أين نحن من الأزمة؟

بغداد- العراق اليوم:

ما ان وطأت قدم الرئيس الاميركي ترامب ارض المملكة العربية السعودية حتى اصيب حتى الهواء بالاضطراب والقلق، واعني الهواء الخليجي تحديدا، ثم أثره على تنفس المنطقة التي قد يباغتها الاختناق في أية لحظة؛ اذ سرعان ماهبت الدول الى مقاطعة قطر في حملة غير مسبوقة وهي حملة مبرمجة ومحسوبة بدقة؛ وقد ذهب بعض المحللين الى ان ترامب او اميركا بشكل عام سيوقعون الملك السعودي بفخ مشابه للفخ الذي اوقعوا فيه النظام الساقط في العراق يوم خدعوه بشبه موافقة على غزو الكويت ثم جردوه من كل شيء بعدها ليبقى شبحا مترنحا الى ان سقط.

 بينما يرى آخرون ان اميركا تريد من قطر مثل الذي حصلت عليه من السعودية لكي تعيدها الى سابق شأنها الخليجي والاقليمي المؤثر، وبين هذا وذاك، راهن البعض على عدو عدوي صديقي، فأخذت الانظار تتجه الى ايران باعتبارها الخصم الأوضح للسعودية، والى تركيا باعتبارها اللاعب الانتهازي الخطير في المنطقة، حيث تحاول التحرك في مناطق ضيقة لتنتج آفاقا واسعة لطموحها في الهيمنة؛ لكن ماذا عن العراق، وهو البلد المجاور للسعودية وايران وتركيا، وهو البلد الذي له الحق ان يضمن ميزانية شعبه لخمسين سنة قادم على الاقل، من خلال محاكمة من اعلن عن تورطهم في الارهاب والتحريض على العنف في العراق.

 لم يفكر أي سياسي عراقي بهذا، ولم يحاول احدهم ان يفكر، بل ان كل تفكيرهم هو كيفية الاصطفاف مع قطر او مع السعودية وكيفية ضمان تداعيات هذا الاصطفاف!!،

عجباً، بلدان تعلن رسميا عن منظمات ارهابية، وتشهد عليها، وهو دليل دامغ لكي تدان الدولة الداعمة للارهاب وتتكفل بإعادة اعمار العراق وتعويضه عن خسائره البشرية والمادية؛ وهو حق مشروع بل معمول به، بل ان العراق نفسه ما زال يدفع للكويت تعويضات عن الاضرار التي تسبب بها النظام الساقط حين قام بغزوها؛ فلماذا يكون تفكيرنا في التخندق العسكري وما حاجتنا للخنادق الآن؟

فنحن البلد الذي اطعم كل حروب الكون خيرة شبابه على مر الاجيال، أما آن الأوان لنا ان نلجأ لاستخدام البعض في حربنا ضد خصومنا، فقد اشعلتها السعودية ضد قطر ولن حق كامل في مقاضاة قطر.

 ومن المتوقع ان تقوم قطر باتهام السعودية، ويكون لنا الحق في مقاضاة كل جهة يتم الاعلان عنها، ذلك لأن الازمة الحالية مدروسة جيدا وممولة على اكمل وجه، فلماذا لا نستثمرها بكل تفاصيلها، فاذا كانت تركيا غير المحتاجة اقتصاديا انتفعت من ازمة قطر واخذت تصدر لها، اليس فينا من يقلب طاولة التوقعات السياسية ويعيد العراق لاعبا سياسيا مقبولا من الجميع دون ان يكون خصما او جسرا بين خصمين؟.

علق هنا