بغداد- العراق اليوم:
افتتاحية جريدة الحقيقة
فالح حسون الدراجي
أمس وقبل أن أكتب مقالي الإفتتاحي هذا، سألني أحد الأصدقاء عن رأيي بحكومة السوداني؟ فقلت له : من أية ناحية تقصد؟ قال من ناحية النزاهة والعمل والمنجز وغير ذلك من الأمور ؟ قلت له: لا تسألني عن النزاهة والفساد، لأن هذا الأمر محسوم في الدولة العراقية قبل مجيء هذه الحكومة بعشرين سنة تقريباً، ولم يعد بإمكان (السوداني) اليوم معالجة هذا الوباء الخطير في ظل الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية المعقدة التي يمر بها البلد.. خاصة وأن ورم الفساد السرطاني قد انتشر في جميع مفاصل الدولة، وقد نحتاج لأربعة أجيال جديدة من اجل اجتثاثه والقضاء عليه ..! لكن المصيبة أن المجتمع العراقي صار يتعايش مع فايروس الفساد، بل ويقبل به ويتعامل معه كمُسَلّمة من المُسَلّمات الطبيعية..! لكن صديقي قاطعني قائلاً : ( أوكي ) دعنا من الفساد، مادمت تراه هكذا، وأعطني رأيك بأداء وعمل الحكومة الحالية من حيث المشاريع والمنجزات مقارنة وقياساً بأداء الحكومات السابقة ؟ قلت له: بدون مقارنات ولا دعايات انتخابية، سأقول لك بصدق، وبضرس قاطع إن حكومة السوداني حققت نجاحات ممتازة في بعض الميادين كميدان الإعمار والنفط وغيرهما.. وقد رأيت ذلك بأمّ عيني .. قاطعني صديقي قائلاً: طيب لماذا لا تكتب عن هذه الميادين، والمشاريع الناجحة التي رأيتها؟ .. قلت له: نعم نعم، لقد نظرت قبل فترة إلى العاصمة بغداد ليلاً من سطح بناية عالية فوجدت صورة زاهية وباهرة بشوارعها وساحاتها وحدائقها وأزقتها المضاءة بالمصابيح والأنوار الملونة، والمزدحمة بالجسور والمجسرات والبنايات العالية والحديثة التي كانت تفتقدها بغداد من قبل .. وللحق فقد أبهرتني هذه الصورة جداً، وأفرحتني جداً أيضاً، وهو أمر يحسب بطبيعة الحال لهذه الحكومة ولمؤسساتها التي خططت وأنجزت ونفذت مشاريع الإعمار والبناء .. لذلك - ومن واجبي الوطني والمهني أن أشير إلى هذه الصورة والى جهود الجنود المجهولين الذين صنعوا هذا الجمال وهذه الروعة، وانجزوا لنا بصمت هذه المجسرات وهذه الطرق المعبدة، دون ضجيج إعلامي واستثمار سياسي !! لذلك سأبدأ مقالاتي أولاً بوزارة الإعمار والإسكان والبلديات باعتبارها الوزارة الأساسية في إنجاز هذه المشاريع، وسأواصلها بعد ذلك بتسليط الأضواء على المؤسسات المميزة في الوزارات الأخرى إن وجدت فيها أنجازات تذكر .. وسأبدأ من العمود الفقري لوزارة الإعمار والإسكان، أي دائرة الطرق والجسور، اليد التي شيدت وحققت أغلب هذه الأعمال.. ولأن الوحدة بآمرها كما يقولون، فإني سأبدأ الحديث أولاً عن الدور الكبير والأساسي الذي يلعبه مدير عام دائرة الطرق والجسور المهندس حسين جاسم الموسوي.. وقبل أن أكمل حديثي، أوقفني صديقي قائلاً: وأين ستضع دور رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، وزير الإعمار بنكين ريكاني؟ قلت له : أنا أعرف ان أغلب هذه المشاريع من بنات أفكار ( المهندس) محمد شياع السوداني، أو بمقترح من مستشاريه، ولا تتم إلا بموافقته، وتوقيعه حتماً، وهذا يعني أنه الحلقة الأولى بسلسلة المشاريع، أما الحلقة الثانية، فهي المتمثلة بالوزير ريكاني، وأنا أعرف أيضاً أن الورق الخاص بهذه المشاريع، يتسلمه الوزير (ريكاني) من رئيس الوزراء فيتحول بعد فترة معينة إلى جسور ومجسرات وطرق جديدة وشوارع معبدة.. وقطعاً فإن دور الوزير بنكين في هذه المنجزات واضح ومعروف ولايختلف حوله اثنان. أما الحلقة الثالثة فهي المتمثلة بمدير عام دائرة الطرق والجسور وفريقه وأغلب مساعديه، وهي حلقة مهمة تعمل وتشرف وتنفذ، وتحول الخطط والأفكار والمشاريع من الحلم إلى الواقع، ومن الورق إلى الأرض ..فمدير الطرق والجسور وفريقه النشيط، ومعه الشركات المنفذة بكوادرها وعمالها وموظفيها، تحقق كل هذه المنجزات الباهرة. ابتسم صديقي وقال: عفواً، هل ثمة علاقة بين اختيارك للطرق والجسور وعلاقتك مع مديرها العام المهندس حسين جاسم الموسوي ؟ قلت له: لا طبعاً، فأنا ارتبط أيضاً بعلاقات طيبة مع عشرات المسؤولين في الدولة، وبينهم وزير الإعمار نفسه، لكن السبب الوحيد يعود للجهد الكبير الذي يؤديه مدير دائرة الطرق والجسور في كل ما نراه من متغيرات في البنية التحتية للعاصمة بغداد والمدن العراقية الأخرى.
ثمة نقطة مهمة اودّ ذكرها، أنا أحترم الصداقة جداً، لكني لا أجامل الصديق المسؤول لو وجدت ثمة خللاً في مؤسسته، ولي أكثر من سابقة في هذا المنهج.. أذكر واحدة منها للدلالة ليس إلا :- لقد كنت أرتبط بعلاقة صداقة أخوية مع رئيس الوزراء السابق، وهي علاقة قديمة تمتد إلى سنوات بعيدة، ولأنه صديقي يتوجب علي دعمه، فقد وقفت معه ودعمت منجزات حكومته بقوة، وكنت أشير لهذه المنجزات بطريقة تختلف ربما عن إشارات غيري، فهو صديقي جداً - وللصداقة حقوق كما نعرف-، ومثلما كنت أشير وأشيد بحكومة صديقي، فقد كنت انتقد أخطاءها أيضاً..وقد حدث وأن كتبت مقالة بعنوان ( وزير التربية لا يدري .. وزير الصحة لا يدري .. فما العمل ..؟! )، وقد عاتبني صديقي الرئيس بلطف بعد نشر المقال، لكنه عاتبني بشدة حين كتبت مقالة بعد فترة، بعنوان: ( وزير نفط العراق حرامي)! وأذكر أنه اتصل بي وقال بغضب: ( إن اتهام أي وزير في حكومتي هو اتهام لي ) ! ثم أنهى المكالمة، وانتهت علاقتي بهذا الصديق العزيز منذ تلك اللحظة حتى اليوم فخسرت بذلك أخاً كريماً، وصديقاً غالياً، له مواقف كريمة وطيبة معي لا يمكن إنكارها أبداً. علماً بأن الوزير (الحرامي) هارب عن وجه العدالة، ومطلوب اليوم للقضاء العراقي بسبب عدة قضايا وملفات فساد كبيرة جداً. لقد ذكرت هذه القضية، وأشرت لتلك المقالات التي لم أزل احتفظ بنسخ نشرها لأؤكد لك أن الصداقات لن تمنعني من تأشير الخلل إذا ما وجدته، وذكر المنجز إن توفر في أداء الصديق.. لذا فالاشادة بالمدير العام حسين جاسم لم تأتِ فقط بسبب العلاقة الطيبة التي تربطني به، إنما أيضاً بسبب جهده ودوره في تحقيق هذه المنجزات الواضحة. فالرجل منفذ أفكار الرئيس السوداني بأمانة وإخلاص، وصوت الوزير بنكين ريكاني ويده بإنجاز جميع هذه المشاريع المتحققة، سواء في تشييد هذا الجسر أو ذاك المجسر، أو في إنجاز هذا الطريق المعبّد.. فضلاً عن تواضعه الجمّ وأخلاقه العالية وطيبته المميزة فهو أخو العمال والموظفين البسطاء، وصديقهم الذي يتناول غداءه واحياناً عشاءه معهم في لُجّة العمل، وبين أكوام الحديد والحجر وروائح الاسفلت . وأخيراً: أسألك بالله وأنت الرجل المنصف ألا يستحق هذا الرجل الذي نفذ مع أبطال دائرة الطرق والجسور كل هذه الأعمال والمنجزات في فترة حكومة السوداني المحدودة، أي في عامي 2024 - 2025 فقط، لاسيما مشاريع فك الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد في حزمتها الأولى والثانية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : تنفيذ (مجسرات تقاطع الفنون الجميلة)، مجسر الفنان فائق حسن.. افتتاح مجسر قرطبة، وافتتاح مشروع مجسر ربط طريق محمد القاسم بطريق قناة الجيش من جهة الرستمية، ومشروع مجسرات ربط شارع الداخل باتجاه شارع فلسطين –حي المهندسين، ومشروع مجسرات ربط منطقة جميلة مع امتداد شارع الجهاد-باب المعظم ومشروع تطوير ساحتي عدن وصنعاء، ومشروع مجسرات تقاطع دورة –سيدية على طريق بغداد - الحلة، ومشروع مجسرات تقاطع الفضيلية - السيد حسن نصر الله- ومشروع تطوير تقاطع معسكر الرشيد مع سريع الدورة (مجمع المشن)، ومشروع تطوير تقاطعي الطوبجي والشالجية، و مجسر النسور ضمن مشروع تطوير ساحة النسور والنفق رقم 1 ، ومجسر براثا ضمن مشروع انشاء جسر الصرافية، ومجسري الصرافية وبراثا (الحزمة الثانية) وافتتاح مجسر ساحة قحطان، ومجسر تقاطع المصافي ومجسر السريدات، ومجسر الصرافية، فضلاً عن تأهيل النفق رقم 2 الرابط بين شارع دمشق وشارع الأردن بطول 360م وافتتاح النفق رقم 3 الذي يربط بين شارع الزيتون وساحة النسور، وافتتاح مجسر الزعفرانية ضمن مشروع ربط منطقة الزعفرانية بطريق دورة – يوسفية المرور السريع. ومجسر الطوبجي ( احد مكونات مشروع تطوير تقاطعي الطوبجي والشالجية)، ومحطة الوزن المحورية لمدخل بغداد الشمالي التي بدأ تشغيلها.. سأتوقف عند هذا الحد، فقد تعبت من تعداد هذه المشاريع، لكن رجال ونساء دائرة الطرق والجسور لم يتعبوا حتى هذه اللحظة، فهم ومعهم وزيرهم ومديرهم يواصلون الليل بالنهار من أجل العراق .. فشكراً لهم جميعاً .. جميعاً بلا استثناء ..
مدير عام الطرق والجسور المهندس حسين جاسم
*
اضافة التعليق