دماء الأبرياء ليست هامشًا… النزاعات العشائرية خطر يضر بسمعة العراق وسلامه الداخلي

بغداد- العراق اليوم:

الفريق الدكتور 

سعد معن إبراهيم

رغم كل التحديات الأمنية التي واجهها العراق عبر العقود، من حروب خارجية إلى تهديدات الإرهاب، بقي المواطن العراقي هو الهدف الأول الذي نحاول جميعًا، كجهات أمنية ومجتمعية، أن نحميه ونضمن له حياة كريمة وآمنة. وقد اعتبرت الحكومة العراقية وبدعم كبير من السيد رئيس الوزراء أمن الوطن والمواطن والسلم المجتمعي ضرورة قصوى وواحدا من ابرز فقرات المنهاج الحكومي .

لكن المؤلم والمُخجل أن نجد أنفسنا اليوم في مواجهة تهديد داخلي مختلف، لا يأتي من خارج الحدود، ولا من جماعات إرهابية، بل من داخل المجتمع نفسه، وهي النزاعات المسلحة من المحسوبين على عشائرنا الأصيلة.

هذه الظاهرة لم تعد “خلافات محلية” تُحل داخل إطار عشائري محدود، بل تحوّل قسم منها إلى نزاعات دامية تهدد السلم الأهلي وتحصد أرواح الأبرياء دون وازع 

ماذا يعني أن يُقتل مواطن أعزل في بيته لأن جاره ينتمي إلى عشيرة “خصم”؟

ماذا يعني أن يُستهدف عنصر أمني أثناء تأدية واجبه، فقط لأنه يحاول فرض القانون في وجه سطوة السلاح غير القانوني ؟

إننا اليوم لا نتحدث عن خلافات شخصية فحسب، بل عن تهديد مباشر لأمن واستقرار المواطن وسلمه المجتمعي .

ورغم كل الجهود التي تبذلها مؤسساتنا الأمنية، من عمليات نزع السلاح، إلى ملاحقة مثيري الفتن، إلى محاولات الإصلاح العشائري، وتحقيقها انجازات بهذا الملف الحيوي إلا أن التحدي ما زال قائم.

ما يحصل ليس “ثقافة مجتمع”، بل ظاهرة إجرامية متنكرة بغطاء التقاليد.

ويؤسفنا أن نقول: هناك من يصمت عنها، أو يسايرها خوفًا أو طمعًا أو جهلًا. وهذا الصمت المجتمعي هو الذي يمنح الضوء الأخضر لاستمرار هذه الفوضى.

ومن هنا نطالب كل وجهاء العشائر الأصلاء بأن يكونوا شركاء في فرض القانون كما كانوا في كل مراحل تاريخ العراق وان ينبذوا كل مخالف للقانون .

ونُهيب بالإعلام الوطني، والفعاليات الثقافية والدينية والمدنية، أن تلعب دورها في فضح هذه الممارسات وتجريمها أخلاقيًا واجتماعيًا.

وستطال يعد العدالة والقانون كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن العراق، ولن يكون هناك تسامح مع من يسفك الدماء تحت أي ذريعة.

لنتنبّه جيدًا دماء الأبرياء التي تُسفك في هذه النزاعات، هي دماؤنا جميعًا، وكرامتنا جميعًا، ومستقبل وطننا بأسره.

ولا يليق بنا إلا ان نكون جميعا على قدر المسؤولية ونسهم جميعا في استثمار اجواء التنمية الشاملة الحالية التي وفرتها الحكومة  لبناء غدا افضل للأجيال كافة بعيدا عن التقاليد البالية التي لا تعبر إلا عن أصحابها .

 

علق هنا