بغداد- العراق اليوم: يُعرف الألماني هانز فليك، مدرب برشلونة، بهوسه بالتفاصيل والانضباط الكامل، ما انعكس على أسلوبه في اكتشاف وتطوير المواهب الصاعدة في برشلونة.
لا يترك فليك أي شيء للصدفة، ويؤمن بأن أي فريق يطمح لتقديم أفضل ما لديه يجب أن تُدار جميع عملياته بأقصى درجات الاحترافية والدقة، سواء على مستوى التدريبات أو إدارة اللاعبين الشباب. ووفقاً لصحيفة "سبورت" الإسبانية، ركّز فليك اهتمامه منذ وصوله إلى برشلونة على تطور نجوم "لا ماسيا"، حيث شهدت تدريبات الفريق الأول مرور ما بين 20 و30 لاعباً من الفئات السنية المختلفة، بين فرق شباب وبرشلونة أتلتيك، ليضمن متابعة دقيقة لكل موهبة صاعدة.
لا يقتصر اهتمام المدرب الألماني على منح الفرصة للاعبين الصاعدين من عمر 16 و17 و18 عاماً لخوض التجربة والتدرّب مع نجوم الفريق الأول فحسب، بل يشمل أيضاً متابعة هؤلاء اللاعبين بشكل مباشر. فليك يريد أن يرى اللاعبين على أرض الواقع ويشاهد مستواهم عن قرب، لضمان تطويرهم بشكل صحيح ومؤثر.
وخلال الموسم الحالي والموسم السابق، ركّز على مراقبة لاعبي الأكاديمية الذين قضوا فترة ضمن ديناميكية الفريق الأول، ما يعني أنهم لم يخرجوا من حساباته حتى عند عودتهم إلى الفريق الرديف أو الشباب.
على سبيل المثال، الموسم الماضي استدعى فليك سيرجي دومينجيز عدة مرات بعد عودته إلى برشلونة أتلتيك، والأمر نفسه يتكرر حالياً مع إصابة تشافي إسبارت، وكذلك مع اللاعبين توني وجيي، حيث إن عمليات الصعود والهبوط المتكررة ليست سهلة، ومن المهم أن يشعر اللاعبون بالدعم والاهتمام المستمر.
اتصالات وتركيز
في هذا السياق، يولي برشلونة تركيزاً متزايداً على جانب الاتصالات والمراقبة، خصوصاً بعد صعود لاعبين مثل باو كوبارسي، لامين يامال، ويبرنال، واستقرارهم في الفريق الأول بعمر 16 أو 17 عاماً فقط، ما يمثل سابقة قد تكون محفوفة بالمخاطر للأهالي والوكلاء واللاعبين أنفسهم.
وأوضحت أنه ليس من الطبيعي أن يتأصل لاعب في فريق بحجم برشلونة في هذه السن المبكرة، وكل مرحلة لها مسارها المحدد.
وقد يحدث أن يتدرب اللاعب مع الفريق الأول أو يشارك في ديناميكية المجموعة، وربما يحصل على فرصة الظهور الأول، ثم يُعاد لاحقاً إلى الشباب أو الفريق الرديف.
وفي كل الأحوال، يبقى من المعتاد أن يتابع فليك هؤلاء اللاعبين الصاعدين، ويجري اتصالات دورية معهم، ليحافظ على توجيههم ويضمن استمرار ارتباطهم بمشروع النادي الرياضي الكبير.
من لاعب ناجح إلى مدرب عالمي
يعتبر هانز فليك واحداً من أبرز المدربين الألمان في العقد الأخير، وقد نجح في تحويل مسيرته من لاعب محترف متميز إلى مدرب قادر على صناعة الفرق وقيادتها للنجاحات الكبرى.
ُلد فليك في 24 فبراير 1965 بمدينة هيدلبرج الألمانية، وبدأ مسيرته كلاعب كرة قدم في ألمانيا، حيث تألق بشكل خاص كلاعب وسط. عرف فليك بذكائه التكتيكي وقدرته على قراءة المباريات، ما جعله لاعباً أساسياً في الفرق التي لعب لها، أبرزها نادي بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا الوطني.
كانت بدايات فليك الاحترافية كلاعب مع نادي فرانكفورت، قبل أن ينتقل إلى بايرن ميونخ في فترة الثمانينيات، حيث ساهم في تحقيق العديد من البطولات المحلية. كما كانت له تجربة مميزة مع المنتخب الألماني، إذ مثل بلاده في عدة بطولات دولية، ومن أبرز إنجازاته الفوز بكأس العالم 1990، ليضع اسمه ضمن قائمة اللاعبين الذين جمعوا بين الخبرة المحلية والنجاح الدولي.
بعد اعتزاله اللعب، اتجه فليك نحو التدريب، وبدأ مسيرته كمدرب مساعد في عدة أندية ألمانية، ومن بينها فريق شتوتجارت ونادي بايرن ميونخ. كانت فلسفته التدريبية مبنية على الانضباط والتفاصيل الدقيقة، وهو ما ينعكس بوضوح في أسلوبه التكتيكي. سعى فليك دائماً إلى فهم كل لاعب على حدة، ومعرفة نقاط القوة والضعف، بالإضافة إلى التركيز على تطوير الفريق بشكل جماعي.
أول تجربة بارزة له كانت كمدرب مساعد لمنتخب ألمانيا تحت قيادة يواكيم لوف، حيث تعلم الكثير عن العمل على المستوى الدولي والتعامل مع اللاعبين من مختلف الخلفيات والخبرات. ساعدته هذه التجربة على صقل مهاراته القيادية وفهم كيفية إدارة الفرق الكبرى في البطولات الدولية.
ومع مرور الوقت، أصبح فليك معروفاً بقدرته على دمج اللاعبين الشباب مع الخبرات الكبيرة، مما جعل فرق الشباب والأكاديميات تستفيد من خبراته.
في عام 2019، تولى فليك تدريب الفريق الأول لنادي بايرن ميونخ بشكل مؤقت، قبل أن يتحول إلى تدريب دائم بعد النتائج الإيجابية التي حققها. تحت قيادته، حقق بايرن ميونخ سلسلة من الانتصارات الكبيرة، بما في ذلك الفوز بالدوري الألماني والكأس المحلية، وكذلك دوري أبطال أوروبا، ليصبح بذلك واحداً من أنجح المدربين في تاريخ النادي. أسلوبه يعتمد على الضغط العالي، اللعب الهجومي الجماعي، والقدرة على التكيف مع خصائص الخصم، مما أكسبه سمعة قوية على الصعيد الأوروبي.
قيادة منتخب ألمانيا ونهاية الرحلة
بعد نجاحه المبهر مع بايرن ميونخ، تولى فليك تدريب المنتخب الألماني الأول في عام 2021 خلفًا للوف. حقق بداية قوية، لكن الأمور لم تسر كما هو مخطط لها في كأس العالم 2022، حيث خرج المنتخب من دور المجموعات. واستمرت النتائج المخيبة للآمال بعد البطولة، مما أدى إلى إقالته في سبتمبر 2023.
التحدي الجديد في برشلونة
في صيف 2024، عاد هانز فليك إلى الواجهة بتوليه منصب المدير الفني لنادي برشلونة الإسباني. بدأ فليك مشواره مع النادي الكتالوني بقوة، محققًا نتائج إيجابية.
تجسد مسيرة هانز فليك قصة مدرب ألماني هادئ ولكنه حازم، يمتلك فلسفة هجومية واضحة وقدرة على تحقيق أقصى استفادة من لاعبيه، مما جعله واحدًا من الأسماء البارزة في عالم التدريب.
*
اضافة التعليق
فينيسيوس يفاجئ ريال مدريد
الوضع مخيف.. لماذا انهار مستوى كيليان مبابي بشكل مفاجئ؟
ريال مدريد يقع في فخ إلتشي
أقوى 5 مرشحين لخلافة سلوت في ليفربول
أكثر لاعب أبهر جماهير برشلونة في لقاء أتلتيك بلباو
لا أعلم ما سيحدث.. غوارديولا يفتح الباب لرحيل هالاند