‏مجلس النواب العراقي أمام مسؤولياته التاريخية ..

بغداد- العراق اليوم:

‏أياد السماوي 

‏في اللحظات التاريخية الفاصلة والحاسمة ، يتناسى الفرقاء خلافاتهم السياسية ويوّحدوا كلمتهم أمام الخطر المحدق بهم وبنظامهم السياسي القائم ، وفي هذا الصدد فإنّ الوقوف مع الوطن والنظام السياسي ، هو المعيار الحقيقي للوطنية ، فالذي لا ينتخي للوطن في هذا الظرف العصيب ، لا يحقّ له المطالبة بالحقوق والتمّتع بخيرات الوطن ..

‏يوم غد الثلاثاء المصادف السابع عشر من حزيران ، سينعقد مجلس النواب العراقي في جلسة استثنائية لتدارس تطورات الحرب العدوانية الظالمة التي تشّن على الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قبل إسرائيل وأمريكا ، وانعكاساتها المباشرة على بلدنا وشعبنا ونظامنا السياسي القائم .. ويجمع كافة المراقبين السياسيين في العالم أنّ العراق في قلب هذه الحرب ، وهو البلد الثاني المستهدف يقينا بعد إيران ، إن لم يكن بالتزامن معها .. وبسبب خطورة الموقف وما ستؤول إليه الساعات والأيام القادمة من أحداث جسام ، بات لزاما على مجلس النواب العراقي والرئاسات الأربعة الوقوف أمام مسؤولياتهم التاريخية والوطنية والدستورية ، والتهيؤ لحالة الحرب التي قد تفرض على العراق كما فرضت على إيران من قبل أمريكا وإسرائيل ، وحتى لا يؤخذ بلدنا على حين غرّة ، ونفاجئ بطائرات العدوان في سماءنا وتقصف بلدنا ، فالواجب على كافة الفعاليات السياسية والشعبية الرسمية منها وغير الرسمية ، التهيؤ الكامل لحالة الحرب التي قد ننجر إليها رغما علينا ، والتهيؤ لاحتمالات حدوث الفوضى التي يخطط لها أعداء النظام السياسي القائم ، والتي يبشرون بها منذ مدّة ليست بالقليلة .. وهذا يتطلّب وضع كافة الصلاحيات الاستثنائية بيد الحكومة من أجل  التصدّي الحازم لكل عميل وخائن يسوّل له الأعداء خيانة بلده وشعبه .. ولا بدّ من استضافة كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس القضاء الأعلى وكافة القادة الأمنيين ، لاتخاذ القرار الصحيح وقطع الطريق على العملاء وأعداء الوطن من مسّ بلدنا وشعبنا بأي سوء ، وكذلك التهيؤ لتوفير المواد الغذائية والوقود ومواد الطبابة والأدوية وكل ما يحتاجه البلد من احتياجات وخدمات .. ومن يقاطع جلسة الغد لأسباب سياسية ومن دون عذر شرعي ، يجب أن يعتبر مطرودا من مجلس النواب.. فهل سينهض مجلس النواب غدا بمهامه التاريخية والدستورية ؟؟؟ ..

 

علق هنا