بغداد- العراق اليوم:
يمتاز العراقي بروح الدعابة التي اختلطت بجيناته منذ بدء الخليقة ولاشك إن السياسة العراقية وعلى مدار سنواتها كانت تشكل بابآ للسخرية للمواطن العراقي، ونافذة لإنتقاداته، بسبب ما لاقاه من أهوال من سياسات جرت العراق الى حروب ليس للشعب فيها ناقة ولا جمل . وقد نال كرسي الرئاسة في العراق حصة الأسد من السخرية والنقد، كونه المنصب الأهم في العراق منذ إعلان الجمهورية عام 1958 على يد الزعيم عبد الكريم قاسم. الأمر الذي يجرنا إلى الخوض في سيرة أخر رؤساء العراق لتكون البداية مع صاحب أطول وأبشع حقبة في تاريخ العراق المقبور صدام حسين الذي يستحق لقب الرئيس الجاهل. فمع افتقاده لأي تحصيل علمي، او دراسي يذكر، فإن للرجل طباعآ تصلح مادة خصبة للساخرين اللاذعين، منها ما هو داخل في تكوينه الشخصي، كالغرور والتكبر والعنجهية. ومنها ما ياتي على شكل اقوال وافعال غريبة يقوم بها صدام، فيثير فيها كل مايمكن اثارته لدى المواطن العراقي الذي يضطر احيانآ للضحك على نفسه حين لا يجدآ احدآ يضحك عليه.
وعلى الرغم من ان النكات السياسية في عهد صدام كانت تعني الإعدام إلا إن صدام حسين ظل مفتاحآ لأبواب السخرية من قبل شعبه طوال فترة حكمه، خصوصآ خطاباته التي تنال النصيب الأكبر من السخرية.
لقد مل العراقيون من سماع كلمات التهديد والوعيد التي يطلقها رجال صدام في كل وقت، لكن السخرية الأكبر كان صدام قد نالها بعد سقوطه الكارتوني واختبائه المهين كالجرذ، ليختم حكمه كما بدأه. ولسوء حظ العراقيين كان أول رئيس في عهد الديمقراطية هو الشيخ غازي عجيل الياور، فهذا الرجل، وعلى الرغم من إنه (أبن شيوخ ) وحاصل على بكالوريوس هندسة مدنية، ونال الماجستير من جامعة جورج واشنطن، الا انه وبعد ان أصبح رئيسآ للجمهورية - لمدة 4 أربعة أشهر فقط - تعرض لموجة عارمة من السخرية بسبب كثرة سفراته خارج العراق، وارتفاع فيمة راتبه التقاعدي الذي قدر بـ63 مليون دينار ليكتمل مسلسل السخرية بعد زواجه بالوزيرة السابقة نسرين برواري وهو الأمر الذي عرض الرئيس إلى إن يكون مادة دسمة للقفشات والنكات، حتى أصبح حب الرئيس للوزيرة، حديث الناس في جلساتهم الخاصة، ومحل نكاتهم التي لم تتوقف حتى مغادرته قصر الرئاسة وقد ظل الشغل الشاغل للكثير من النكاتين، الذين تستهويهم قصص الرؤساء، وما يحصل معهم من مواقف هزلية، ونوادر فكهة .
في عام 2005، أصبح السياسي الكردي جلال الطالباني رئيسآ للعراق وهي رئاسة استمرت دورتين في حقبة لا تخلو من الإحداث الهامة، والمواقف الجالبة للضحك، والتنكيت.
ولعل شخصية الطالباني المكتنزة بالود والأريحية، وما يمتاز به من روح الدعابة وحبه لحفظ وسرد النكات، وضخامة جسده، قد ساعد على انتشار الصورة الساخرة له بين الناس .. حتى يقال ان مام جلال كان يتبارى مع زواره بعض الأحيان على إلقاء وسرد النكات القوية، بل انه كان يطلب من معارفه، واصحابه ان يسمعوه آخر النكات التي تتعلق به. وبإدارته للشؤون الرئاسية، حتى وصل الأمر به الى إن أطلق بعض النكات على نفسه في لقاء صحفي متلفز!
و في نهاية عام 2012 غادر طالباني للعلاج في ألمانيا من جلطة أصيب بها ليدخل على إثرها في غيبوبة طويلة، ويمكث هناك نحو عام ونصف، ثم يعود للعراق في تموز 2014 مقعدآ على الكرسي المتحرك .
ليخلفه فؤاد معصوم الذي انتخبه البرلمان يوم 24 /تموز 2014 رئيسا لجمهورية العراق.
ومعصوم الكردي المحنك نال نصيبا واسعا من السخرية، خاصة وإن فترة حكمه البلاد جاءت في وقت حرج، من جهة التظاهرات التي حركت الشارع العراقي، وفي ظل تغاضيه عن إصدار أي بيان، رغم مرور البلاد بالكثير من الإحداث، فكان نتيجة ذلك ان نال الرئيس معصوم نصيبه من السخرية في ساحة التحرير ، فمن بين الشعارات التي رفعت هناك كان شعار (الريس فين)، وكذلك (نايم المدلول ) !!مرورا بقيام بعض المازحين بعمل صفحة في موقع التواصل الاجتماعي توصي العراقيين بالمشي على أطراف أصابعهم كي لا يزعجوا منام الرئيس مع التوصية بأن كرسي الحكم تحول الى (سرير الحكم)!
*
اضافة التعليق