رؤية الفريق شغاتي ودور الحلفاء

بغداد- العراق اليوم:

لم يحظ (جهاز مكافحة الارهاب) في بداية تشكيله عام 2007 بالاهتمام المناسب في النظرة اليه على الصعيدين السياسي والاعلامي، داخل العراق وخارجه، حيث لم يجر التعرف بعد على الدور المهني والمميز الذي رسم له وبرر تشكيله ابتداءً كضرورة ملحة لمواجهة تصاعد الأعمال الارهابية آنذاك ، حيث لم تكتمل بعد عملية بناء الأجهزة الأمنية الأخرى وهيكلتها. واذا كانت تلك النظرة مفهومة لحداثة تأسيس الجهاز فانه، وخلال السنوات العشر التي مرت على تأسييسه، وخاصة السنوات الثلاث الأخيرة ، التي لم يظهر فيها هذا الجهاز فقط الشجاعة والكفاءة اللازمتين له ولسائر صنوف القوات المسلحة، انما تميز عنها بنوعية وكثافة التدريب والبناء واكتساب الخبرة والمهارات العالية لقادته وكافة منتسبيه بما مكنه ويمكنه من أداء الواجبات الملقاة عليه على الوجه الاكمل والأفضل.

وخلال لقاء بثته فضائية (الحرة – عراق) في 14 تموز الجاري أوضح الفريق اول الركن طالب شغاتي قائد جهاز مكافحة الارهاب الكثير من قضايا الحرب والمواجهات القتالية ضد داعش والجماعات الارهابية الاخرى والتي خاضها ضدها الجهاز بوجه خاص وسائر قوى وتشكيلات القوات المسلحة العراقية بوجه عام منذ احتلالها للموصل ومناطق اخرى من الارض العراقية ووصولها حتى حزام بغداد وتخومها بعد ايام من العاشر من حزيران عام 2014 حيث بلغت الحرب على داعش ذروتها مع بدء تحرير ضفتي الموصل وحتى تحرير المدينة القديمة بمواجهات قاسية وشجاعة حتى أنعقد لها لواء النصر الذي اعلن عنه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي في 10 تموز الجاري وانتهاء من تحرير مدينة الموصل بالكامل.

وعن كيفية وسبل بناء الجهاز وتطويره لكسبه المزيد من الخبرة والقوة والمهارات والاستعداد لخوض معارك قادمة دفاعاً عن الشعب العراقي وسيادته واستقلاله قال الفريق اول الركن شغاتي، ان التدريبات المكثفة بالطرق الحديثة والاستفادة من الخبرة المتراكمة للقادة المعنيين في الجهاز كذلك الاستفادة من خبرة قوات التحالف الدولي هي التي تشكل الهم اليومي لقيادته لبناء وتطوير مؤسسات الجهاز وعمله وبالتالي عدم الاكتفاء بما حققه الجهاز من نجاحات وانتصارات انما الاستمرار في القيام بأقوى وأوسع التدريبات لقادته ومنتسبيه أضافة الى توسيعه بالأعداد الاضافية اللازمة وتسليحه بأحدث الاسلحة المتطورة التي تساعده في معاركه القادمة بجدوى وانتصارات اكبر وبخسائر اقل. وقد ضرب الفريق شغاتي مثلاً على ذلك بأن الجهاز عندما طلب الف منتسب جديد لضمهم الى صفوفه تقدم 300 الف شاب للالتحاق وهو ما يدل على احترام ومحبة الشباب العراقي للعمل بهذا الجهاز.

كذلك اشار الى انه عندما تقدم احدى المرات الف شاب للانتساب الى الجهاز تم قبول 200 شاب منهم بعد اجراء اختبارات وامتحانات عملية ونظرية تؤهلهم للانتساب. ولعل من أهم الشروط ان لا يكون المتقدم منتمياً لأي حزب او تيار سياسي، وان لا يظهر اي انحياز او انتماء لمذهب او دين او قومية الا الهوية الوطنية والانتماء للعراق وتحت رايته التي تجمع كل منتسبيه تحتها.

ان الاداء المهم والمميز لقادة ومقاتلي جهاز مكافحة الارهاب والذي يتكامل مع الاداء المهم ايضاً لسائر صفوف القوات المسلحة العراقية من جيش وشرطة اتحادية واجهزة امنية ومتطوعي الحشد المقاتل والبيشمركة، لم يدفع قادة الجهاز بوجه خاص الى الغرور واطلاق التصريحات غير الرصينة وغير المسؤولة على غرار التصريحات الصدامية (العنترية) فالشهادة لأهمية وشجاعة هذا الجهاز كما سائر القوات المسلحة جرى التعبير عنها بالاشادات المتعددة من عدد غير قليل من القادة العسكريين والسياسيين للعديد من دول العالم وخاصة بعض قادة التحالف الدولي، وآخرها تصريح احد كبار القادة العسكريين الأميركيين بأن الحرب والمعارك التي خاضتها القوات العراقية في الموصل لن تستطيع اية قوة عسكرية اخرى القيام بها!.

اما عن دور قوات التحالف الدولي في دعم ومساندة القوات العراقية في حربها ضد داعش وبقية التنظيمات الارهابية، فقد أكد الفريق اول شغاتي بعين الاحترام والوفاء لهذه القوات ودورها مؤكداً ان قوات التحالف وخاصة الولايات المتحدة الاميركية قاموا بدور مهم على مختلف الصعد سواء بالطلعات الجوية التي تغطي تحرك القوات العراقية المهاجمة على الارض او بالدعم اللوجستي والاستخباري والمعلوماتي فضلاً عن الدعم بالاسلحة والذخيرة وهو دور ، كما أضاف ، بدأ بالتصاعد والاتساع مع بدء القوات المسلحة العراقية ومنها قوات جهاز مكافحة الارهاب في الايام الاولى التي تلت العاشر من حزيران واقتربت عناصر داعش من تخوم بغداد.

ان التقدير والثناء الذي ابداه الفريق شغاتي تجاه قوات التحالف الدولي والولايات المتحدة انما جاء بناء على تقدير لواقع على الارض للدور المهم لقوات التحالف الدولي والذي عبر عنه باستمرار العديد من القادة الميدانيين العراقيين. ان الاعتراف بفضل من يقدم لك خدمة على الصعيد الشخصي هو تعبير عن اخلاقية عالية من الوفاء، فكيف يكون الوفاء اذا كانت هذه الخدمة والدعم في الحرب ضد عدو ارهابي شرس؟ لقد أشاد الفريق شغاتي بدور التحالف المهم كتعبير عن وفاء شعبنا وتقديره لمن يمد له العون والمساندة وكأن لسان حاله يقول (الصديق وقت الضيق)!.

علق هنا