تحالفات سنية جديدة

بغداد- العراق اليوم:

1.رجعت القيادات السياسية السنية بقوة الى الاعلام العربي والدولي بما فيها مجموعة إربيل التي اطلقت تحالفها بشكل متزامن مع تحالف بغداد في 14 تموز، وضمن رؤية ليبروإسلامية واحدة في التوجهات السياسية المحلية والأقليمية والدولية.

 

2.تحالف 14 تموز له خلاف مع المؤتمر السني الذي عقد في بغداد يوم 13 تمّوز ليبروعشائري، حيث يعتقد قادة 13 تموز ان خصومهم أقرب الى المعارضة ويعتقدون انفسهم موالاة للشيعة وحماة المجتمع السنّي، وانهم بدأوا ينافسونهم على الديموغرافية السنية بعد تحقق النصر على داعش.

 

3.وبسبب نفوذ المالي للخنجر والكربولي والإعلامي للبزاز والسياسي للجبوري والمطلك والنجيفي والعشائري للياور والبوريشة والتنظيمي للعيساوي والسامرائي والمساري والصديد، فإن تحالف 14 تموز يحرص على مراعاة الجوانب الإصلاحية للتحالفات السنية السابقة، والعودة للسير على خطى جبهة التوافق العراقية كما في عام 2006 وتأسيس مضلة أو هيئة سياسية سنية كما يقول الدكتور سليم الجبوري، لكي لا يشتت الجمهور الأنتخابي السنية ولا يتعامل مع خيارات ضعيفة وانصاف الحلول.

 

4.لكن عزل فريق 13 تموز يوجب عليهم العمل بحذر شديد في اختيار أولويات برنامجهم العملي كي لا ينقسم المجتمع السني بينهما ضمن قوالب "لا لك ولا عليك" وهذا يستلزم ضياع الأصوات الأنتخابية من جديد.

 

5.وبحسب مسار التوجهات العامة ربما يكون فريق 13 تموز أبرز الخاسرين في الاستحقاق الانتخابي القادم، فرغم جهودهم التي بذلوها اثناء عمليات التحرير لكنهم غير قادرين على تجاوز خلافاتهم القديمة فيما بينهم، والتكتل في تحالفات شيعية وعروبية لن تقويهم عند جمهورهم، ولن تساعدهم في تلبية رغبة المواطن السني في المدن المحررة بعد سنوات من احتلال داعش والأهانة تحت وطأة فكر التطرف والتوحش.

 

6.والإسلاميون في طرفي التحالفات ممنوعين من تجاوز السقف المحدود لهم في العمل، خاصة الأخوان المسلمين والسلفية.

 

ولا يزال المجتمع السني يشعر بالخوف من الإسلاميين حتى المشاركين منهم في العملية السياسية وعمليات التحرير، بل حتى من يتبنى الطرح السلمي والديمقراطي ونبذ العنف بوصفه وسيلة للتغيير.

 

تحالف 14 تموز قد يعيد لذاكرة الناخب السني ذلك الخوف من الإسلاميين كشركاء أوفياء، مما قد يسبب خروج بعض الأطراف النافذة في التحالف بسبب الضغط عليهم.

 

7.المجتمع السني بهذه التحالفات قد يحصل على نتائج انتخابية تملك أريحية كبيرة في التعامل مع التحالف الشيعي والتحالف الكردي في المستقبل القريب.

 

وسوف لن تكون نسبة المقاطعين للانتخابات كبيرة، والشيء الجديد في هذه التحالفات سوف يزداد تمثيل السنة في السلطة التنفيذية.

 

8.ينبغي التأكيد على أن فتاوى الامتناع عن المشاركة بالانتخابات القادمة كموقف ديني سياسي لن يقبل بها سنة العراق مرة أخرى ولن يكون لفتاوي هيئة علماء المسلمين بالمقاطعة دور في الزمن القادم، المهم في النهاية أن التحالفات السنية الجديدة جرت في ظروف جد حسنة وفي بيئة عراقية داخلية محفزة على توحد الأحزاب السياسية السنية، ولم نلاحظ هناك أي تجاوز من قبل احزاب التحالف الوطني الشيعي الحاكم على عقد هذه التحالفات أو المؤتمرات في بغداد.

علق هنا