بغداد- العراق اليوم:
قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إن وسائل التواصُل الاجتماعي، والأطفال، والنساء أصبحت ثلاث أدواتٍ رئيسة يعتمد عليها داعش لتنفيذ مخططاته بعد خسارته للكثير من المعارك في العراق وسوريا وأن التنظيم بدأ بالعودة الى الوسائل التقليدية التي كان تنظيم القاعدة يعتمد عليها لمواجهة الخصوم.
وسائل التواصُل الاجتماعي، والأطفال، والنساء" .. ثلاثُ أدواتٍ رئيسة يعتمد عليها داعش لتنفيذ مخططاته بحسب مرصد الأزهر الذي وصف الأدوات الثلاثة بأضلاعُ المُثلّث الداعشيّ الأكثرِ فاعليّةً لدى التنظيم.
المرصد وخلال تحليل له استشهد بتفجير امرأةٌ في صفوف داعش نفسها وهي تحمل رضيعَها مؤخرًا في معارك "الموصل"، ما أسفر عن مصرعها مع رضيعها كما بدأ التنظيم بالاعتماد على نسوة لتفجير أنفسهن لحساب داعش، في خطوة يمكن اعتبارهُا تحوّلًا كبيرًا في الأيديولوجية التي يتبعها التنظيم ضد خصومه وضد المدنيين في نفس الوقت.
العقيدة الأساسية التي يتبناها التنظيم وغيره لا تُبيح للمرأة الخروجَ من منزلها، وعليها اعتزالُ المجتمع والتفرغ لإنجاب الأطفال المعروفين لدى التنظيم بـ "أشبال الخلافة"، وتقديم الدعم المعنوي لأزواجهن، لكن على ما يبدو أن حاجة "داعش" للدور الذي من الممكن أن تلعبه المرأة لخدمة أجندته دفعه الى مخالفة لوائحه الدينية، والتخلى عن جزءٍ من راديكاليته، التي طالما لعب من خلالها على وَتَر العاطفة الدينية والالتزام بالمباديء بحسب مرصد الأزهر.
و لعل أبرز ما دعا "داعش" لاستخدام النساء في عملياتهم الإرهابية ضد الأبرياء هو سهولة تحركهن وخسارة "داعش" للعديد من أراضي سيطرته، والهزائم المتلاحقة التي أَلَمّتْ به في العراق وسوريا، والحصار الخانق لأماكن سيطرته في الوقت الحالي.
مراقبون يرون أن ثقافة المرأة الانتحارية وإن كانت جديدةً على أيديولوجية تنظيم داعش، لكنها ليست بالجديدة على تاريخ التنظيمات الجهادية في العراق، ففي عام 2005 نَفّذَ "تنظيم القاعدة" في العراق أربعة تفجيرات انتحارية عبر النساء، وفي عام 2008 قامت 39 امرأةً انتحاريّةً بقتْل ما لا يَقِلُّ عن 363 شخصًا وإصابة 974 آخَرين بالعراق، وإنّ استغلال النساء والأطفال في العمليات الانتحارية من قبل داعش جزءٌ من ستراتيجية العودة الى الوسائل التقليدية لضرب الخصوم كما يظهر الازدواجية الشديدة التي يتمتع بها هذا التنظيم في نفس الوقت في التعامل مع النساء بحسب مرصد الأزهر.
*
اضافة التعليق