على عناد الزمن .. فيروز تسجل عشر اغنيات وهي في الثانية والثمانين من العمر !!

بغداد- العراق اليوم:

لمين بتسهر النجمة، لمين؟.. ليه بتخلص العتمة؟

إلك؟ أو إلي؟..أو مش لشي؟ مش لشي؟..ولا أى شى.. لمين بيبكى الحور، لمين؟

ليه الأرض بتدور؟..إلك؟ أو إلي؟.. أو مش لشي؟ مش لشى؟.. ولا أى شى”.

بهذه الكلمات، وهذا التساؤل الشفيف، اعادت صوت الجبل، وجارة القمر، فيروز ، جمهوراً عربياً من المحيط الى الخليج الى عبق الكلمات، وانسياب المعاني البسيطة العميقة، في ذات الوقت الى الداخل، وكأنك تغترف من بردى الهادئ، او ضفاف الفرات الوادع، او عذوبة دجلة المفرطة، أو زرقة النيل الراقصة، بهذه الكلمات التي تتساءل عبرها، عن سر دوران الأرض، ولمن؟، عادت ابنة الثانية والثمانين، لتشكل علامة حضور جديدة في ذاكرة، لا تختطفها فقط اليوميات المرتبكة، بل تشكو تزاحما هائلاً من قبح الحرب، وسطوة الظلام على افق ملبد بالتمام بغيوم الموت الأسود، وتطاحن الاخوة الاعداء .

لم يكد محبو سيدة الصباح العربي، ان يفرغوا من دهشة هذا الحضور بعد غياب سبعً سنوات عجاف، حتى باغتتنا تارةً اخرى، وهي تبشرنا – نحن عشاق صوتها وفنها الأًصيل- بأننا لا نزال على "بالها"، فالكل على وعد في سبتمبر المقبل مع البوم غنائي جديد لفيروز، بكلمات مخملية جديدة، تقودنا الى لحظات تأمل اضاعها عصف حروب الكون التي تقوم قيامتها في هذه البقعة من هذه الأرض، حتى ظننا ان عسف الحرب لن يبقي حجراً على حجر! لكن " على هذه الأرض ما يستحق الحياة" دوماً كما يعلمنا معلم الكلمات الخالدة الدرويش محمود ! .

فيروز ستطل علينا في الاشهر القادمة بالبوم غنائي، سينافس مجدداً، وسيحتل صدارة بورصة الغناء العربي بلا منافس، سينعش هذا الصوت الذي طالما انعش فضاءات مقفرة، ارواحاً تنتظر بلهفة فطال انتظارها، اذن لننتظر ذلك الموعد، ولن نكتفي ببهجة الإنتظار، إنما نبعث مع الأيام القادمة والآنية تحية عراقية من بغداد الأمل الى فيروزها العالقة في ثنايا ساحاتها، وحاراتها، ومقاهيها، وباصاتها المنسابة على ضفاف النهر، وفوق جسورها المتجذرة، تحية بغدادية الى جارة القمر، من بيوتات بغداد التي تظل متعلقة بالحياة والجمال والأمل، رغم كل سحب الفناء التي تحاول البقاء طويلاً، الا ان صوت فيروز سيطردها بعيداً، بعيداً . بعيدآ.

يشار الى  أن  اخر  ألبوم لفيروز كان بعنوان  “إيه فى أمل” صدر فى 6 أكتوبر من عام 2010 واستغرق تسجيله نحو سبع سنوات أنتجه زياد الرحبانى، الألبوم تضمن 12 أغنية موزعة بين جديدة ومقطوعات موسيقية وإعادة توزيع لأغنيات قديمة: “قال قايل”، “قصة زغيرى كتير”، “كل ما الحكى”، “كبيرة المزحة هاى”، “الله كبير”، “ما شاورت حالى”، “ايه فى أمل” جميعها حملت توقيع زياد الرحبانى، “الأرض لكم” كلمات جبران خليل جبران والحان زياد الرحبانى،”ديار بكر” موسيقى زياد الرحبانى، “البنت الشلبية” الكلمات واللحن من التراث الشعبى وتوزيع زياد الرحبانى، “بكتب اساميهن” كلمات والحان الاخوين رحبانى وإعداد وتوزيع زياد الرحبانى، “تل الزعتر” موسيقى زياد الرحبانى.

 

 

 

علق هنا