تقليد تبادل القمصان.. من الصدفة إلى الاحترام المتبادل

بغداد- العراق اليوم:

غالبًا ما تُوصف كرة القدم، بأنها "اللعبة الجميلة"، وهي تمثل الأفضل في عالم الرياضة، ويُعد تقليد تبادل القمصان، أحد التقاليد التي تُرى بانتظام، وتصبح غالبًا موضوع حديث بين الجماهير.

كيف بدأ التقليد؟

جرى أول تبادل مسجل للقمصان في مباراة بين فرنسا وإنجلترا عام 1931، كانت فرنسا في وضع "الطرف الأضعف" في تلك المباراة.

وعندما فازت فرنسا، غمرها النشوة، لدرجة أن اللاعبين الفرنسيين طلبوا قمصان اللاعبين الإنجليز كتذكار، ووافق الإنجليز، وهكذا بدأ أحد أعز تقاليد اللعبة.

ماذا يعني تبادل القمصان؟

عندما يتعلق الأمر بتبادل القمصان، فإن التقليد مقدس إلى حد كبير، قمصان كرة القدم تحمل اسم ورقم اللاعب، وشارة الفريق، وهي أساسًا تذكار لتلك النسخة المعينة من هذا اللاعب تحديدًا، وعندما يتبادل لاعبان، القمصان، فإن ذلك يظهر الاحترام المتبادل والاعتراف ببعضهما البعض.

ولهذا السبب، غالبًا ما يتبادل اللاعبون، القمصان مع منافسيهم المشابهين في المستوى من الفريق الآخر؛ اللاعبون الذين يعتبرونهم على نفس مستواهم، هذا ما لم يطلب لاعب آخر قميصهم مسبقًا.

اللاعبون كمشجعين

يُعد لاعبو كرة القدم هم أكبر مشجعي اللعبة، وينشأ العديد من اللاعبين وهم يعشقون لاعبًا عظيمًا آخر، وكثيرون يعجبون بزميل لهم لدرجة أنهم يطلبون قميصه، هذا جزء مهم من تبادل القمصان، طلب القميص.

تجدر الإشارة إلى أن طلب القميص ومقايضة القمصان يختلفان قليلاً، فعندما يطلب لاعب من لاعب آخر قميصه، فهذا يعني أن اللاعب المطلوب يُحظى بتقدير واضح من اللاعب الطالب.

فليونيل ميسي، أحد أعظم اللاعبين على الإطلاق، لا يطلب القمصان إلا في مناسبات نادرة أبرزها طلبه من زين الدين زيدان.

كما نشأ المهاجم الفرنسي كيليان مبابي، وهو يعشق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وبمجرد أن أتيحت الفرصة، تبادل معه القميص في منافسات يورو 2020.

ميسي ورونالدو لم يتبادلا القمصان أبدًا

هنا يطرح السؤال الكبير: إذا كان تبادل القمصان علامة على الاحترام المتبادل، واللاعبون يفضلون التبادل مع شخص على نفس مستواهم، فلماذا لم يتبادل ميسي ورونالدو القمصان أبدًا؟ من الواضح أنهما يحترمان بعضهما البعض وتواجها عدة مرات، فلماذا لم يتبادلا القمصان؟ هل السبب هو شدة التنافس بينهما؟

بغض النظر عما قد يجعل المشجعون العاديون الجدليون، تعتقده، فإن هذا ليس هو الحال. لا ليونيل ميسي ولا رونالدو يحبان طلب قمصان من لاعبين آخرين، بل اعتادا أن يُطلب منهما القميص، من ناحية أخرى، في كل مرة يواجه فيها ميسي ورونالدو بعضهما البعض، غالبًا ما يطلب لاعبون آخرون من الفريق المنافس، قمصان هذين النجمين قبل المباراة.

ماذا يفعل اللاعبون بهذه القمصان؟

كما ذُكر سابقًا، اللاعبون هم أيضًا مشجعون لكرة القدم ويحبون جمع القمصان من مباريات مختلفة، يحتفظ معظم اللاعبين بهذه القمصان كتذكار لتلك المباراة ولذلك اللاعب تحديدًا، كما أنها تمثل مسيرتهم المهنية المتألقة، بعض اللاعبين يحافظون على مجموعاتهم بشغف وغالبًا ما يتباهون بها.

وتحدث أحيانًا خلافات بين اللاعبين، عندما يريد لاعبان قميص نفس المنافس، وبينما يتم تبادل القمصان عادة بعد صافرة النهاية، تُشاهد أحيانًا عمليات تبادل للقمصان بين الشوطين. هذا التقليد هو مثال ساطع على الروح الرياضية التي نأمل أن تظل دائماً حاضرة في كرة القدم وأن تنتشر إلى جميع الرياضات.

رفض تبادل القمصان

في مناسبات نادرة قد يفرض لاعب تبادل القميص مع منافسه، ومن أبرز تلك الحالات واحدة تتعلق بكريستيانو رونالدو عندما كان لاعبًا في صفوف مانشستر يونايتد، وتحديدًا في موسم (2006- 2007) عندما واجه روما الإيطالي في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

ومع تقدم مانشستر يونايتد في النتيجة بسداسية، طالب لاعبو روما، كريستيانو رونالدو بعدم الاستمرار في المراوغة، وهدده البعض بإصابته في حال استمر في ذلك، ليقرر النجم البرتغالي عدم استبدال قميصه مع أي لاعب من روما سواء في تلك المباراة أو في أي مواجهات أخرى.

ومن المواقف الأخرى التي تتعلق بميسي هذا المرة، فقد حدثت في واحدة من أشهر الهزائم التي تكبدها النجم الأرجنتيني على الإطلاق، وذلك في سقوط برشلونة 2-8 أمام بايرن ميونخ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا موسم (2019- 2020).

وفي تلك المواجهة أعلن الظهير الكندي ألفونسو ديفيز عن نفسه بقوة، بعدما قدم عرضًا كاسحًا في الجانب الأيسر، أهان من خلاله لاعبي الفريق الكتالوني.

وعقب اللقاء، توجه بطلب استبدال قميصه مع ليونيل ميسي، إلا أن النجم الأرجنتيني رفض الأمر، وعلق اللاعب الكندي عن ذلك عقب اللقاء قائلًا "نعم طلبت الحصول على قميصه، ولكنه كان حزينًا بعض الشيء، لا بأس، أتمنى الحصول على قميصه في المرة القادمة".