بغداد- العراق اليوم:
أياد السماوي
لم أكن واثقا تماما أنّ السوداني سيستمر في موقفه إلى النهاية مع حكومة الإقليم ، ولا أخفيكم القول ، كنت اعتقد أنّ السوداني سيتراجع عن موقفه كما تراجع أسلافه من رؤساء الوزراء الذين سبقوه وأذعنوا لإرادة حكومة الإقليم ، خصوصا أنّ الانتخابات على الأبواب وهذا الموقف قد يتسبب بهزّات عنيفة على العملية السياسية ، خصوصا بعد التهديدات التي اطلقها نواب و وزراء وسياسيين أكراد من الحزب الديمقراطي الكردستاني ، بمقاطعة العملية السياسية والانسحاب من الحكومة ، والتي عبرّ عنها وزير الخارجية بالزلزال السياسي .. فلأول مرّة منذ عام ٢٠٠٣ وحتى هذه اللحظة سيتمّ تسليم كافة النفط المنتج من الإقليم فورا إلى الحكومة الاتحادية عبر شركة تسويق النفط سومو لغرض التصدير ، فقرار مجلس الوزراء اليوم الذي ألزم الإقليم بتسليم كامل النفط المنتج إلى شركة سومو ، ويخصص منه ٥٠ الف برميل فقط لأغراض الاستهلاك المحلي .. وهكذا بالنسبة للإيرادات غير النفطية المتعلقة بالرسوم والضرائب وإيرادات المنافذ الحكومية وتوطين الراتب .. الجانب الآخر الذي أود أن أشير إليه بعد هذا القرار التاريخي للحكومة الاتحادية ، أنّ نفط الإقليم قد أصبح بالكامل لعامة أبناء الشعب العراقي كما قرر الدستور ذلك في المادة ( ١١١ ) ، فالذين حاولوا تصوير قرار حكومة السوداني بإيقاف إرسال الأموال إلى حكومة الإقليم ما لم تقوم حكومة الإقليم بتنفيذ قانون الموازنة العامة وقرار المحكمة الاتحادية العليا ، بأنّه قرارا سياسيا تقف خلفه دوافع سياسية ، قد سقط نهائيا بعد هذا الاتفاق ، حيث تبيّن بشكل جلي أنّ الخلاف هو خلاف يتعلّق بآلية تنفيذ القوانين وقرار المحكمة الاتحادية العليا .. فألف تحيةً للسوداني الذي أعاد نفط كردستان للعراق ، وتحية لكل من ساهم في تحقيق هذا القرار التاريخي..
*
اضافة التعليق