لا مكان للرجل المناسب في هذه الحكومة

بغداد- العراق اليوم:

لم نكن متحاملين ولم نجانب الحقيقة حين جزمنا بعد خطاب رئيس الوزراء حيدر العبادي ليلة العاشر من شباط 2015 , إنّه لم ولن يفي بوعده الذي قطعه على نفسه أمام الشعب ويأتي بحكومة من المهنيين والأكاديميين والتكنوقراط , وكنّا على يقين تام أنّ الرجل لا يستطيع أن يخرج من دائرة المحاصصات الحزبية والطائفية , وكنّا على يقين أيضا أن الأمر لا يعدو أكثر من شعارات يراد منها تهدئة الشارع الهائج على الفساد وقلة الخدمات , وها هي الأيام تثبت صحة ما قلناه ولا زلنا نردّده أنّ هذه المهمة أكبر من قدرات الرجل في الإدارة والقيادة , ومن يعتقد أن رئيس الوزراء حيدر العبادي سيأتي يوما بالرجل المناسب في المكان المناسب , عليه أن يعيد حساباته , ودليلنا على صحة ما نقول هو هذا التّخبط في اختيار وزيرا للمالية ينهض بأعباء هذه الوزارة السيادية المهمة في ظل هذه الأزمة الاقتصادية وفي ظل انخفاض أسعار النفط العالمية وانخفاض إيرادات البلد الذي يعتمد بنسبة 95% على إيرادات النفط .

ويعلم الجميع أنّ وزارة المالية هي الأهم من كل الوزارات الأخرى , لأنّ رسم السياسات المالية للبلد وإعداد الموازنات العامة والحسابات الختامية يقع على عاتق وزارة المالية , بل هو صلب عملها , وفي ظل الأزمة الاقتصادية الحالية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط العالمية وانخفاض إيرادات البلد تبعا لذلك , أصبح وجود وزير متخصص بالإدارة المالية أو المالية العامة , أكثر من ضرورة , من أجل إعادة ترتيب أوضاع البلد المالية وفقا للظرف الحالي الناجم عن انخفاض الإيرادات العامة , فليس من المعقول ولا من المنطق في ظل هذا الوضع أن يكلّف بمهام وزارة المالية وزير التعليم الحالي المتخصص بالكيمياء , أو يكلّف بهذه المهمة من جديد وكيل وزير التخطيط المهندس المدني ماهر حماد جوهان , ما علاقة الهندسة المدنية بالإدارة المالية ؟ وهل هذه هي حكومة المهنيين والأكاديميين والتكنوقراط التي وعدت بها الشعب يا سيادة رئيس الوزراء ؟ لماذا لم يكلّف لهذه الوزارة المهمة واحدا من أصحاب الاختصاص بالإدارة المالية أو المالية العامة ؟ وهل يخلو البلد من هذه الاختصاصات ؟ أم هي رغبة البعض الذي أصبح يدير رئاسة الوزراء ويسيّرها كالخاتم في اصبعه ؟ وما حقيقة ما يشاع في الشارع بأنّ وراء هذه التكليف هو معاون مدير مكتب رئيس الوزراء ؟ ماذا أبقيت يا سيادة رئيس الوزراء لشعار الرجل المناسب في المكان المناسب ؟ وهل سيقرأ العراقيون الفاتحة على شعار الرجل المناسب في المكان المناسب ؟ .

 

 

 

 

علق هنا