نبيه البرجي
لا خفايا هناك. الحدود تهاوت بين الكعبة وهيكل سليمان. لكأن افيغدور ليبرمان، الآتي من مواخير البلطيق، ارتدى وجه محيي الدين بن عربي...
امراء ووزراء وسياسيون ورجال اعمال عرب في المنتجعات الاسرائيلية، اكتشفوا ان اليهود فلسطينيون ايضاً، وان التعايش مع الاسرائيليين يعني التعايش مع القرن..
هؤلاء لا يقصدون المختبرات التكنولوجية، ولا يحلون ضيوفاً على معاهد البحث. انهم رواد الملاهي الليلية. فاتنات من اصقاع الدنيا يظهرون للعرب ان شهرزاد لا تزال هناك، وان الف ليلة وليلة لم تقفل ابوابها...
هذا حديث الناس في مدن عربية. لا جدران سيكولوجية (او فرويدية) بيننا وبين اسرائيل التي وقفت الى جانبنا في الايام الصعبة. لجان ارتباط وغرف عمليات مشتركة، ومستشارون حتى داخل بعض القصور، ودون ان يبقى سراً ان عقوداً بمليارات الدولارات عقدت لشراء المنظومات الاسرائيلية الخاصة بالدفاع الصاروخي.
ما يتناهى الينا من مصادر لا يرقى اليها الشك ان الخطوة التالية قد تكون نقل جامعة الدول العربية من القاهرة الى اورشليم، وبعدما اقتنعت انظمة عربية بأن التحالف الاستراتيجي مع اسرائيل هو من يحمي هذه الانظمة. لا رجب طيب اردوغان الذي لا يزال يدوي في اذنيه صهيل الخيول، ولا علي خامينيئي الذي يستخدم الايديولوجيا لاضرام الحرائق (الجيوساسية) في ارجاء المنطقة...
اليهود، ابناء عمومتنا، عضدنا. هكذا يقول العرب الذين اخذوا علماً بأن القنبلة الاسرائيلية هي "قنبلتكم". الارض لم تعد ذات معنى. باستطاعة الفلسطيني ان يعيش في كوبنهاغن او على ضفاف الدانوب الازرق في فيينا (ممَّ يشكو مخيم اليرموك او مخيم عين الحلوة؟)...
ثم ـ يا جماعة ـ الفلسطينيون يخوضون حرباً اهلية في ما بينهم وهم في حالة ما قبل الدولة، وما قبل السلطة، فكيف الحال اذا ما قامت الدولة وقامت السلطة، الا يمزقون بعضهم البعض؟
لا تنسوا ان احد المشايخ افتى بأن الله يعشق بني اسرائيل مهما فعلوا به او بعباده. تريدون الدليل؟ اليست اميركا النسخة المعاصرة على الله، وهي العاشقة الكبرى لاسرائيل.
آخر ما يتناهى الى مراجع لبنانية واقليمية ان دولاً عربية ابلغت دونالد ترامب وبنيامن نتنياهو انها جاهزة في كل لحظة لابرام معاهدة مع اسرائيل. المشكلة في ان الايرانيين الذين لا دخل لهم بالملف الفلسطيني، جاهزون للتعبئة وللتفجير، ولاغراض جيوسياسية حتماً، اذا ما عقدت المصالحة الكبرى...
الحل كما يطرحه مسؤولون عرب، هو اقدام اميركا التي ضربت افغانستان واحتلتها، وضربت العراق واحتلته، على احتلال ايران. واذا كان الاحتلال مكلفاً فالبديل هو تدمير كل بنى ومؤسسات آيات الله، واحلال نظام بديل بمرجعية اميركية...
الكلام قيل فعلاً. وفي عواصم عربية احاديث عن ان دونالد ترامب وعد «خيراً».
تذكرون ان ابنته ايفانكا هي التي حثته. على ضرب سوريا. الآن، بانتظار ان تقول ايفانكا لابيها «اضرب ايران». حتى ترامب يتردد. هل يفكر العرب بما سيؤول اليه الوضع داخل كل بلدان المنطقة؟
*
اضافة التعليق