بغداد- العراق اليوم:
يرى مرصد متخصص في متابعة الشؤون التشريعية في العراق، ان ثمة تطور ملحوظ شهده اداء مجلس النواب العراقي بدورتهِ الحالية، على الرغم من الكثير من السلبيات المتوارثة من الدورات السابقة، ومن جملة هذا الاداء المتطور، هو ابتعاد لجان المجلس المتخصصة والفنية عن التسييس المفرط الذي كانت تتسم به بعض اللجان النيابية في الدورات السابقة.
ويشير المرصد العراقي لرصد الاداء النيابي، في تقرير نشره، وحصل العراق اليوم على نسخة منه، ان " اداء بعض اللجان ارتقى الى ان يكون عملاً محترفاً ومهنياً، واستطاعت بعض رئاسات اللجان النيابية من تخليص لجانها من اداء وظيفة سياسية بحتة الى اداء يقترب من تخصصها ".
واشار التقرير الى ان " لجنة النزاهة النيابية كانت من بين أكثر اللجان عملاً خلال السنوات السابقة، واكثرها كشفاً وتحقيقاً في ملفات خطيرة للغاية، لا سيما وإن ادائها اتسم بالمهنية وعدم اللجوء الى استخدام التحقيقات للدعاية السياسية او تسقيط الخصوم كما كان يسجل على اللجان السابقة، حيث سُيس ملف مكافحة الفساد واستخدم مادة للابتزاز السياسي او التكسب المالي ".
ويضيف التقرير ان " لجان المرصد التي تابعت اداء لجان المجلس النيابي سجلت تنامياً في اداء لجنة النزاهة منذ تسلم رئاستها من قبل النائب طلال الزوبعي الذي وضع استراتيجية واضحة لأداء اللجنة، حيث باتت هذه اللجنة الاكثر انضباطاً والاكثر ابتعاداً عن التصريحات الاعلامية التشهيرية، ولم يسمح بتسريب التحقيقات غير المكتملة، فكانت الاكثر تفاعلاً مع ما يطرح على الساحة الاعلامية والصحافية، والأكثر استجابة للشكاوى التي تصلها، حيث خصصت اللجنة سكرتارية لاستلام الشكاوى، او متابعة ما ينشر في وسائل الاعلام المختلفة".
ولفت الى ان سرعة الاستجابة تدل على فاعلية اللجنة، وقربها من الاحداث التي تحصل، او الوقائع التي تنشر ".
ورأى التقرير ان " لجنة النزاهة ورئاستها نجحت في انجاز الكثير من الملفات الشائكة، فأحيلت بعض القضايا التي تصل فيها شبهات فساد الى مليارات الدولارات، وكانت تبحث في اغلب الملفات التي ورثتها من اللجان السابقة، وهو امر يكاد يكون نادراً في اداء اللجان النيابية ".
فيما يلفت التقرير الى ان " اللجنة نجحت ايضاً في بناء شراكة واضحة مع الاجهزة الرقابية التي تتولى الاشراف والمتابعة، لاسيما ديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة فضلاً عن مكاتب المفتشين العموميين، وهذا ما سجلته ايضاً الاكاديمية الدولية لمكافحة الفساد التي اشادت بأداء اللجنة ورئيسها النائب طلال الزوبعي الذي كان الاكثر اتزانا وحنكة في ادارة هذه اللجنة ذات المهام الجسيمة ".
يشار الى ان الاكاديمية الدولية لمكافحة الفساد قالت في تقرير سابق الى ان اداء لجان المراقبة ومحاربة الفساد في العراق، شهد تحولاً جيداً في الفترة السابقة، حيث استطاعت ايقاف عملية تحويل معاملات الفساد الى عملية تسقيط سياسي، وبالعكس ايضا، حيث كان الامر يسود سابقآ، فالفساد هو الفساد بمعزل عن موقف المسؤول سياسيآ، او طائفيآ، او قوميآ. وللحق فإننا قد نتفق او نختلف مع البرلمان، او رئيس واعضاء لجنة النزاهة النيابية سياسيآ، او مذهبيآ، او قوميآ، لكننا لن نختلف قطعآ في تقييمنا لأداء وسلوك وفاعلية، ومهنية، ونزاهة اعضاء اللجنة، لاسيما رئيسها طلال الزوبعي، الذي اثبت بالقول والفعل، والدليل اليقين ان الرجل عمل وفعل وانجز الكثير لمصلحة الوطن والحق والعدل والنزاهة، بخاصة نجاحه في وضع عربة لجنة النزاهة النيابية على سكة النزاهة الحقيقية بعد ان كانت خارج هذه السكة لفترة طويلة، فأستحق منا هذا التقييم والتقدير والإعجاب.
*
اضافة التعليق