بعكس ذلك.

 

بلد أقيم على النفط.. كيف يفطم عنه وهو مصدر ثلاثة أرباع موارده ؟

 

هي حكاية بلد أُقيم على النفط.. هكذا تتحدث تقارير غربية عن “مملكة آل سلمان”.. تفرد فيها مساحات لفضح مزاعم نهضة سعودية منتظرة بحلول 2030, كما يروج الأمير الشاب “محمد بن سلمان”.

 

فالرؤية السعودية لعام 2030, يقف وراءها الأمير الطموح, الذي أضحى بين ليلة وضحاها ولياً للعهد متخطياً كبار العائلة.. ويعول على رؤيته في فطام السعودية عن النفط, مصدر أكثر من ثلاثة أرباع موارد المملكة.

 

خصخصة ممتلكات بقيمة 400 مليار دولار و”أرامكو” تطالها يد العبث !

 

تنص الرؤية بشكل رئيس على خصخصة ممتلكات عامة بقيمة 400 مليار دولار في قطاعات حيوية, لا يستثنى منها ما كان محرماً سابقاً, إن صح التعبير، أي شركة “أرامكو” أهم مصدر لجلب الريالات والدولارات لمملكة “آل سلمان”.

 

قيمة الممتلكات تأتي أصلاً من النفط.. فكيف يتم الاستغناء عنه ؟

 

يرى خبراء غربيون ومحللون اقتصاديون أن الخصخصة          لن تكون تنويعاً للدخل, لأن قيمة الممتلكات الحقيقية آتية من اقتصاد يعتمد أصلاً على النفط، وبعبارة أبسط الرؤية الاقتصادية “السلمانية” ستسير في منحنى دائري محوره النفط !

 

من الذي ينبغي أن يتحمل المسؤولية عن المقامرة بكنز البلد الوحيد, “أرامكو”, مقابل التعلق بأمل قد لا يتحقق ؟

 

رؤية 2030 لـ”محمد بن سلمان” قرآن مقدس ممنوع الاقتراب منه !

 

تتعامل “مملكة آل سلمان” مع رؤية 2030 كما لو كانت قرآناً مقدساً، بينما يؤكد باحثون اقتصاديون على أنها بنيت على وهم لا أساس له عملياً عند التطبيق.

 

الكفاءة مفقودة في بيئة استثمارية محفوفة بالمخاطر, اختفى منها, في عام واحد, 20 مليار دولار.

 

إذ إن أحد أهم مسببات النجاح هو الكفاءة, وهي مفقودة في بيئة استثمارية محفوفة بالمخاطر في مرحلة ما بعد النفط، كما لا يمكن حث الخطى إلى عام 2030, وفق هذه الرؤية, وأسئلة من قبيل.. أين يذهب المال ؟.. تبقى مفتوحة بلا إجابة – وفق التقارير الغربية.. التي تتحدث عن 20 مليار دولار لإصلاح قطاع التعليم ضاعت بين عهدين ملكيين خلال عام واحد فقط !

 

نظرة تشاؤمية.. اعتماد على تعليم بائس مُصمم بعناية لعدم التفكير..

 

الاقتصاد المتنوع يعتمد أساساً على الإنسان كرأسمال, وهنا تتكأ التقارير بثبات في نظرتها التشاؤمية إلى الرؤية السعودية, على واقع بائس للتعليم المصمم بعناية فائقة لإنشاء مواطنين غير قادرين على التفكير باستقلالية، إضافة إلى انعدام الرقابة وتركيز السلطة في أيدي قلة قليلة من الحكام والمسؤولين !

 

10 خطط اقتصادية اعتمدتها السعودية خلال 50 عاماً 9 منها فشلت !

 

هو ما يعيدنا إلى صاحب الرؤية الجريئة نفسه.. ولي العهد الأمير الطموح “محمد بن سلمان”, الذي وصف أسلوب الحكومة السعودية في إدارة شؤونها بأنه أسلوب الترميم السريع، وهنا يتفق على ما يبدو صاحب الرؤية مع التقارير السلبية في حتمية التغيير الحقيقي على الأقل حتى لا تلقى الخطة مصير سابقاتها !

 

فالسعودية خلال نصف القرن الآخير، اعتمدت 10 خطط للتقليل من الاعتماد على النفط، 9 منها فشلت.. فهل هي رؤية اقتصادية حقيقية، أم أضغاث أحلام ؟

 

التقارير الغربية لا ترى حلولا في الأفق طالما لم يتغير التعليم وتتاح حرية التعبير..

 

هيا بنا إذاً نتكلم عن مستقبل السعودية.. تدعونا التقارير الغربية وتقول إنه لا يمكن تحقيق أي تنوع اقتصادي حقيقي في ظل النمط الحالي من حكم مملكة “آل سلمان”، كما أنه لم يتسنى إحداث تغيير حقيقي إلا بتحسين جودة التعليم وإتاحة حرية التعبير, “المحرمة” أصلاً في بلاد الحجاز !

علق هنا