بغداد- العراق اليوم:
التربية في كل مراحلها مهمة صعبة، وغالبًا ما يصعب على الأهل تحديد متى يجب عليهم التدخل ومتى ينبغي عليهم التراجع. وقد أظهرت أبحاث متزايدة ظاهرة تُعرف باسم التربية الزائدة أو الفرط في التدخل الأبوي، حيث ينخرط الآباء والأمهات في حياة أطفالهم بشكل مفرط بدافع القلق أو الرغبة في حمايتهم من الفشل أو المصاعب. ورغم أن الدافع غالبًا ما يكون نابعًا من حب واهتمام، فإن لهذه السلوكيات آثارًا طويلة الأمد على تطور الطفل.
وتبدأ التربية الزائدة بنوايا طيبة؛ فمثلًا، مرافقة طفل متوتر في أول يوم له في الحضانة أمر طبيعي، لكن تكرار السلوك ذاته مع مراهق في أول يوم بالمرحلة الثانوية قد يحد من استقلاليته. وعندما يبدأ الآباء بحل مشكلات يستطيع الطفل التعامل معها، فإنهم يمنعونه من تطوير مهارات التكيف واتخاذ القرار.
وبحسب موقع "سايكولوجي توادي" المهتم بالصحة النفسية، سعت دراسة حديثة نُشرت في مجلة العلاقات الأسرية (Yaffe et al، 2025) شملت 278 من الآباء الذين لديهم أبناء تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا، إلى فهم أسباب التربية الزائدة وتأثيراتها. وأظهرت النتائج أن التربية الزائدة ترتبط بشكل مباشر بـ قلق الانفصال والقلق العام لدى الأهل، خاصة الأمهات، إذ تبيَّن أن التربية الزائدة من قِبل الأمهات لها ارتباط بزيادة القلق لدى الأبناء، في حين لم يظهر هذا التأثير مع الآباء.
وعلى المدى القصير، قد يبدو أن التربية الزائدة تخفف من قلق الأهل والطفل وتخلق شعورًا بالترابط. ولكن على المدى الطويل، قد تؤدي إلى تعزيز شعور الطفل بالعجز؛ ما يسبب له المزيد من القلق وضعف احترام الذات، كما قد تؤدي إلى اعتماد مفرط على الوالدين؛ ما يخلق توترًا في العلاقات الأسرية.
ورغم أن أغلب الدراسات السابقة ركزت على البالغين الشباب، فإن هذه الدراسة تسلط الضوء على تأثير التربية الزائدة خلال فترة المراهقة، كما تؤكد أهمية إيجاد التوازن بين تقديم الدعم، ومنح الطفل الفرصة للنمو من خلال التجربة والخطأ.
وباختصار، فإن التربية الزائدة الناتجة عن القلق الأبوي قد تضر بنمو الطفل النفسي والعاطفي، لذا من الضروري أن يكون الأهل على وعي بدوافعهم، وأن يعدلوا أسلوب تدخلهم وفقًا لمستوى نضج وقدرات أبنائهم.
*
اضافة التعليق
الجانب المظلم للقمر يبوح بسّر مدهش لبعثة صينية
ذكاء اصطناعي في المرحاض؟.. خطوة جرئية من شركة أمريكية في مجال الصحة الرقمية!
تغيير بسيط في روتينك اليومي يمنحك طاقة غير متوقعة
ماذا تكشف قيادتك للسيارة عن شخصيتك؟
طريقة بسيطة وعملية لحماية الأسنان من التسوس
دراسة: أدمغة الرجال تتقلص أسرع من أدمغة النساء