بغداد- العراق اليوم:
بقلم الفريق الدكتور سعد معن الموسوي رئيس خلية الإعلام الامني
مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب، تعيش بلادنا لحظة دستورية مفصلية تجسد إرادة الشعب في تقرير مستقبله عبر صناديق الاقتراع. وفي مثل هذه اللحظات، تتجلى المسؤولية الوطنية لمؤسسات الدولة، وفي مقدمتها المؤسسات الأمنية، التي يقع على عاتقها واجب تأمين سير العملية الانتخابية بسلاسة وأمان، دون أن تكون طرفاً فيها أو أداة للتأثير على مسارها. إن الأمن الانتخابي ليس مجرد إجراء تقني أو مهمة ظرفية، بل هو التزام وطني وأخلاقي، يتجلى في حماية المواطن وحقه في التعبير الحر عن اختياره، بعيدًا عن الضغوط أو التهديد أو التوجيه. ومثلما حافظت قواتنا المسلحة والأمنية على وحدة التراب الوطني، فإنها اليوم تحرس وحدة القرار الشعبي، بوقوفها على مسافة واحدة من الجميع، وبحياد تام يحفظ هيبة الدولة ويعزز الثقة في العملية الديمقراطية. والتوجيهات الحكومية التي صدرت بهذا الخصوص واضحة ولا تقبل التشكيك حيث تجسدت هذه التوجيهات والأوامر بضرورة وقوف ابناء القوات الامنية على مسافة واحدة من جميع المرشحين وعدم الانحياز لاي طرف او تشكيل على حساب الاخر . نحن في الأجهزة الأمنية والعسكرية ومن خلال رؤية اللجنة الامنية العليا لانتخابات مجلس النواب لعام ٢٠٢٥ في قيادة العمليات المشتركة ، بكل تشكيلاتنا، نؤمن أن الحياد هو مصدر قوتنا، وأن الانضباط هو جوهر مهنيتنا. ولذلك، نعمل وفق خطط مدروسة لحماية المراكز الانتخابية، وضمان وصول الناخبين إليها بأمان، والتعامل مع أي تهديد أمني أو خرق محتمل بحزم واحتراف. ونؤكد هنا أن القوات الأمنية ليست طرفًا في السياسة، ولا مكان لها في ساحة التنافس الانتخابي، بل هي الجهة التي تضمن أن يكون هذا التنافس نزيهًا، شفافًا، وعادلًا. وكل من يثبت تجاوزه لهذه القواعد، سيُحاسب وفق القانون، أيًا كانت صفته أو موقعه. واخيرًا نقول .. إن نجاح الانتخابات مسؤولية جماعية، ولكن حجر الأساس في هذا النجاح هو الأمن. ومن هنا، نجدد التزامنا أمام شعبنا بأن نحمي الانتخابات كما حمينا الأرض، ونصون الإرادة كما صُنّا السيادة. الأمن الانتخابي ليس شعارًا، بل ممارسة فعلية ومسؤوليتنا الوطنية أولاً وأخيرًا.
*
اضافة التعليق