سيلفي والليبرالية والديمقراطية

بغداد- العراق اليوم:

لقد شاهدنا حلقة اليوم الثاني من شهر رمضان من المسلسل الخليجي سيلفي، الذي تبثه قناة (ام بي سي) والذي يتناول في حلقاته امورا عدة منها خليجية ومنها اقليمية، والبعض من المشاكل التي تحدث في المجتمعات ومنها الطائفية.  والغريب في الموضوع ان كل شخص يرى انه يعمل الصواب وانه على حق ولا يرى اكثر مما تراه عينه، ففي حلقة من الحلقات تحدثوا عن الليبرالية والديمقراطية ونبذ الطائفية، يتحدثون عن اشياء لا يمتلكونها، فهم يخضعون لحكم ملكي منذ ولادتهم، فلا يعرفون الحرية ولا يذوقون طعم الديمقراطية  فالشعوب العربية كانت وما زالت تخضع للقائد الاوحد، فلا يستقرون ولا يعيشون من دون صنع الطغاة ومن دون حاكم دكتاتوري ينحر رقابهم ويجلد ظهورهم، ويبتر ايديهم واذانهم، ليصفقوا له وليمجدوه، فقاموا بتوجيه الاتهام الى الشعب العراقي عبر انتظار اوامر الانتخاب من المرجع الديني الاعلى ايه الله العظمى السيد السيستاني، بينما كان السيد السيستاني يدعو الناس للانتخاب فقط ، فهذا واجب وطني مقدس يدعوهم للانتخاب فقط وليس انتخاب شخص محدد، فهنالك فرق بين هذا وذاك، والاتهام الاخر هو ان العراقيين يتبعون ولاية الفقيه بمعنى اخر ايران!!، فجميع تلك الاتهامات باطلة ولا صحة لها من الوجود، عكسهم فهم يتبعون الملك الاوحد واسرائيل بمعنى اخر الملوكية، منذ ان ولدوا ولحد هذه اللحظة وهم عملاء لأمريكا واسرائيل، فبين فترة واخرى يتحدثون عن اشياء لم ولن يمتلكوها، لا اباؤهم ولا اجدادهم ولا حتى هم، فجميع تلك الكلمات عبارة عن مصطلحات عرفوها عن طريق التلفاز والانترنت لا اكثر ولا اقل، فــ عندما تسألهم عن الليبرالية يقولون لك ان هؤلاء كفار، يشركون بالله، ويتركون صلاتهم، بينما في حقيقتها هي الايمان بمقومات الفرد وما يقوم بعمله من اجل المجتمع، والليبرالية هي فلسفة سياسية او رأي سائد تأسست على افكار الحرية والمساواة اما الديمقراطية فهي كلمة يونانية الاصل بمعنى حكومة الشعب او سلطة الشعب، فالشعب بالمفهوم اليوناني يحكم نفسه بنفسه ،وهو مصدر السلطات، فهو الذي يختار الحكومة وشكل الحكم والنظام السائد في الدولة، ومما تقدم عرفنا ان الشعب العراقي يمارس الديمقراطية والحرية بأبسط شكل من الاشكال حتى لو كان هذا حلما او كان مجرد اجراء او شيء بسيط، على القليل يوجد هنالك شكل من اشكال الحرية والديمقراطية عكس بعض الشعوب التي هي تحت النظام الملكي منذ ان ولدت والى هذه اللحظة، ولا يمارسون الحرية والديمقراطية ولا ينالونها ولا يذوقونها مهما عاشوا .ولكن تبقى عمالتهم لأمريكا واسرائيل ابد الدهر ، فهذا ما هم عليه .  

علق هنا