انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق .. إنجاز تاريخي كبير لحكومة السوداني ..

بغداد- العراق اليوم:

أياد السماوي 

بعد سقوط محافظة الموصل وتصاعد تهديد تنظيم داعش دخول بغداد وإسقاط النظام القائم ، أعادت الولايات المتحدّة الأمربكية انتشار قوة محدودة في العراق في يونيو عام 2014 ، بناءً على طلب من حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ، لمساندة قوات الجيش العراقي في مواجهة تنظيم داعش الذي أصبح على مشارف العاصمة بغداد ، بعدها بدأت القوات الأميركية بالوصول إلى بغداد في منتصف يونيو 2014 ، حيث انتشرت قوات وفرق استشارية ومدربين ، وسرعان ما تصاعد العدد ليصل في نهاية ديسمبر عام ٢٠١٤ إلى ٣١٠٠ جنديًا أمريكيا لمنع سيطرة التنظيم على مطار بغداد الدولي ، بالإضافة إلى حماية البعثات الأميركية .. 

ومع استلام محمد شياع السوداني رئاسة مجلس الوزراء ، أصبحت مهمة انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق ، واحدةً من أهم أولويات حكومته ، وانطلاقا من هذه الأهمية تشّكلت في شهر آغسطس عام ٢٠٢٣ اللجنة العسكرية العليا الأمريكية–العراقية كآلية رسمية لتنسيق خطوات الانسحاب ووضع جدول زمني لها ، وقد بدأت هذه اللجنة أعمالها فعليًا في 27 يناير 2024 ، وتم تعليقها مؤقتًا بسبب تصاعد الأوضاع الإقليمية في المنطقة لا سيما الحرب في غزة والنشاط العسكري من بعض الفصائل المسلحة داخل العراق . ثم استؤنفت الاجتماعات لاحقًا بدعم مباشر من حكومة السوداني .. 

في 25–26 يناير 2024 تقريبًا ، جرت أولى اللقاءات العسكرية والفنية الرسمية بين وزارتي الدفاع العراقية والأميركية ضمن إطار اللجنة المشتركة ، بهدف تحديد إطار الانسحاب والمراحل التنفيذية ، وخلال صيف 2024 ، توّسعت المحادثات لتشمل قاعات البيت الأبيض والبنتاغون من خلال “حوار التعاون الأمني المشترك”، حيث شارك فيه كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية ، ووكالة التعاون الأمني، ووزارة الخارجية الأميركية ، إلى جانب ممثلين عراقيين من وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة .. وفي نهاية يوليو 2024، بدأت الحكومة العراقية تتحدّث بوضوح بالمطالبة ببدء الانسحاب في سبتمبر 2025 ، على أن يتم تحويل العلاقة إلى “شراكة أمنية ثنائية” لا تستند إلى الوجود العسكري ، بل إلى التعاون في كافة مجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية ومجالات متعددة أخرى .. وتقدمت بغداد بطلب توقيع جدول زمني واضح يتضمن مراحل للانسحاب ، مع ضمان استمرار الدعم ضد داعش خلال الفترة الانتقالية ، وفي 7 سبتمبر 2024 ، كشفت مصادر بغداد وواشنطن عن التوصل إلى تفاهم فعلي بشأن خطة انسحاب تشمل مرحلتين: الأولى لإنهاء الوجود العسكري في بغداد وقاعدة “عين الأسد” بحلول سبتمبر 2025 ، والمرحلةالثانية لإنهاء المهمة بالكامل بحلول نهاية 2026 ، مع الانتقال إلى وجود استشاري محدود في أربيل .. وفي 28 سبتمبر 2024 ، صدر البيان المشترك الذي أكد رسميًا انتهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي خلال 12 شهرًا ( أي بحلول سبتمبر 2025 ) ، واستمرار المهمة ضد داعش من العراق إلى سوريا حتى سبتمبر 2026 ، مع مسؤولية تنفيذ هذه المراحل عبر “اللجنة العسكرية العليا” .. 

فانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق هو واحد من أهم الانجازات لحكومة السوداني ،  ومؤشر على قدرة العراق في التصدي للإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار من دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين .. وهذا الأمر ما كان ليتم لولا الجهود السياسية الكبيرة والإصرار من قبل دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على غلق هذا الملف كما اغلق ملف ( يونامي) .. 

 

علق هنا