بغداد- العراق اليوم:
اعرف عامر الكبيسي منذ فترة بعيدة، وتحديدآ منذ أن كان يأتي الى محلات اخوته للأقمشة في سوق الشورجة، ولأني كنت اعمل في تجارة الاقمشة، وفي ذات سوق الاقمشة، فقد كنت اراه بين فترة واخرى في تلك المحلات..
لقد كان عامر الكبيسي يعاني من عقدة نقص واضحة. وأظن ان العالم السايكولجي الكبير (فرويد) قد مر على مثل هذه الحالات في دراساته، وتحليلاته النفسية العميقة. فعامر الكبيسي مثلآ كان يعاني من مشكلة عائلية سايكولوجية، تسببت في خلق حالة من الإنكسار في مشاعره العميقة لاسيما من طرف والدته التي تركته مع اخوته وابيه وهربت بصحبة رجل آخر لتتزوجه رغم انها على ذمة رجل آخر، ولم يعالج الأب هذه المشكلة كما يجب ان تعالج، إنما مضى لاسهل الحلول،
حيث قام بطرد الأبناء من البيت ومن ثم الزواج من امرأة اخر، دون ان يحتسب لما سيحل بأبنائه الذين باتوا من غير أب ولا أم، وهكذا أصبح عامر الكبيسي واخوته (باسم ومنتصر وياسر)مشردين بين بيت خالهم وبيوت اعمامهم، ما حفر جرحآ عميقآ في نفوس الابناء اليتامى والضائعين، وهنا سيكون من الطبيعي ان تزرع هذه المشكلة عقدآ سايكولوجية في قلب وعقل وضمير عامر الكبيسي، لن يستطيع التخلص منها. لتنتج لاحقآ حقدآ وكراهية يضمرها للآخرين جميعا ففي عام ٢٠٠٣، وتحديدأ عندما اسقط الامريكيون نظام صدام، ودخلت قناة الجزيرة الى بغداد، قام عامر بمساومة هذه القناة، وتقديم كل ما تبحث عنه مقابل مبالغ مالية تقدمها له ادارتها، وقد بدأ عمله دليلآ، او مرشدآ لقناة الجزيرة، فكانت بدايته حين قام بمصاحبة كاميرات قناة الجزيرة لكشف إحدى المقابر الجماعية التي قام بارتكابها ازلام النظام الصدامي البائد بحق سجناء ابرياء، ثم تكرر الامر مع الجزيرة لأكثر من مرة مماثلة، وتطور العمل، ليتحول من التعاون مع القناة القطرية الى التعاون مع الامريكان ، حيث يعقد معم الصفقات المشبوهة، وطبعآ فإنه لم ينس شغلته الرئيسية في الإرشاد على الأماكن السرية للمقابر الجماعية، وهو أمر أثار في وقتها الكثير من الشكوك، إذ كيف تسنى لهذا الرجل ان يعرف الاماكن السرية لكل هذه المقابر الجماعية التي ارتكبت في عهد صدام، وهو خارج العملية الأمنية الصدامية كما يدعي ؟!
بعد ذلك راح يواصل عمله في إرشاد الأمريكيين على بقية المقابر الموجودة في محافظ الانبار، وكأنه دفان محترف
وفجأة فكر عامر بأجر اكبر من موضوع المكافئات المالية، إذ اشترط هذه المرة على قناة الجزيرة والأمريكيين أن يدلهم على مقبرة جماعية كبيرة، تحتوي على اسرار كثيرة، وتضم شخصيات مهمة مقابل توظيفه في قناة الجزيرة، ولما كان خطه الطائفي يلتقي مع خط ونفس الجزيرة، فقد كان أمر تعيينه في القناة امرآ سهلآ، ومن هذا الباب الطائفي الكريه بدأ عامر ببث سمومه الخبيثة ويمارس عملية التنفيس عن عقدة النقص المتجذرة في اعماقه عبر قناة الجزيرة.
وهنا حدثت الإنعطافة الكبيرة في حياته، حين سمع به المقبور حارث الضاري فاعجب به، وبطائفيته حالآ، كذلك المطلوب للقضاء طارق الهاشمي والمقبور عدنان الدليمي، اللذان بالغا في تقييمه وتقديره ايضا، فاصبح عامر يلتقي بهم بين فترة واخرى،
ويمارس هوايته ببث السموم والاحقاد، والكذب والافتراء على الطائفة الاخرى،
حتى ظن البعض ان الإشكالية التي حصلت لعامر الكبيسي والمتعلقة بهروب والدته، وزواجها من رجل آخر، سببها رجل ينتمي الى الطائفة الشيعية، لكن ابن عم عامر الكبيسي المدعو الحاج نزهان الكبيسي اكد ( للعراق اليوم) بان الرجل الذي هربت معه ام عامر كان رجلآ ينتمي لنفس طائفتهم، بل هو قريب جدآ من عائلتهم !!
*
اضافة التعليق