بغداد- العراق اليوم:
كشف تقرير حديث أن الكرملين يواصل استخدام المعارك في مدينة بوكروفسك بمحافظة دونيتسك كـ"ورقة تفاوضية"، وسط مباحثات أخيرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، في موسكو، ولقاء مرتقب بين ويتكوف ومستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ووفدٍ من كييف في أوروبا اليوم الأربعاء.
وبحسب "فايننشال تايمز"، فإن الإعلان الروسي عن سيطرة القوات على المدينة، بعد أكثر من عام من القتال المكثف وخسائر فادحة، أثار جدلاً واسعاً؛ إذ عكس استراتيجية موسكو في تحويل أي تقدم ميداني، حتى لو كان جزئياً، إلى أداة ضغط دبلوماسية.
ويرى الخبراء أن الموقف الروسي جاء في ظل تضارب المعلومات الميدانية؛ فالقوات الأوكرانية تؤكد استمرار 226 اشتباكاً خلال 24 ساعة في محاور بوكروفسك، بينما أشار تقرير المراكز التحليلية المحلية إلى أن السيطرة الروسية غير مكتملة، رغم وجود تفوق عددي ومحاولات لإنهاء مقاومة المدينة، وهذا التباين بيّن الواقع على الأرض والإعلان الرسمي يعكس رغبة موسكو في عرض قوة ظاهرية تهدف للتأثير على المفاوضات مع واشنطن.
ويعتقد محللون أن حضور كلٍّ من كوشنر، إلى جانب ويتكوف يضيف بعداً إضافياً للمعادلة؛ فكييف تخشى أن يُستخدم الانتصار المعلن في بوكروفسك لتبرير مطالب روسية بالسيطرة على خُمس دونيتسك المتبقي، بينما تُظهر المفاوضات الفعلية فجوة كبيرة بين ما يمكن فرضه على الأرض وبين ما يمكن قبوله دبلوماسياً.
ومن منظور تحليلي، يبدو الكرملين حريصاً على إبراز أي تقدّم ميداني كأداة تفاوضية، مستغلاً الفجوة بين الخطاب السياسي الأمريكي والحقائق العسكرية على الأرض؛ بهدف دفع أوكرانيا والولايات المتحدة إلى تقديم تنازلات قبل أي اتفاق.
وكشفت مصادر أن بوكروفسك لم تعُد مجرد مدينة صراع، بل أصبحت أيضا رمزا لقوة الكرملين ووسيلة للحصول على اعتراف دولي يُسهّل فرض شروط موسكو على طاولة المفاوضات، حتى وإن لم تكتمل السيطرة على الأرض.
ويرجح البعض أن تكون بوكروفسك هي رسالة موسكو الواضحة؛ إذ في مفاوضات السلام القادمة، فإن ميزان القوة العسكري في الميدان يسبق ميزان التسوية، والكرملين يسعى لاستثمار أي تقدم تكتيكي، مهما كان جزئياً، لتعظيم مكاسبه السياسية والدبلوماسية.
*
اضافة التعليق
اعتقال الممثلة العليا السابقة للاتحاد الأوروبي بتهم فساد
تركيا تعلن تعرض سفينة شحن روسية لهجوم في البحر الأسود
ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في إندونيسيا إلى نحو 600 قتيل
الإنذار الأخير .. واشنطن تمنح مادورو "فرصة النجاة" مقابل مغادرة فنزويلا
لبنان.. أجواء احتفالية وإجراءات غير مسبوقة لاستقبال بابا الفاتيكان
ماكرون يستقبل زيلينسكي الاثنين في باريس