العراقيون ينتظرون "الدخان الابيض" من مدخنة الاطار التنسيقي

بغداد- العراق اليوم:العراقيون ينتظرون "الدخان الابيض" من مدخنة الاطار التنسيقي

رأي جريدة الحقيقة 

في مشهد بات يتكرر في الوعي الشعبي العراقي مع كل استحقاق سياسي كبير، يقف العراقيون اليوم مترقبين ما يشبه "الدخان الابيض" المنبعث من مدخنة الاطار التنسيقي، تماماً كما يترقب العالم تصاعد الدخان الأبيض من مجمع الكرادلة في الفاتيكان ايذانا باختيار بابا جديد. 

وبين الرمزين، يعلق المواطنون آمالاً واسعة على ان يحمل هذا "الدخان السياسي" بوادر الحسم والاستقرار.

فالعراقيون لا يريدون مجرد إعلان إسم رئيس وزراء جديد، بل ينتظرون رسالة واضحة تطمئن الشارع بأن القوى السياسية تمتلك الجدية والحزم والوضوح ذاته الذي يتحلى به الكرادلة في عملية اختيار خليفة بطرس الرسول. وهو تشبيه يعكس حجم الترقب الشعبي وسقف الطموحات العالية في هذه المرحلة الحساسة.

فالعراقيون يدركون ان المرحلة المقبلة تتطلب رئيس وزراء يمتلك تجربة ناجحة، وعلاقات دولية متوازنة، وقدرة على إدارة الملفات الكبرى بحكمة وجرأة، إضافة الى تناغم داخلي يمنع الانقسامات ويعزز الاستقرار. 

مؤكداً  ان أي رئيس وزراء يأتي من خلفية صراعات او تقاطعات سياسية سيدخل البلاد في معادلة معقدة قد لا يحتملها الوضع الراهن.

كما أن الرسائل الدولية التي صدرت مؤخراً، خصوصاً من وزارة الخارجية الامريكية، حملت اشارات واضحة: واشنطن لن تتعامل مع اي رئيس وزراء مدرج على لائحة العقوبات الامريكية، ولن تكون طرفاً داعماً لأي حكومة تثير توترات اقليمية او عالمية. 

وهي رسائل فهمت منها العواصم الإقليمية ان العراق مقبل على لحظة اختبار حساسة تتطلب شخصية سياسية تتمتع بقبول عربي واقليمي ودولي.

إن حالة الترقب الشعبي ليست مجرد متابعة سياسية عابرة، بل تعبير عن حاجة العراقيين الى إستمرار النجاحات التي حققتها الحكومة السابقة، خاصة في ملفات الأمن والخدمات والعلاقات الخارجية والتنمية الإقتصادية. 

ومع كل يوم تاخير، تتزايد الحاجة الى قرار حاسم يعيد الثقة ويمنح الناس املأ بمسار مستقر وواضح.

نعم ينتظر العراقيون "الدخان الابيض" الذي يخرج من اجتماع قادة الاطار التنسيقي، دخان يحمل معه نهاية حالة الغموض وبداية مرحلة جديدة يرجى أن تكون امتداداً لما تحقق من منجزات، لا قطيعة معها.

وحتى ذلك الحين، تبقى العيون مسلطة على بغداد بانتظار لحظة الإعلان.