الملل مفيد!.. كيف يساعد الطفل على اكتساب مهارات حياتية مهمة

بغداد- العراق اليوم:

قدم الخبراء توصيات عملية لمساعدة الأطفال على التعامل مع شعور الملل.

عندما يقول الطفل "أشعر بالملل"، يميل العديد من الآباء إلى اعتبار ذلك إشارة للتحرك وابتكار شيء له على الفور. ومع ذلك، يعتقد علماء النفس والمدرسون أن الملل ليس مشكلة، بل جزء مهم من النمو. وذكرت صحيفة Conversation أن القدرة على التعامل مع الملل هي مهارة مفيدة مثل أي مهارات أخرى.

وأوضح الخبراء أن الملل يؤدي وظيفة مفيدة، إذ يشير إلى أن الوقت حان لتغيير شيء ما، سواء البيئة، النشاط، أو دائرة التواصل، كما أنه يحفز على وضع أهداف جديدة.

وغالبا ما يحاول الآباء المعاصرون حماية أطفالهم من هذا الشعور لأسباب مختلفة: نقص الوقت، الرغبة في تقديم الأفضل لأطفالهم، أو القلق بشأن نجاحاتهم. كما أن الوصول إلى الأجهزة الإلكترونية يسهل المهمة، حيث يمكن عرض الرسوم المتحركة لإشغال الطفل بسرعة.

واكتشف أستاذ كلية "كينيدي" بجامعة هارفارد، آرثر بروكس، أن الملل ضروري للتأمل، ويشاركه في هذا الرأي باحثون آخرون درسوا تأثير الملل على تكوين الصفات الشخصية.

ما فائدة الملل؟

يُنمّي الاستقلالية: عندما يقرر الطفل ما الذي سيفعله بنفسه، يتعلم التخطيط، وضع الأهداف، وإدارة وقته.

يحّفز الإبداع: يبدأ العقل، عندما لا يتلقى تسليات جاهزة، في البحث عن مخرج وابتكار أشياء جديدة، ما يوقظ الفضول الطبيعي.

يعلم التعامل مع المشاعر: القدرة على تجربة انزعاج بسيط بدون الهروب منه مهارة حياتية قيمة.

يوفر وقتا للتأمل: في الهدوء وعدم النشاط، تولد أسئلة مهمة عن الذات والعالم.

ويحذر علماء النفس من أن "الأطفال الذين نادرا ما يشعرون بالملل قد يكبرون ليصبحوا بالغين لا يعرفون كيفية التعامل معه."

كيف نساعد الطفل على التعامل مع الملل؟

لا يجب ترك الطفل لوحده مع شعور الملل، بل يمكن البدء بخطوات صغيرة لتعليمه قضاء وقت الفراغ بفائدة:

اعترف بأن الملل أمر طبيعي: قل له: "نعم، أحيانا نشعر بالملل، لكنه سيمر قريبا وستجد ما تفعله."

قدّم أفكارا، وليس حلولا جاهزة: للأطفال الصغار يمكن إعداد "صندوق الأفكار" يحوي بطاقات لأنشطة بسيطة، وللأطفال الأكبر سنا منحهم فرصة المبادرة.

اخلق "مساحة للملل": خصص وقتًا لا توجد فيه حلقات دراسية، رسوم متحركة، أو ألعاب، ودع الطفل يشعر بالملل لمدة 5-10 دقائق كبداية.

قدّم مثالا شخصيا: من المفيد للآباء أيضا الجلوس في هدوء، مراقبة الطبيعة، أو التأمل.

ويضيف الخبراء: "التخلي عن واجب تسلية الأطفال باستمرار يمكن أن يساعد الآباء أنفسهم على خفض مستوى التوتر."