بغداد- العراق اليوم:
كشفت مصادر في الحزب الجمهوري بالولايات المتحدة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجهز ملفًا لمحاسبة الرئيس السابق جو بايدن وفريقه، حول أموال غير واضح أوجه إنفاقها من تكاليف الحرب الروسية الأوكرانية التي نالت من الخزانة الأمريكية ما يزيد عن 300 مليار دولار.
وبينت المصادرأنه خلال أعمال مراجعة ومتابعة، قام بها مستشارون وخبراء في مكتب الرئيس الأمريكي ووكالة الأمن القومي، لملف الحرب الروسية الأوكرانية والتكلفة الأمريكية فيها، تم الوقوف على عدم وضوح أوجه إنفاق مئات الملايين من الدولارات، موضحين أن القانون سيأخذ مساره في حال أثبتت التحقيقات من الجهات المختصة صحة ذلك.
يأتي هذا في الوقت الذي قالت فيه مصادر من الحزب الديمقراطي إن ذهاب ترامب بمثل هذا الملف واتهام سلفه قائم على "جنون العظمة" حتى لو كان ذلك على حساب التحالف "الطبيعي" للولايات المتحدة مع الأوروبيين.
ورجحوا في تصريحات أن تجهيز ترامب لمثل هذه العملية المتعلقة بـ "إهدار أموال" في ملف الحرب الروسية الأوكرانية في عهد بايدن، يهدف إلى صرف انتباه الشارع الأمريكي عن تورطه في قضية جيفري إبستين.
وأكد مصدر جمهوري رفيع المستوى أن الرئيس ترامب يعمل في الوقت الحالي على تجهيز ملف قانوني متكامل، بهدف محاسبة بايدن وفريقه عن أموال غير واضح أوجه إنفاقها، عبر وزارتي الدفاع والخزينة الأمريكية في حرب أوكرانيا، بالإضافة إلى بنود مالية غير ظاهر هدفها.
وأوضح المصدر أن إدارة بايدن أنفقت ما يزيد على 300 مليار دولار دعمًا لكييف، ولكن تم التوصل خلال أعمال مراجعة ومتابعة إلى وجود مئات الملايين من الدولارات غير واضحة مسارات وأوجه الإنفاق الخاصة بها.
وبين المصدر أن من بين هذه النفقات، صفقات أسلحة ومعدات عسكرية تم تقديمها لكييف، دون التوصل إلى حقيقة استخدامها في المعارك، وفي الوقت ذاته، ليست متواجدة في المستودعات العسكرية للأوكرانيين؛ ما يعكس وجود شبهات إهدار أموال.
وأضاف المصدر أن الرئيس ترامب لا يكترث بتوجيه ضربة للديمقراطيين، حال عدم التوصل إلى أوجه إنفاق هذه الأموال، ولكن يجب أن يأخذ القانون مساره، في حال إثبات إهدار للمال أو التربح أو السرقة، عقب إجراء تحقيقات من جانب الجهات المختصة.
وعلى الجانب الآخر، أكد مصدر في الحزب الديمقراطي أن ترامب يكلف الولايات المتحدة ضياع التحالف التاريخي مع الأوروبيين، بالخطة التي خرج بها على أنها تأتي بالسلام في أوكرانيا، ولكنها تهدد إحدى أهم إستراتيجيات الأمن القومي الأمريكية.
وذكر المصدر أن ترامب يضغط بهذه الخطة على الحلفاء الأوروبيين، ليفرض عليهم بيع الأسلحة حتى يحرك المصانع التي دعمت حملاته الانتخابية، وغرضه من ذلك أن يقف في وقت يحدده حتى يفتخر بأنه حقق مكاسب للولايات المتحدة، يدعي أنها تعوض الخسائر التي لحقت بالخزينة الأمريكية في عهد بايدن.
وأشار المصدر إلى أن ذهاب ترامب بمثل هذا الملف واتهام بايدن، قائم على "جنون العظمة" حتى لو كان ذلك على حساب التحالف "الطبيعي" للولايات المتحدة مع الأوروبيين، وأنه يقدم للجانب الروسي أكبر نصر إستراتيجي على واشنطن.
وتابع المصدر أن ما وصفه بـ"جنون العظمة" وتفخيم ترامب لذاته، وضح في مراسم لقائه مع بوتين في ألاسكا، ومن بعد ذلك جلسته مع القادة الأوروبيين، عندما جمعهم أمامه كأنه إمبراطور من العصور الوسطى وهم أمراء مقاطعات، بحسب تعبيره.
واعتبر المحلل السياسي في الحزب الديمقراطي، دينيس جيف، أن ترامب يسعى إلى هذا الأمر لثلاثة أسباب، الأول السعي للانتقام من بايدن، حيث إنه مهووس باختلاق وتلفيق طرق يعتقد أنها تساعده على تشويه صورة الرئيس السابق.
وأفاد جيف بأن السبب الثاني هو أن ترامب يرى في هذا النهج مبررًا لعدم دعم أوكرانيا، ولكونه "أداةً" في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على حد وصفه.
وأضاف أن السبب الثالث هو أن ترامب كمرشحٍ للرئاسة عام 2024، وعد العالم بإنهاء الحرب في أوكرانيا التي تتحمل موسكو وحدها مسؤولية إشعالها، وهو يقترب من نهاية عام كامل دون حتى وقف لإطلاق النار.
واستكمل جيف أن ترامب يشعر بالحاجة إلى صرف الانتباه عن القضايا الكبرى التي يشعر الأمريكيون بخيبة أمل عميقة إزاء أدائه كرئيس فيها، وقد ركز في حملته الانتخابية بشكل أساسي على تحسين الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك خفض تكاليف المعيشة، وتُظهر استطلاعات الرأي العام أن الأمريكيين، بمن فيهم العديد من مؤيديه الذين صوتوا له، مستاؤون بشدة من طريقة تعامله مع هذا الملف.
وتابع بالقول إن ترامب شنّ حملة شرسة متعهدًا بنشر ملفات جيفري إبستين، المدان بالاعتداء الجنسي على الأطفال، لكنه وصف هذه القضية لاحقًا بأنها خدعة "ديمقراطية".
وأكد: "من الواضح أن الملفات تحتوي على معلومات ستُسيء إلى صورته، إلا أن الكونغرس تمكن من إقرار تشريع من المتوقع أن يُجبره على نشر هذه الملفات".
وشدد جيف على أن تجهيز ترامب لمثل هذه العملية المتعلقة بملف حول ما يدعيه من إهدار أموال للحرب الأوكرانية في عهد بايدن يمثل سببًا إضافيًّا لشعوره بالحاجة إلى صرف انتباه الناس عما يجري بالفعل، وما يُسيء إلى صورته في قضية إبستين.
*
اضافة التعليق
الجيش البريطاني يدعو إلى "تعبئة شاملة" استعداداً للحرب
الاتحاد الأوروبي يستعد لأسبوع "حاسم" بشأن تمويل أوكرانيا
56 قتيلاً وجريحاً.. أستراليا تعلن ارتفاع حصيلة هجوم بوندي
إحباط مخطط إرهابي لاستهداف سوق عيد الميلاد في ألمانيا
ترامب يتوعد بالرد: لن نتسامح مع أي هجوم جديد على القوات الأمريكية
الاتحاد الأوروبي يقر تجميد 210 مليارات يورو من الأصول الروسية