بغداد- العراق اليوم:
د . كاظم المقدادي
بحكم ما بيني وبينكم من معرفة اقتضتها ظروف العراق السياسية ، ويوم كنت على رأس ( المجموعة العراقية للدراسات المستقبلية ) كنا نزوركم من وقت لآخر ، للتعرف على ارائكم غير المعلنة في قضايا حساسة تتعلق بمسيرة العراق وعلاقاته الاقليمية والدولية .. وكنا نبين وجهة نظرنا ، على امل ان يكون فيها من فائدة للتذكر والتدبر . وفي أفاق هذا الحرص الوطني ، قمنا بأكثر من زيارة لسيادتكم .. بعد زاد التذمر داخل العراق وخارجه ، من سياساتكم المثيرة للجدل ، وبشكل خاص في الولاية الثانية ، التي كانت كابوسا على العراقيين ، بعد ان ترسخت الطائفية منهجاً سياسيا خطيراً ، وابتعدت سياسة الدولة عن تثبيت مبدأ التوازن المطلوب مع جميع العراقيين ، وايضا مع جميع الدول القريبة منها والبعيدة ..!! وان كنتم تتذكرون .. يادولة الرئيس الأسبق اني اعترضت على هذا النهج الخطير .. وكان معي المرحوم الاستاذ واثق الهاشمي والدكتور. عزيز شيال ، وكنا نمثل المجموعة العراقية ، نعم اعترضت أمامكم باحترام وبهدوء ، لخطورة تمثل هذه الانزلاقات السياسية والاجتماعية الخطيرة في ادارة الدولة ، التي تحولت من دولة القانون .. إلى دكتاتورية الكتلة الواحدة ، وقلت لكم بالنص .. ان " الولاية الاولى أرضت غالبية العراقيين ، اما الولاية الثانية فقد توسلت دولة إقليمية بعينها ، وأدرتم ظهركم للجميع ..؟؟ كان جوابكم لنا بالنص : نعم ذهبت لايران دون غيرها .. حتى احمي نفسي ..!! ربما لهذه الاسباب وغيرها قررت كتابة هذه الرسالة المختزلة لاقول وبشجاعة .. انكم تعرضون العراق مرة اخرى .. إلى انقاسامات حادة تجسدت بفرض الرأي الواحد، وهو رأي "الاطار التنسيقي" المخول الوحيد لرسم سياسات وعلاقات الدولة العراقية ..!! ويفترض برئيس الوزراء القادم ..ان يكون ممثلا لجميع العراقيين ، بلا محسوبية ومنسوبيه ولا مذهبية ولا طائفية.. ومن دون دكتاتورية الاغلبية النيابية ..!! دولة الرئيس الأسبق .. هذه الرسالة القصيرة .. هي تعكس رؤية النخبة العراقية المثقفة العارفة بشؤون وشجون العراق ، الحريصة على ابتعاد العراق عن التجاذبات السياسية والمذهبية والإقليمية ، وتأمل ان ينتهي هذا البلد من بؤس السجالات العقيمة ، والنزعات الجانبية الوخيمة ، ومن يؤججها ، ويفتعلها ، لانها سياسة خطرة غير محسوبة ، انها وصاية ، لا كفاية ، و بداية بلا نهاية ، وهذا التوجه الخطير يعيد العراقيين إلى مربع القلق والتحسب ، واعتقد جازماً وحازماً ، مثل اي مواطن يحب العراق اولاً واخيراً .. ان من واجباتكم داخل وخارج السلطة ، هو الحفاظ على العراقيين من متاهات فقدان الامل .. ويا خجلة الأمل ..!! كنا نأمل من سيادتكم الغاء المنهج الأمريكي الذي رسخه الحاكم المدني بريمر، بتوزيع وظيفة الرئاسات الثلاث بشكل طائفي وعرقي لا يليق بتاريخ وحضارة العراق ، وكما هو الحال في لبنان ، وبات هذا التقسيم سيء الصيت عرفاً مكروها ..!! اعتقد مرة اخرى ان .. دوركم يا دولة الرئيس ، ان تكونوا حكما بين السياسيين ، لا وصياً ، بعيدون عن منافسة من يطمح لنيل منصب رئيس الوزراء ، ومبدأ الإيثار منهج .. و الاستئثار مأزق ، وانتم من اعترف على الهواء الطلق : بفشلكم بادارة الدولة .. فلماذا هذه العودة الغريبة التي يشم منها رائحة التسلط والقائد المفتدى ، واين انتم من مبدأ .. طالب الولاية .. لا يولى ..!! كان الاجدر بكم .. ان تكونوا على رأس من يقنع الجميع لاختيار رئيس وزراء جديد ، لا ان تقنع الآخرين لحصولكم على ولاية ثالثة .. !! كما ان ركضكم وراء السلطة .. تحول للأسف إلى استجداء معلن ، وهذا ما حصل مع السيد مسعود البرزاني ، مما اثار استغراب النخب الثقافية التي تريد للعراق ان يعود بقوة إلى الساحة الاقليمية والدولية، باختيار رئيس وزراء قوي يقنع الغالبية من العراقيين ، خاصة وان الدول المحيطة ، تجاوزت خلافاتها السياسية وأرست مباديء التداول السلمي المرن ، للسلطة.. وها انكم قد حولتم هذا التداول من السهل المرن ، إلى الصلب الخشن ..!! ختم الكلام .. من الأفضل ان يكون دوركم في اختيار .. رئيس وزراء جديد قوي وعادل يجيد فن ادارة الدولة ، لا هو مذهبي ولا هو طائفي ولا عشائري .. افضل من ان عودتكم منافساً بتنازلات خطيرة .. لا تسر العباد .. ولا تقدم جديدا للبلاد . وتقبلوا منا وافر التقدير والاحترام .
*
اضافة التعليق
على ذمة التلفزيون العربي.. السوداني و الشكري و الشطري اخر ما تبقى في سلة ترشيحات الإطار
السوداني يكشف مؤشرات مالية واقتصادية شاملة ويؤكد استقرار الوضع النقدي في العراق
مجلس الوزراء يعفي مسؤولي الوقائع العراقية
ڤيتو كردي يعرقل مسيرة الحلبوسي نحو رئاسة البرلمان و السامرائي الأقرب
الصدر يجمد سرايا السلام في محافظتين
جريدة الحقيقة تدعو الإعلام العراقي لدعم هيئة النزاهة ورئيسها