بعد تحذيرات انتشرت على تيك توك.. هل يشكل لمس الإيصالات خطراً على صحتك؟

بغداد- العراق اليوم:

تزايدت في الآونة الأخيرة التحذيرات عبر الإنترنت بشأن مخاطر لمس الإيصالات الورقية؛ إذ يحذّر بعض المؤثرين الصحيين من احتوائها على مواد كيميائية ضارة. وفي مقطع فيديو انتشر على منصة "تيك توك"، ظهرت الطبيبة والمؤثرة تانیا إليوت وهي تلتقط إيصالاً من متجر “هول فودز” بملقط خشبي كبير قائلة: “لا تلمسوه”، مشيرة إلى أن العديد من الإيصالات تحتوي على مادة بيسفينول A (BPA)، وهي مادة معطّلة للهرمونات وقد ترتبط بالعقم واضطرابات الهرمونات وبعض أنواع السرطان.

ويؤكد الخبراء أن هذه التحذيرات ليست بعيدة عن الواقع. فحتى نحو عقد مضى، كانت معظم الإيصالات الحرارية تُصنّع باستخدام BPA، وهي مادة قادرة على محاكاة هرمون الإستروجين والتأثير في وظائف الجهاز التناسلي والتمثيل الغذائي والدماغ. وقد رُبط التعرض لـBPA بمقاومة الإنسولين والسكري من النوع الثاني والسمنة ومشكلات الخصوبة.

غير أن معظم المتاجر بدأت قبل سنوات في استبدال BPA بمركّب مشابه يُعرف باسم بيسفينول S (BPS). ووجدت دراسة أُجريت عام 2023 على 571 إيصالاً من 24 ولاية أميركية أن 1% فقط منها ما زال يحتوي على BPA، بينما احتوى 85% على BPS. ورغم أن الدراسات حول BPS أقل، فإن الأدلة المتزايدة تشير إلى أنه قد يسبب تأثيرات صحية مشابهة؛ إذ يمكن لـBPS، مثل BPA، الارتباط بمستقبلات  الإستروجين والتسبب في اضطرابات هرمونية.

وقد أظهرت دراسات على الحيوانات والبشر دلائل مقلقة. فعندما تعرضت إناث الفئران الحوامل لـBPS بمستويات مماثلة للمستويات البشرية اليومية، واجهت إناث نسلها لاحقاً صعوبات في الحمل. وفي دراسة شملت نحو 1900 امرأة حامل في الصين، كانت النساء اللواتي لديهن أعلى مستويات BPS أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل بنسبة 68%. وقد صنّفت ولاية كاليفورنيا BPS مؤخراً مادة سامة تناسلية. كما تربطه دراسات أخرى بالسمنة ومؤشرات مقاومة الإنسولين لدى الأطفال.

ويُعرف أن كلّاً من BPA وBPS يمكن أن يُمتص عبر الجلد خلال ساعات. ورغم أن ملامسة الإيصال لثوانٍ أو دقائق لا تشكّل خطراً كبيراً، ينصح الخبراء بالحد من التعرض غير الضروري، خاصة للعاملين في المتاجر. ويمكن ارتداء قفازات من النيتريل، وغسل اليدين لاحقاً، مع تجنّب المعقمات التي تزيد امتصاص هذه المواد. كما يُنصح بطلب الإيصالات الإلكترونية عند توفرها.

ورغم وجود الكثير من الجوانب غير المحسومة علمياً، يجمع الخبراء على أن الأدلة كافية لاتخاذ احتياطات بسيطة لتقليل التعرض لهذه المواد.