السوداني في حوار مع وكالة رويترز: الانتخابات المقبلة مفصلية والعراق ماضٍ بثقة نحو الاستقرار والإعمار

بغداد- العراق اليوم:

ينشر ( العراق اليوم)  أبرز ما جاء في المقابلة الصحفية التي أجرتها وكالة رويترز مع رئيس مجلس الوزراء  محمد شياع السوداني،  والتي تناولت ملفات السياسة والاقتصاد والإصلاحات، فضلاً عن العلاقات الخارجية والاستعداد للانتخابات المقبلة.

أكد السوداني في مستهل حديثه أن الانتخابات المقبلة ستكون مفصلية في تاريخ العراق الحديث، إذ تمثل ـ على حد تعبيره ـ "منعطفاً بين مرحلة عدم الاستقرار التي شهدها البلد سابقاً، ومرحلة الأمن والإعمار والخدمات التي يعيشها اليوم". وأعرب عن ثقته بوعي الشعب العراقي في اختيار من تبنى منهج العمل والإنجاز، لا من يكتفي بإطلاق الشعارات والوعود الزائفة.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الانتخابات ستشهد مشاركة واسعة، خصوصاً من فئة الشباب الذين يشكلون 60% من عدد سكان العراق، مؤكداً أن هذه الفئة الواسعة وجدت من يمثل تطلعاتها وطموحاتها في المرحلة المقبلة. وأضاف أن العزوف عن المشاركة الانتخابية يفتح المجال أمام الفاسدين ويكرس مبدأ المحاصصة، داعياً المواطنين إلى ممارسة حقهم في اختيار ممثليهم بحرية ومسؤولية.

وفي الجانب الخدمي، أوضح السوداني أن حكومته عملت على توفير الخدمات الأساسية في عموم المحافظات، وحرصت على تأمين احتياجات المواطنين في قطاعات الكهرباء والماء والصحة والتعليم، مشيراً إلى أن الحكومة ورثت منذ عام 2007 أكثر من (2582) مشروعاً متلكئاً بقيمة (131) ترليون دينار، بينما بلغت التزامات الحكومة الحالية خلال ثلاث سنوات فقط نحو (33) ترليون دينار، وهو ما يعكس ـ بحسب قوله ـ إدارة مالية رشيدة تركز على الإنجاز الفعلي لا الوعود.

وأضاف السوداني أن الحكومة وضعت أسساً مهمة للإصلاح المالي والمصرفي والاقتصادي، فضلاً عن تعزيز وتطوير العلاقات الخارجية على نحو يخدم مصالح العراق العليا، مؤكداً أن حكومته استطاعت تجنيب البلاد آثار وتداعيات أزمات المنطقة، وحافظت على سياسة التوازن في علاقاتها الدولية والإقليمية دون الانخراط في أي محور صراعي.

وفي هذا الإطار، شدد رئيس الوزراء على أن العراق لعب دوراً دبلوماسياً إيجابياً في تقريب وجهات النظر ومنع توسع الصراع في المنطقة، موضحاً أن "مصلحة العراق والعراقيين تأتي أولاً، ولن نسمح لأي طرف بزج العراق في أي حرب، لأن القرار بيد الدولة وحدها".

كما كشف السوداني عن وجود إجماع وطني بين القوى السياسية على إنهاء وجود السلاح خارج مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أن هذا التوافق يمثل خطوة مهمة لترسيخ هيبة الدولة وبناء مؤسساتها الأمنية على أسس مهنية ووطنية.

وتطرق رئيس الوزراء إلى الملف الإقليمي مؤكداً أن أمن سوريا واستقرارها يرتبطان بالأمن القومي للعراق، مبيناً وجود تعاون وتنسيق أمني واستخباري مشترك لمواجهة خطر تنظيم داعش الإرهابي. وكشف عن تشكيل لجنة فنية لإعادة إحياء وتأهيل خط نقل النفط بين كركوك وبانياس، في إطار تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين بغداد ودمشق.

وفي ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، أوضح السوداني أن المرحلة الحالية تعد "الأوضح في تاريخ العلاقات بين البلدين"، مشيراً إلى الدخول الكبير والنوعي للشركات الأميركية في العراق، لاسيما في مجالات الطاقة والنفط واستثمار الغاز. وأكد أن العراق يمتلك علاقة متوازنة مع واشنطن مبنية على المصالح المشتركة، قائلاً إن "العراق شريك مستقل، وليس ساحة نفوذ لأي طرف".

وأضاف أن الحكومة وقعت عدداً من العقود المهمة مع الشركات الأميركية، ما يعكس ثقة المستثمرين بالبيئة الآمنة والمستقرة في العراق، موضحاً أن زيادة حجم الاستثمار الأجنبي تمثل دليلاً على نجاح السياسة الحكومية في ترسيخ الاستقرار الاقتصادي والانفتاح الدولي.

وفي سياق الإصلاحات الاقتصادية، كشف السوداني أن حكومته أنجزت إصلاحات مهمة في مختلف القطاعات، وتهيئة بيئة قانونية ومؤسساتية ملائمة لعمل القطاع الخاص، مشيراً إلى أنه وجّه وزارة النفط بإيقاف التعاقد على استيراد المشتقات النفطية بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي واستعداد العراق للدخول في مرحلة التصدير.

كما أعلن أن الحكومة وضعت سقفاً زمنياً لإنهاء حرق الغاز بحلول نهاية عام 2027، لتعلن بعدها الاكتفاء الذاتي الكامل من إنتاج الغاز، وهو ما وصفه بأنه "أحد أهم التحولات الاستراتيجية في مسار الصناعة الوطنية".

واختتم السوداني حديثه بالتأكيد على أن الحكومة مستمرة في تنفيذ برامجها الخدمية والتنموية والاقتصادية، وأن الانتخابات المقبلة ستكون محطة لتجديد الثقة بين الدولة والمواطن، مشدداً على أن خيار العراق هو "الاستقرار والبناء، لا الفوضى والشعارات".